6- زوجتي!

216 32 66
                                    

يُقالُ عن الرَّجلِ "زوجُها"، وعن المرأة "زَوجُه".. وقَبلَ وضعِ النِّقاطِ على الأحرف، كانت العَربُ تقول: "روحُها"، و"روحُه"!

وأقولُ أنا: ذو القلبِ القاسي، لا يؤتمنُ على روحِه!

متنسوش الڤوت.♡
قِراءة لطيفة يا لُطاف.🩵
_______________

شعر "عُديّ" بقلبه ينقبض بشدّة، فأخذ الصبيُّ بحضنه بسُرعة وهو يكبتُ دموعه!

هل عانى الصبيُّ وحده فَزِعاً خائفاً؟!
هل بكى كثيراً، هل تركَ والدته بمُفردها ليأتي لإخباره؟
هل..

- يلا يا بني بسُرعة نروح نشوفها.

هكذا قالت والدة "عُديّ"، بعدما ارتدت عباءتها وحجابها على عَجلة..

سارَ ثلاثتهم، رُغم شعور "عُديّ" بالإحراج الشديد..
لم يذهب معهم إلا ليكون كَتفاً آمناً لـ"يُوسُف"..
فما زالَ صغيراً جِداً ليكون وحده!

ألم يُنصّب نفسه أخاه؟! إذاً فليَكُن على قَدر الأخوّة!

كان "يُوسُف" يركضُ في الشارع، وخلفه يُهرول "عُديّ" ووالدته..

دقائق، ووصلوا للعمارة.. فطلبت والدة "عُديّ"، من الصَبيّ أن يسبقها، ثم لحقته بأسرع ما استطاعه عُمرها..
أمّا "عُديّ"، فقد كان يُقدّمُ قَدَماً، ويؤخرُ الأخرى بكثيرٍ من الحرج..

بالطبع هو لن يدخل، ولكن سيقفُ بعيداً عن مدخل الشَّقة، قريباً من الممر المؤدي إليها.. حتى يُطمئن صديقه الصَّغير..

_______________

•قَبل مَجيء "يُوسُف"..

كانت "ريتاچ" تجلسُ بجوار ابنها، تُساعده بحلّ الواجبات المدرسية..

ثوانٍ، وتركته يُكملُ بمفرده، وأمسكت هي هاتفها تتصفَّحُ رسائلها..

- ماما أنا مش فاهم السؤال ده!

قالها "يُوسُف" بحيرة، فأغلقت هاتفها واضعةً إياه على الطاولة.. ثم أمسكت الكتاب وهي تقرأ السؤال..
وإثر ذلك، رنَّ هاتفها بمُكالمةٍ ما!
نظرت نظرةً عابرةً للمُتصل، ما لبثت أن عقدت حاجبيها ببعض التوتر عِندما رأت رقماً غيرُ مُسجّلٍ لديها يتصلُ!

نظرت للصبيّ، الذي كان ينظرُ لها مُنتظراً أن تردّ على الهاتف.. وقالت له بتوتر:
- "يُوسِف" معلش، ممكن تروح عند تيتا!

رُغم فضولِ الآخر لمعرفة كُنه المُتصل، إلا أنه استمع لقولها..

ما إن خرج من الغرفة، حتى أجابت "ريتاچ" على الاتصال واضعةً الهاتف فوق أذنها بصمت وترقّب.. إلى أن انقبض قلبها بقسوةٍ وعُنفٍ جِرّاء بدءِ الطرف الآخر الحديث، قائلاً بنبرةٍ مَليئةٍ بالخُبث:
- الجَميل أخباره ايه؟ موحشتكيش؟!

خَطّانِ لا يَلتقيان!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن