"كُنّا خَطَّين لا يَلتقيان..
والتَقينا!"- عُديّ الجَمّال.
_______________انقضت باقي أيام الأسبوع، على ذات المِنوال..
"عُديّ" شارِدُ الذِّهن في كيفيّة تدبير المَبلغ.. و"ريتاچ" ووالدته اللتان تُحاولان إقناعه بمُساعدته ببعض المبلغ، ورفضه الشَّديد!
ولا ننسَ "يُوسُف" المُلتَصق به، مُبرراً ذلك، بأنه يُعوّض الأيام الفائتة!حتىٰ أتىٰ يوم الجُمعة، اليومُ المُفضَّلُ لـ"يُوسُف".. خُصوصاً أن "عُديّ" أخبره بأنه سيشرحُ للأطفال اليوم، درساً في العقيدة..
استيقظ "عُديّ"، وهو يفردُ ذراعيه بقوّة، مُحاوِلاً التخفيف من تشنجات عضلاته، إثر نومه..
ثم ألقىٰ نظرةً بجانبه، حيثُ كان "يُوسُف" يتوسَّطُ السَّرير بينه وبين "ريتاچ".. قبل أن يضحك بخفوت، وهو ينظرُ لملامحهما الغافية، وهمس ويكأنه يُحادِثُ الصَّبيّ:
- محتاجين نشوفلك أوضة لوحدك، أنتَ كِبرت على الكلام ده.أنهىٰ حديثه، وهو يطبعُ قُبلة على جبين كُلٍّ منهما بلُطف..
قبل أن يقوم من مرقده، ويبدأ الاستعداد لليوم.._______________
بعد رُبع ساعة، خرج من الحَمّام وهو يُجفِّفُ شعره بالمنشفة.. ثوانٍ وألقاها على الأريكة..
ألقىٰ نظرةً خاطفةً على زوجته، وصديقه الصَّغير بحنانٍ وقلبٍ مليء بمشاعرٍ كان يفتقدها..
قبل أن يتّجه لخزانته، ويُخرجُ منها جلبابه الأبيض..وما كادَ يضعُ الطاولة المُخصصة لكيّ الثياب، حتى استيقظت "ريتاچ" إثر ذلك..
وضعت كَفّها على فمها وهي تتثاءب، قبل أن تتحدث إليه بأثرِ نعاسٍ في صوتها:
- مصحّيتنيش أكويلك ليه؟انتبه لها "عُديّ" من أفكاره، فوضع المكواة على الطاولة، ونظر لها بابتسامةٍ، قائلاً بهدوء:
- مش بحب دور سي السيّد وأمينة.. طالما أنا صاحي وقادِر، ليه أتأمّر عليكِ؟!نَبضَ قلبها لحديثه الذي يقطُرُ مُراعاةً ولطفاً..
حقاً هي محظوظة به!ابتلعت ريقها، وهي تنظرُ إليه يُكملُ ما بدأه دون ضوضاء.. وقالت بابتسامة مُتأثرة:
- الحمد لله إنك أنتَ.. والحمد لله إنك حنيّن ولطيف كدة!لم ينظر لها، لأنه حتماً لو فَعَل سيذهبُ لاحتضانها على حديثها الذي جعلَ قلبه ينبض بتسارع..
ورُغم ذلك، أكمل على قَولها بابتسامة:
- والحمد لله على وجود والدتي، اللي عَلّمتني أنه طالما الشخص قادِر يعمل الحاجة، ميؤمرش غيره!تعلّقت عسليتاها به، وقد أزهرت بداخلها مشاعر حُبٍّ وامتنانٍ لوالدته.. التي أكّدت أن شخصيّة الرَّجل، تبدأ من تربية والدته له!
أخذت تدعو الله لها، وأن يُبارك في عُمرها.. قبل أن تسمع صوتَ "عُديّ" يقول:
- "ريتا" معلّش لو مش هتعِبك، ممكن تقوليلي اللي هيلبسه "يُوسُف" وأكويهوله بالمرّة؟
أنت تقرأ
خَطّانِ لا يَلتقيان!
Romanceكان هو كالماء.. هادئاً، ساكِناً.. مُستقرُّ الحياةِ والأفكار! وكانت هي كالهَواء.. لمّا حَركت ذاك الماء برِياحها العاتية.. أصبح أمواجاً عاليةً، ودوّاماتٍ ساحِقة! ولِمَ ذلك التَّعقيد؟! لِمَ لا نَقولُ مُباشرةً أنهما خَطّان! وبعضُ الخُطوطِ يستحيلُ التق...