٦

105 8 1
                                    

بسم الله

يمشي يركض لغرفة داليا اللي منزلها راسها تبكي واردف بغضب : انتي اُمها ؟
رفعت نظرها للمحقق ونزلت دموعها وتقدم يضرب الطاوله بغضب : كيف خليتيها كيف ؟ كيف خليتيها تنضرب وتتعذب كيف ؟
بكت تغطي وجهها بكفوفها: مابيدي حيله ماقدرت ماقدرت
اخذ نفس يضرب الطاوله بقوه واردف بعصبيه : الحين تقولين لي وش صار بسرعه
شهقت بدموعها تهمس : شفت راجح طالع من القصر ووراه اخت انوار تبكي وشفتهم ورحت معهم لأني عند القصر انتظرها ماقدرت ادخل وراجح شايلها
صغر عيونه يردف : قصر مين ؟
همست بدموع : ابوها ، عساف
بلع ريقه يردف : من ؟
صدت تمسح دموعها : عساف ال جراح
وسع ناظريه بصدمه : انتي زوجته ؟ تكذبين علي ؟ هو متزوج
لفت عليه تردف بصراخ وغضب : وطلقني لانه هددني ان ماسقطت انوار بيذبحنا بس ماسمعت له
بكت تغطي ثغرها تتذكر احداث ليلتها السيئه واكملت : كنت فرحانه بس فرحانه اني بصير اُم بس مابغيت يصير هو ابوها ، كانت فيني فرحه ، فرحه لأني انا اُمها
ورفعت نظرها : بس ما استاهل اكون ام من بعد ذيك الليله اللي طلقني فيها واخذ بنته وطردني
هز راسه يعض شفته بقهر وصرخ بغضب : كان يمديك تجين وتطالبين بحقوقك ، كان يمديك تساعدين بنتك بالعدل..!
هو يصرخ يجبر دموعها بالنزول ، وكلامه يشعل نيران كادت ان تُخمد ، وتجدد ليالي سيئه تعود في ذاكرتها ، فقط كانت تبكي لأن وقتها هي جاهله في كل شي كانت اشبه بصغيره في العشرين اهلها باعوها له وزوجها عساف غصب عنها ، ماتنسى ليلة الدموع اللي انزفت فيها ، وتشوف ثغره مزين بالابتسامه المزيفه ، والكل كان يصفق ويرقص بليله هي ماتودها وتكرها حيل ، وقبل ليلتها سمعت كلام منه يسم البدن ، لأجل ترفضه لكن اهلها ؟ باعوها له رغم رفضها بحكم عقولهم المتحجره والشديده ، ماعُمرها شافت سند لها في ايامها ، والى وقتها هذا ، تخاف من كل شي ، ومستحيل تثق بأي شخص ، لانها تدرك انها محتاجه شخص يساندها وبتثق بكل شخص يقدم لها شي مزيف ، تفرح هي بصدق ويضحك هو من خلف الكواليس..

دخل اخر غُرف التحقيق واللي كانت فيها الطرف الجاهل عن كل شي ، الطرف اللي يضحك ، ويلهو ، ويفرح يجهل كل شي يحصل وحصل ، تحس انها غبيه ومُستغله في كل شي ، تحس انها ليلة الصدمه ، والعقاب ، و جزاء للياليها الضاحكه ، تجمع عليها كل شي بسُرعه وبدون ادراكها وكيف انقالت لها الحقيقه بكُل غضب ، وبوسط دموعها وخوفها ، ورجفتها
شافها تبكي بصمت وجسدها ينتفض مع كل شهقه واخذ نفس يردف : قولي اللي عندك يالله انتي بعد
رفعت نظرها تمسح موج دموعها ، تمسح سيل دموعها المقهوره والغاضبه والحارقه ورفعت اكتافها تردف بعدم وعي لكل شي حصل ، تشتت نظرها لأنها ماتقوى تتكلم بكلام اشبه بهذا الكلام امامه : كنت امشي بـ حديقة القصر وسمعت صراخ راجي ومتألم
رفعت نظرها له تبدا دموعها تعاندها وتنزل بسيل وهمست بحرقه : مشيت له وانا كلي خوف واللي شفته ؟ ابوي طالع من القبو ودخلت بعده وشفتها طايحه بوسط دمها وتعبها واول شخص دقيت عليه راجح وشافتنا اُمها ومشت معنا
جلس مقابلها ينزل نظره لكفوفها اللي تمردت بالرجفه ورفع نظره على دموعها اللي تجزم له انها خائفه وتاعبه واردف بهدوء : وش عرفك بـ راجح
بلعت ريقها تردف بكامل ثقتها تعيد ذاكرتها قبل خمس شهور : كنت امشي بالكوفي مع صحباتي وتعرض لي واحد وراجح ساعدني وابوي ضيفه يشكره عنده واخذت رقمه عندي واول اتصال كان هذا الاتصال
رفعت اكتافها تنهي كلامها : بس
هز راسه يكمل اسألته : تعرفين ان داليا اُم انوار من متى ؟
اغمضت عيونها تحاول توقف دموعها وفتحتها تتأفف بهمس ولفت عليه بغضب وتعب : في المستشفى في هذا اليوم الملعون في هذا اليوم اللي طلعت فيه حقيقة اعز الناس لقلبي واحبهم لقلبي ابوي
هز راسه بهدوء : كرهتيه ؟
احتدت نظراتها تناظر لعيونه الهاديه والبارده : مالك شغل
ابتسم بخفوت ولف على الباب اللي انفتح : محقق فهد نحتاجك
هز راسه يوقف واشار على دينا : هذي بريئه من كل شي طلعوها
ناظره الحارس ثواني : بس العسكـ
قاطعه فهد بحده : قلت طلعها طلعها لاتناقشني
بلع ريقه من حدة صوته الغاضبه وهز راسه بخفوت يدري ان فهد مايحق له يأمر في هذا المجال ولا له صلاحيه في تحريرهم بس حدة صوته اجبرته على الامتثال لأمره وتقدم يفك كلبشة يدين دينا اللي ابتسمت بخفوت وسط دموعها توقف وخرجت خلفه واشار على الباب واردف بنبرة امر: توكلي
لفت تناظر بهدوء تهمس : لاتأمرني بذا النبره فاهم ؟
ومشت تخرج تاركته مصدوم وضحك بصدمه تعتلي على ملامحه وضغطت على قبضة يدها بقهر من صوت ضحكها اللي وصل لها

يا ظلامي الدامس يا غربة انواري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن