قصر هاستينغز اليوم مليء بالحركة؛ فقد قررت الملكة الأرملة أن تقيم حفل الشاي.
إنه حفل يتم إقامته مرتين في السنة، حيث تجتمع السيدات من العائلات الراقية ويرتدين أجمل ثيابهن التي تليق بمكانتهن الخاصة.يتم تقديم الحلويات مثل الكيك والبسكويت من أفخر الأنواع، كما يُقدَّم الشاي المصنوع من الأوراق التي يتم حصادها من الأراضي التابعة للملك.
إنه نوع مفيد يساهم في تجارة الملك، لذلك الملكة فيكتوريا هي التي تشرف بنفسها على تحضير الأوراق.
وبعد أن يُعجب الجميع من العائلات الأرستقراطية، سيتحدثون عنه وينتشر الخبر أكثر، مما يعني دخلاً أكبر للخزينة الملكية.يتم التحضير للحفلة قبل أسبوع، لذلك تجد القصر يعج بالحركة كثيرًا، من تزيين وتحضير القاعة الملكية حيث تُوضع الطاولات وتُزيَّن بأجمل الزهور وتحضَّر أدوات المائدة. ورغم أن الملكة إيفا كانت تريد أن تكون الحفلة في الحديقة في الهواء الطلق،
إلا أن فيكتوريا فضلت أن تكون في الداخل لكي لا يبرد الشاي بسرعة ولا تتسخ الحلويات في حال كان الجو مغبرًا.
.
.
.
بعد تلك الليلة لم تقابل لورا الملك، رغم أن هذا ليس في صالحها بعد أن قررت استغلال الملك. قررت بعد أن تنتهي من هذا الحفل أن تحاول البحث عنه.
كنت واقفة في المطبخ أساعد ماريان في تحضير الكيك قبل أن تأتي خادمة.
الخادمة: كلارا، الملكة إيفا أخبرتني أن تذهبي إلى غرفتها. يوجد وشاح على سريرها، أحضريه لها.
لورا: أين بقية الخادمات؟ لماذا أنا؟
الخادمة: أنتِ واحدة من الخادمات الشخصيات لها. لقد أوصلت الرسالة، والباقي عليكِ. سأذهب الآن.
ماريان: اذهبي، عزيزتي. سأكمل الباقي بمفردي.
لورا: حسنًا، لن أتأخر.حين كنت أسير في الممرات، سحبني إيرل فجأة، ووقفنا في زقاق ضيق.
لورا: ماذا تفعل؟ قد يراك أحدهم!
إيرل: لا نملك الوقت. بالكاد دخلت، وأخرجت من جيبي قنينة زجاجية صغيرة على شكل دمعة تحتوي على سائل بنفسجي.
لورا: ما هذا؟
إيرل: علينا تدمير هذا الحفل. لن نسمح لهم بالتجارة. هذا سم، امزجيه مع أعشاب الشاي.
لورا: تذكرت كلام ليون، وشعرت بالحزن. قتل كمية كبيرة من النساء! نظرت له، هذا جنون.
إيرل: لا تقلقي، إنه ليس سمًا قاتلًا. هذا السم يُدعى "الكاستورين"، يمكن أن يسبب ألمًا في البطن وغثيانًا عند التعرض له بجرعات منخفضة، لكنه لا يسبب الموت. ما أحتاجه هو أن يفشل هذا الحفل وأن يتحدث الجميع عنه، أريد أن أحطم تجارته. كل الخيوط التي تساعد الخزينة سنُدمِّرها، وفي النهاية ستضعف الإمبراطورية وبالتالي تنهار، فلا خزينة، ولا شعب، ولا إمبراطورية.
لورا: كيف أثق بكلامك الآن؟ ما زلت أشعر بالقلق، فليس شخصًا واحدًا سيحضر، بل الكثير من النساء، وقد يكون أغلبهن حوامل.
إيرل: لا أصدق أنك بعد كل هذا لا تثقين بي. هل تظنين أن طريقنا مليء بالحب والرحمة؟ هل نسيتي هدفنا من الأساس؟عندما نظرت إلى عينيها لأول مرة، رأيت الخوف فيهما. ماذا حدث؟ أين تلك العينين المليئتين بالانتقام والتي لا تهتم إن قتلت شخصًا واحدًا أو عشرات الألوف؟ تنهدت بغضب، فتحت الزجاجة وشربت البعض منها، ثم أغلقتها.
لورا: شعرت بالصدمة والخوف عليه. هل فقدت عقلك؟ ماذا تفعل؟!!!
إيرل: أتمنى أن تثقي بي الآن. سترين غدًا، لن أموت. هذا السم لا يسبب الموت، والنساء اللاتي سيحضرن أغلبهن سيدات لم يتزوجن، والبعض كبيرات في السن. هناك فقط أربع نساء شابات متزوجات حديثًا، ولم تحمل إحداهن بعد، لذا لا تخافي. شعرت ببعض الألم في بطني.
لورا: كيف تعرف كل هذه المعلومات؟ هل تفحصت الأمر؟
إيرل: بالطبع. أمسك بيدها، أشعر بالدوار، آثار السم بدأت تظهر عليّ المغادرة.
لورا: دعني أساعدك. سأخرجك إلى الخارج.
إيرل: لا، شعرت بالتعب. لا أستطيع تحمل الألم، لا يجب أن يراني أحد معكِ. قلت بصعوبة: اذهبي، سأحل الأمر وحدي.
وضعت الزجاجة في أحد جيوب التنورة وغادرت من هناك. تركته خلفي، ماذا لو حدث شيء؟ كان وجهه أصفر وبالكاد يتحدث، حتى يده كانت ترتعش. شخص أحمق، لماذا فعلت شيئًا غبيًا مثل هذا؟ عليّ أن أبحث عن أصدقائه للمساعدة.
ذهبت إلى غرفة الملكة إيفا وأحضرت الوشاح بسرعة وركضت مسرعة إلى الحديقة حيث كانت موجودة، ولكن لم أكن أتوقع أن أرى الملك ماكسويل يرافقها هناك. لم أره منذ فترة، وهذه أول مرة بعد ذلك اليوم. أشعر بالحرج بعض الشيء.
أنت تقرأ
ابواب مظلمة(2) مكتملة
غموض / إثارةفي ظلام الليل البارد ، حيث تهمس الرياح بحكايات الماضي ، كانت تقف هناك وحدها ،عيناها المظلمتان تلمعان بالغضب ، وجسدها النحيل يحمل آثار الفقدان والمعاناة ،كانت روحها تصلبت بفعل الألم ، كانت تعرف ان هذه الرحلة، مظلمة وقاسية لكنها لم تبحث عن الراحة كان...
