لا شرط أن تكون الخيانات سكينًا في الظهر فقط، أحيانًا تكون ابتسامة هادئة تسبق عاصفة تهلك بلا رحمة.
.
.
.
.
مدينة لندن داخل عاصمة الشمال.
وصلت رسالة إلى الدوق ويلينجتون، حيث أعادت تلك الرسالة رشده وقوته، وكأنما استيقظ من غيبوبة طويلة من الحزن.
شعر أن اليوم هو اليوم الذي ينهي به كل المعاناة.
داخل غرفة متهالكة مليئة بالفوضى، قناني الخمر والكؤوس والثياب والأوساخ متناثرة في كل مكان حوله، دخل رئيس الخدم.
ألدوين: مشاعر مليئة بالتوتر والحزن، هل حقًا سوف تهجم على مملكة هاستينغز؟
ويلينجتون: (نظرة بعينيه الواسعتين والابتسامة العريضة على وجهه تظهر أسنانه) بالطبع، هذه فرصة لا تعوض. سوف يخسر كل شيء.
ألدوين: لماذا لا تهدأ؟ إنه يعيش نفس حزنك. هل تظن أن هدف الرسالة هو الإصلاح؟ هذا فخ لك. لكِ يحدث الدمار! (مسك يد ويلينجتون وكأنما يتوسل له بعينيه الخائفة) أرجوك لا تذهب، سيدي، لا تذهب!
أبعد ويلينجتون يده بغضب: لا تحاول إيقافي. الغضب الذي أشعر به والمعاناة التي أعيشها، سوف أتخلص منها حين أدمر مملكة هاستينغز.
صرخ ألدوين في وجهه: وهل تظن أن زوجتك الراحلة تريد هذا؟ هل ستجد السلام إن فعلت هذا؟
وقف ويلينجتون بيأس، لم ينطق بحرف واحد، وعينيه مليئة بالدموع وبحزن شديد وصوت مرتعش: لا تذكر زوجتي أمامي مرة أخرى، أو ستلحق بها أنت أيضًا.
.
.
مدينة هاستينغز
بعد الجنازة ذهبت صوفيا بخطوات ثقيلة وهيا تتجه نحو الحانة , رائحة الخمر التي ملأت المكان كانت ثقيلة على صدرها لكنها طلبت كأساً دون تردد جلست في زاوية مظلمة تختبئ من أعين الناس بينما صوت الموسيقى الباهت يتداخل مع أفكارها لم تكن تشرب لتنسى فقط بل لتخدير الألم الذي يلتهم قلبها . دموعها انسابت بصمت والكأس في يدها يرتعش مع كل تنهيدة ثقيلة . كل رشفة كانت تحمل معها ذكرى وكل ذكرى كانت تقتلها ببطء.
.
.
بينما داخل القصر اعتزلت الملكة فكتوريا في غرفتها جلست امام النافذة وعيناها متجمدتان على الحديقة الملكية التي بدت كئيبة كأنها تعكس مشاعرها .
في هذا الموقف كم كانت تتمنى لو كان زوجها معها كأنما غيمة سوداء حلقت فوق القصر مثل لعنه لا يمكن التخلص منها
كانت كيت تقف خلفها صامته في دورها تتظاهر بالقوة امام فكتوريا لكن قلبها كان ينهار مع كل لحظة من هذا السكون وهذا الحزن العميق الذي يتعايش داخل قلوبهم .
.
.
اما ماكسويل فقد كان حبيس غرفته جالساً على كرسي قرب موقد النيران يحدق في تلك الشعلات المتناثرة والتي تبتلع الحطب وتترك اثر خلفها محطم يشعر انه ذالك الحطب الذي حاصرته تلك النيران تنهد بحزن وجاء طيف ذكرى زوجته وهيا ترمي نفسها هذا المشهد يستمر بالتشغيل في عقلة ولا يغادر مهما فعل ومازال يسمع اخر كلماتها اتمنى ان تشعر بما شعرت نزلت دموعة دون ان يشعر . هناك الم يمزق قلبة لدرجة لا تطاق لمس صدرة وكم يتمنى ان يخرج قلبة من بين اضلاعة ويرمي الى تلك النيران عسى ان يخفف من الألم , اصابع يده ترتعش يشعر انه داخل دوامه سوداء من الذنب والندم مهما فعل وقال لقد كان جزء من دمارها .
أنت تقرأ
ابواب مظلمة(2) مكتملة
Misterio / Suspensoفي ظلام الليل البارد ، حيث تهمس الرياح بحكايات الماضي ، كانت تقف هناك وحدها ،عيناها المظلمتان تلمعان بالغضب ، وجسدها النحيل يحمل آثار الفقدان والمعاناة ،كانت روحها تصلبت بفعل الألم ، كانت تعرف ان هذه الرحلة، مظلمة وقاسية لكنها لم تبحث عن الراحة كان...
