مرةً في حَيّنا..
زارتنا فتاةٌ غاضِبة!متنسوش الڤوت، ورأيكم اللطيف🥰
قِراءة مُمتعة.🩵_______________
كان جالِساً يقرأ في مُصحفه، صغير الحجم بصوتٍ هادئ رخيم.. مُرتدياً جِلباباً أبيض اللون، وقد هَذَّب شعره الأسود بعناية..
دقائق، حتى سمع صوت القرآن يصدحُ من مُكبّر المَسجد، مُنبّئاً باقتراب موعد صلاة الجُمعة!
ختم الآية التي كان يقرؤها، وأغلق المُصحف مُقبّلاً إياه بهدوء.. ثم قام من مكانه ووقف أمام المِرآة يُتمِّمُ على هيئته، قبل أن يضع مُعطّره، ويخرج من غُرفته بخطواتٍ مُتمهّلة!
- ماما أنا رايح المسجد، عايزة حاجة وأنا راجع؟
قالها بهدوءٍ وأدب، وهو يقفُ أمامها حيثُ جلست على الأريكة الكبيرة بغُرفة المَعيشة، وهي تتحدّثُ مع خالته باهتمام!
هزّت له رأسها علامة النَّفي، مُكملةً استماعها للمُكاملة..قهقه بخفوتٍ وهو يرتدي خُفّه.. ثم اتجه كي ينزل على درج العمارة..
وما إن خَطى قليلاً في الشَّارع، حتى وَجدَ العَّديد من الصِّبيان، يلعبون بالكُرة..
رأوه قادماً، فتهللت وجوههم وركضوا نحوه وهم يصيحون بحماسٍ سَعيد:
- عمو "عُديّ"، عمو "عُديّ"!ضحك هو بسعادةٍ، ثم سَلَّم عليهم جميعاً، وهو يعقدُ حاجبيه بتعجّب بعدما رأى معهم صبيّاً لم يَره من قبل!
حيّاه، وقد تذكّر أمر الصلاة بعدما سمع الآذان الأوّل، وخَشي أن تَفوته الخُطبة.. فأخبرهم بابتسامةٍ واسعة:
- يلا يا أبطال عشان نروح نصلّي الجُمعة، ولا ايه؟!أومأوا له بحماس، وهم يتسابقون تجاه المَسجد، أيُّهم سيصلُ أولاً!
التفتَ بعينيه تجاه ذلك الصبيّ الجَديد، الذي تسحَّب بخُطىً حَذِرةً، ليعود..
فاقترب "عُديّ" مِنه، وابتسم قائلاً بلُطف:
- اسمك ايه يا بطل؟- "يُوسف" يا عمو!
أجاب بها الآخر بسُرعة..فأخبره "عُديّ" بابتسامةٍ جميلة، وهو يَمُدُّ له يده بليِن:
- طيب يا جميل المُسمّى والمَلامح، مش ناوي تروح معانا للمسجد عشان ندخل الجَنّة مع بعض؟ وكمان أنا هحكيلكم مواضيع جميلة بعد الصلاة!
ومتخافش والله، هوصّلك بنفسي لحد البيت!قال جُملته الأخيرة، لما رأى نظرات الصبيّ الخائفة المُترددة.. ثوانٍ، وشعر بلِينه..
فأمسك يده، واتجها سوياً تجاه المَّسجد!_______________
بعد انتهاء الصَّلاة، وخُروج أكثريّة المُصلّين خارج المَّسجد..
جَلس "عُديّ" وحوله الصِبية الذين التقى بهم، ومعهم "يُوسُف".. ثم بدأ حديثه بسؤالٍ هادئ وهو ينظرُ لهم:
- هسأل سؤال، واللي عارف الإجابة يرفع إيده بهدوء.. تمام؟
أنت تقرأ
خَطّانِ لا يَلتقيان!
Romantizmكان هو كالماء.. هادئاً، ساكِناً.. مُستقرُّ الحياةِ والأفكار! وكانت هي كالهَواء.. لمّا حَركت ذاك الماء برِياحها العاتية.. أصبح أمواجاً عاليةً، ودوّاماتٍ ساحِقة! ولِمَ ذلك التَّعقيد؟! لِمَ لا نَقولُ مُباشرةً أنهما خَطّان! وبعضُ الخُطوطِ يستحيلُ التق...