٥

105 9 1
                                    

بسم الله

بعد مانتهاء من العشاء وقف يلوح بيدينه : ماقصرت يا ابو ؟
بلع ريقه عساف ثواني ولاحظ راجح صمته يفهم ليه سكت مايود يقول ابو انوار واردف عساف : ابو دينا
ارتسم على طرف ثغره ابتسامه شبه ساخره وهز راسه: شكرا يا ابو دينا ماقصرت
هز راسه عساف وخرج راجح يمشي ولف بكامل جسده يناظر للقصر وهو يمشي بالخلف يتأمل رؤيتها لكن وصل للباب وهو ماشافها واخذ نفس بتعب وخوف ومشى يركب سيارته يتوجه للبيت ومن وصل نزل للبيت بتعبه وإرهاقه واستقبلته ريناد المبتسمه: ها كيف؟
هز راسه يبتسم وهمست : وش سبب المناسبه؟
ابتسم يقبل راسها : كانت فيه بنت بالكوفي امس واحد مايستحي بيمس شرفها وجيت ضربته وهربت وطلع ابوها
وسعت ناظريها بصدمه :احلف؟
ضحك يهز راسه وابتسمت تهمس : طيب اسمعني
ناظرها يهز راسه: اسمعك يمه
ابتسمت بخفوت تمسك كفوفه تهمس : انت كبرت ورجال وش زينك وماديتك زينه وكامل والكمال لله ماودك تكمل نص دينك؟
ناظرها ثواني يسهى واكملت بهدوء : عندي لك بنت الحلال اعرفها وش زينها سنعه وماعليها عيب تهبل
بلع ريقه يرفع اكتافه واكملت : بنت خالك ساير الوسطانيه غيم
هز راسه: افكر ، الحين بنام تعبان
هزت راسها تتركه يمشي تدرك انه ساهي البال ومو يمها تدرك انه من رجع ، رجع بدون باله ، احساسها كـ ام واحساس الام مايخيب تعرفه من نظراته ونبرته لكنها تتجاهل لاجل ماتضغط عليه

دخل لغرفته يمسح على وجهه بتعب وهمس : انتي وش سويتي فيني وفي حياتي !
ناظر للارض بصعوبه ، بتعب ، بارهاق ، انوار اُعجوبه بقصتها اللي تدهشه ، وارهقته ، خذت باله كله ، ينشغل فيها ولا يحس بأي شي حوله ، ينسى هو وين ، و ايش يسوي ، وهو يكلم مين ، كل هذا يتلاشى من تدخل هي باله ، لها نصيب كبير من باله ، تاخذ ساعات يومه بدون تدري ، وهو يجهل مشاعره اللي توضح له انه مُغروم فيها لكنه ينكر ، بسبب دروبهم المختلفه ، دربها شاق ومُظلم وتعيش يعاكس اسمها ورقتها ، وهو دربه تارةً يتعس وتارةً يبتسم له لكنه يُحيره دائمآ واصبح يميل للأسم اللي يناسبه من انوار " جارح " يُجزم بعد افعاله لها وغدرته وكسره لها ان اسم " جارح " يناسبه اكثر ، يلوق عليه ، يلوق لجموده وصلابته..!

- انوار -
تناظر لشباك تشوف شروق الشمس وتبكي بألم وتعب وإرهاق ، تقارن حياتها بمعنى اسمها ، كانت تدعي ان يكون لها نصيب من اسمها ، يكون لحياتها نصيب من اسمها ، لكن حياتها تمشي مع عكس اسمها ، تخدش رقتها ، ونعومتها ، وتجعلها مكسوره ، كثيرة المدمع ، تعيسه ، كانت تعني " تعيسه " بحياتها الكلمه توصفها بمعنى حروفها وادقها
لفت تشوف الباب اللي انفتح وابتسمت بألم وعقد حجاجه من ابتسامتها : ليه تبتسمين؟
رفعت اكتافها تهمس همس مؤلم : قلت لك تعودت !
ابتسم يشوف بشاشتها رغم سوء الوضع عندها وضحك يتقدم لها ومسك اداته يمررها على الهواء لأرعابها وهمس : بخليك تتعودين على العكس..!
بكت ترجع للخلف زحفآ من شديد تعبها وبدأت تصرخ من بدا يمرر سلكه على جلدها الرقيق ، كيف تتحمل وهي نحيله لاتُراء ، تتلقى اسواء انواع العذاب وهي في اشد برائتها واستوقف من حس بالدم حوله ينتثر وابتسم يترك اداته ومشى يقفل الباب تاركها تلتم حول نفسها وتنزف بألم وتبكي ، فاقده طاقتها بسبب الدم اللي تفقده والجروح اللي تنفتح كل لحظه..!

يا ظلامي الدامس يا غربة انواري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن