39

9 2 3
                                        

تجمد الزمن للحظة ....فتحت لورا فهما , أطبقت عليه , ثم تمتمت : أنتم .... ولكن كيف ؟ . 

ابتسم إيثان ابتسامة باهته فيها من التعب بقدر ما فيها من الحنان : نحن نراقب القصر منذ أربعة أيام , نتظر هذه اللحظة .

أضاف موريس وهو يتفقد المكان بعين يقظة : حين اختفيتِ فجاة بعد ذاك الحادث لم نحتاج السؤال او البحث عنكِ , نظر إليها كنا نعلم إلى أين ستذهبين , ولماذا . 

تقدمت لورا بخطوة إلى الخلف مشوشة , قلبها كان يخفق بقوة , ليس من الخوف بل من اختلاط المشاعر . ظنت أنهم تركوها . 

ظنت أن هذه المهمة لا تعنيهم كما تعنيها ولم تكن تعرف أن تلك الظنون كلها كانت خاطئة . 

لورا : بصوت خافت بالكاد يسمع , كنت أظن ... انني وحدي في هذا , لقد انتهت معركتكم ولم يتبقى غير معركتي لماذا لم تغادرون ؟ 

إيثان : نبرته هادئة لكنها حازمة . كنتِ مخطئة نحن معكِ حتى وإن اخترتِ الطريق وحدك , نحن اخترناكِ . 

عينيها امتلأت بالدموع دون ان تسقط كأن هناك مزيج غريب في صدرها : راحه خفية , غضب متبقي , ودفء يلامس برد قلبها للمرة الأولى منذ زمن . 

لورا: لكن ... هذه معركتي , ليس عليكم أن تتورطوا , لن اسامح نفسي إن ..

قاطعها نظرة موريس  نظرة ثابتة عميقة , تحمل ما لم تستطيع الكلمات أن تقوله . 

موريس بصوت منخفض لكنه مشحون بالصدق: ولن نسامح أنفسنا إن تركناكِ تموتين وحدك . تقدم خطوة حتى صار بينهما خطوة واحدة  فقط . 

موريس : لا أحد يختار المعركة وحده يا لورا ... المعركة تختارنا احياناً وانتِ اخترتها من أجل ماضي نحمله نحن ايضاً .

إيثان من خلفه نبرته كالسهم : لقد شاهدت كيف تضحين من اجلنا وتركتي نفسك إلى الموت شهدنا الظلم وعجزنا عن انقاذ حياتك من تلك النيران لو لم يخاطر ولدك , لكنا عشنا طول حياتنا بالندم 

نظرت لهم بعينين لامعة وقلبها مثقل بالحزن : لكن هذا الطريق قد نواجهه به الموت , انتم تملكون الفرصة الوضع خطر جداً .

ابتسم إيثان  وهو يشد قبضته على سيفه : لن تموتي بل ستعودين معنا ... وتحملين رأس الطاغية في يدك .

موريس وهو يجهز سيفه تمتم هيا إذن قبل أن تدرك الحاشية أن أشباح القصر عادت لتحرقة مرة اخرى 

نظرت لورا إلى القصر ثم إليهما وابتسمت بحزن هيا بنا . 

.

.

.

حين دخلت إلى القصر عن طريق بوابة الخدم كان هناك صوت يثير شكها تشعر ان هناك شيء خطأ . كان الداخل صامتاً . الحرس قليل جداً ولا يوجد خدم ولا صدى لخطوات في الردهات رغم انهم كانوا يسيرون بحذر شديد لكن لم تكن ترتاح . رغم فخامة الأعمدة الرخامية والثريات المذهبة كان هناك شيء ناقص كأن الحياة غادرت هذا المكان وبقيت قشرته فقط .

ابواب مظلمة(2) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن