تجمد الزمن للحظة ....فتحت لورا فهما , أطبقت عليه , ثم تمتمت : أنتم .... ولكن كيف ؟ .
ابتسم إيثان ابتسامة باهته فيها من التعب بقدر ما فيها من الحنان : نحن نراقب القصر منذ أربعة أيام , نتظر هذه اللحظة .
أضاف موريس وهو يتفقد المكان بعين يقظة : حين اختفيتِ فجاة بعد ذاك الحادث لم نحتاج السؤال او البحث عنكِ , نظر إليها كنا نعلم إلى أين ستذهبين , ولماذا .
تقدمت لورا بخطوة إلى الخلف مشوشة , قلبها كان يخفق بقوة , ليس من الخوف بل من اختلاط المشاعر . ظنت أنهم تركوها .
ظنت أن هذه المهمة لا تعنيهم كما تعنيها ولم تكن تعرف أن تلك الظنون كلها كانت خاطئة .
لورا : بصوت خافت بالكاد يسمع , كنت أظن ... انني وحدي في هذا , لقد انتهت معركتكم ولم يتبقى غير معركتي لماذا لم تغادرون ؟
إيثان : نبرته هادئة لكنها حازمة . كنتِ مخطئة نحن معكِ حتى وإن اخترتِ الطريق وحدك , نحن اخترناكِ .
عينيها امتلأت بالدموع دون ان تسقط كأن هناك مزيج غريب في صدرها : راحه خفية , غضب متبقي , ودفء يلامس برد قلبها للمرة الأولى منذ زمن .
لورا: لكن ... هذه معركتي , ليس عليكم أن تتورطوا , لن اسامح نفسي إن ..
قاطعها نظرة موريس نظرة ثابتة عميقة , تحمل ما لم تستطيع الكلمات أن تقوله .
موريس بصوت منخفض لكنه مشحون بالصدق: ولن نسامح أنفسنا إن تركناكِ تموتين وحدك . تقدم خطوة حتى صار بينهما خطوة واحدة فقط .
موريس : لا أحد يختار المعركة وحده يا لورا ... المعركة تختارنا احياناً وانتِ اخترتها من أجل ماضي نحمله نحن ايضاً .
إيثان من خلفه نبرته كالسهم : لقد شاهدت كيف تضحين من اجلنا وتركتي نفسك إلى الموت شهدنا الظلم وعجزنا عن انقاذ حياتك من تلك النيران لو لم يخاطر ولدك , لكنا عشنا طول حياتنا بالندم
نظرت لهم بعينين لامعة وقلبها مثقل بالحزن : لكن هذا الطريق قد نواجهه به الموت , انتم تملكون الفرصة الوضع خطر جداً .
ابتسم إيثان وهو يشد قبضته على سيفه : لن تموتي بل ستعودين معنا ... وتحملين رأس الطاغية في يدك .
موريس وهو يجهز سيفه تمتم هيا إذن قبل أن تدرك الحاشية أن أشباح القصر عادت لتحرقة مرة اخرى
نظرت لورا إلى القصر ثم إليهما وابتسمت بحزن هيا بنا .
.
.
.
حين دخلت إلى القصر عن طريق بوابة الخدم كان هناك صوت يثير شكها تشعر ان هناك شيء خطأ . كان الداخل صامتاً . الحرس قليل جداً ولا يوجد خدم ولا صدى لخطوات في الردهات رغم انهم كانوا يسيرون بحذر شديد لكن لم تكن ترتاح . رغم فخامة الأعمدة الرخامية والثريات المذهبة كان هناك شيء ناقص كأن الحياة غادرت هذا المكان وبقيت قشرته فقط .
أنت تقرأ
ابواب مظلمة(2) مكتملة
Mystery / Thrillerفي ظلام الليل البارد ، حيث تهمس الرياح بحكايات الماضي ، كانت تقف هناك وحدها ،عيناها المظلمتان تلمعان بالغضب ، وجسدها النحيل يحمل آثار الفقدان والمعاناة ،كانت روحها تصلبت بفعل الألم ، كانت تعرف ان هذه الرحلة، مظلمة وقاسية لكنها لم تبحث عن الراحة كان...
