نفس الأمر يتكرر مرة أخرى، أنا عدت مرة أخرى إلى الظلام. آخر ما أتذكره أنني غفوت في حضن أحدهم، كان شعورًا جميلًا مليئًا بالدفء، هذا الدفء الذي فقدته منذ مدة طويلة. الآن أشعر بالبرد فقط. جلست على الأرض، لا أعرف إن كانت أرضًا أم بقعة ماء أم بقعة وحل. الأرض سميكة لكنها رطبة. أشعر بشيء يتسلل إلى يدي، ساخن، لا أعرف ما هو. شعور اليأس يجتاحني، أريد فقط أن أختفي.
فجأة سمعت صوتًا ليس غريبًا، تفقدت بعيني أرجاء المكان على أمل أن أرى شيئًا، ثم ظهر بصيص ضوء خافت على جسد ماري. نظرت لي مبتسمة، لكن عيناها كانت حزينة ومليئة بالدموع، وثيابها ملطخة بالدماء، إنها نفس الثياب التي كانت ترتديها في ذاك اليوم. ثم سمعت كلمتها التي كانت مثل الصفعة على وجهي.
ماري: لم أكن أريد هذا.
لورا: شعرت بالصدمة والحزن الشديد. "أنتِ... ماذا تقولين الآن؟!"
ماري: ابتسمت بحزن، "توقفي، أريد أن أراكِ سعيدة، انظري حولكِ، لورا."
فجأة بدأ المكان يضيء. الأرض التي كنت أجلس عليها لم تكن وحلًا ولا حتى ماءً. ذاك الشعور الساخن حين لمست يدي كانت مجرد دماء. نهضت من الأرض بفزع وخوف شديد.
لورا: "م... ما هذا!! لماذا الدماء؟!"
ماري: "إنها دماء من قتلتهم، لورا." تقربت منها ومسكت يدها المرتعشة. "لا أريد أن تبتلعكِ هذه الدماء وتغرقين فيها. سوف تستمر بالارتفاع في كل مرة تقتلين بها شخصًا لدرجة أنكِ لن تستطيعي العودة أو النجاة منها. لورا..." مسحت دموعها. "توقفي الآن، يمكنكِ العودة. شعرت بالحزن، أعلم أنني بسببهم عشت هكذا، ولكن لا أريدكِ أن تعيشي نفس المعاناة."
لورا: "ما هذا الشعور في داخلي؟ يأس أم ندم أم أنه حزن عميق لا أفهمه. أنا سألت نفسي عدة مرات أن أتوقف أو أن أنسى وأهرب، لكني لم أستطع. الشعور في داخلي لم يهدأ ولو لمرة واحدة. أنتِ الآن في كوابيسي." ابتسمت بحزن. "أنا لا أستطيع النسيان مهما حاولت، صدقيني أنني حاولت، حتى لو تظاهرت أنني لم أحاول. لكن لم أستطع، أنا أعيش في جحيم، كأنما النيران في ذاك اليوم ما تزال تشتعل بي ولا تتوقف. لكن حين أفعل شيئًا يدمر هذه المملكة أشعر بالسعادة، وكأنني وجدت سببًا لأطفئ هذه النيران."
ماري: هذا الشعور بالذنب وليس شعور بالانتقام . لورا لا ذنب لكِ بما حدث معي لقد طلبت شيء واحد هو الاهتمام بطفلتي , موتي انا والعمة روز ليس لكِ ذنب به تخلصي من هذا الشعور الذي يأكلك ويدفعك إلى الهاوية .
لورا: ابعدت يديها من يدي انزلت رأس بيأس ثم رفعت رأسي مبتسمة اذهبي الان ماري سوف نلتقي عن قريب . انا لا يمكنني العودة بعد الان . امتلأت عيني بالدموع , لقد تأخر الوقت .
تلأش جسدها امامي ولم انسى وجهها الحزين وهيا تنظر لي .
.
.
أنت تقرأ
ابواب مظلمة(2) مكتملة
غموض / إثارةفي ظلام الليل البارد ، حيث تهمس الرياح بحكايات الماضي ، كانت تقف هناك وحدها ،عيناها المظلمتان تلمعان بالغضب ، وجسدها النحيل يحمل آثار الفقدان والمعاناة ،كانت روحها تصلبت بفعل الألم ، كانت تعرف ان هذه الرحلة، مظلمة وقاسية لكنها لم تبحث عن الراحة كان...
