2- فتاةٌ غاضِبةٌ جِدّاً.!

240 29 102
                                    

كثيراً وقتُ الغضب، لا نرى ما نحنُ غاضبون من أجله!
بل نَرى ماضينا الذي دُعِس، وأحلامنا التي تهتّكت!

- رغد أيمن

متنسوش الڤوت.🥰
قِراءة مُمتعة.🩵
_______________

كان الموقفُ مُحرِجاً وسخيفاً بحقّ!
فقد ذُهل الواقفون مما تقوله على "عُديّ".. بينما هو يُمسكُ بيد "يُوسُف" وقد وقف بمكانه كمن أصابته صاعِقةٌ لا تُبقي ولا تَذَر!

تقصده هو؟! هو خاطِفُ الصَبيّ، الذي تصرخُ وتصيحُ عليه!

وما تزالُ الفتاةُ تستنجدُ بأهل المنطقة، وهي تُحاول سَحب "يُوسُف" من يده بلَوعة:
- الحقوني يا ناس! يا عالم! الـوَاد كان هيتخِطف من المُهزّق ده!

- مُهزّق! طب مش لو حضرتك فكّرتي بربع جنيه كنتِ هتلاقي الأحداث بتناقض كلامك!
ثم إن حرامي ايه اللي هيخطف طِفل بعد صلاة الجُمعة، ويتمشّى معاه..
إضافةً طبعاً إلى أن الطفل ده بيتكلم ومُستمتع جداً وهو مَخطوف!

قالها "عُديّ" بنبرةٍ ساخرةٍ مُغتاظة، وهو يُسلّمها الفتى، ثم يَعودُ أدراجه وهو يهزُّ رأسه على تلك الفتاة المَجنونة..
مُتحدثاً مع نفسه عن: "البلاوي اللي بتتحدّف على الواحد"!

تارِكاً إياها خَلفه وهي تغلي بغضبٍ من تصرّفه البارِد.. وما لبثت أن صرخت به بحِدّة، قائلةً:
- أنتَ يا أستاذ، اقف عندك وقولي "يُوسِف" كان بيعمل ايه معاك؟!

رفع "عُديّ" حاجبيه بصدمةٍ من جُرأتها، أكُلُّ ذلك لأجل أخيها الصغير!

بينما كانت امرأةٌ بجانبها تُقنعها أنه أستاذ "عُديّ" صديقُ الأطفال، ويستحيلُ أن يؤذي بَعوضة!

ولكن "عُديّ" تنهد وأجابها بهدوء يُبرر ما حدث.. وهو يُحاوِل قدر المُستطاع غَضَّ بصره عَمّا ظَهر من رقبتها وشَعرها:
- يا آنسة والله أخو حضرتك كان بيصلي معايا الجُمعة، وبعد الصلاة قعدنا نتكلم شوية.. وأخو حضرتك موجود اسأليه، وبرضو اللي كانوا في المسجد معانا، والأطفال اللي كانوا معاه..
وابقي حضرتك اسألي عن مِسيو "عُديّ الجَمّال"، وألف مين يقولك هو مين في الحارة بلا فَخر!

ثم استأذن منها، ولكنه قبل أن يرحل.. اقترب من سيدةٍ في سِنّ والدته، جارته في العمارة.. ثم همس لها بشيء، ورحل عائداً لمنزله وهو يأخذُ نفساً، ثم يُخرجه بثِقَل!

أما تِلكَ السَيّدةُ التي همس لها، فقد اقتربت من الفتاة بهدوء، وربّتت على كتفها وهي تُعدّلُ لها حجابها حتى لا يظهر منها شيءٌ كما أخبرها "عُديّ"، وقالت لها بهدوء:
- متتعصبيش يا بنتي، إنما أنتِ اسمك ايه؟

- "رِيتاچ"!
نطقت بها الأخرى بنفادِ صبرٍ استشعرته المرأة، ولكنها أكملت رُغم ذلك:
- اسمك حِلو! المُهم، مش عايزاكِ تتعصبي يا بنتي، أستاذ "عُديّ" ده مفيش حد هنا في الحارة ميعرفوش، ومفيش طفل مبيحبوش!

خَطّانِ لا يَلتقيان!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن