12- لِقاءُ رَجلٍ، و.. وَغد!

156 26 155
                                    

"لا تَكُن ذاكَ الأحمق الذي يبخسُ مشاعر من أحبّوه، ويُسرِفُ في حُبِّ أُناسٍ لا يَعني لَهم شَيئاً!"

- جيفارا.

متنسوش الڤوت،
قِراءة لطيفة.🩵

_____________

في اليوم التالي، استيقظ "عُديّ" مع صوتِ المُنبّه في توقيت الفَجر..
تَمطّى في رَقدته، ثم اعتدل جالساً حيثُ كان ينامُ على الأريكة..

ابتسم وهو يتذكّرُ البارِحة.. فلولا سقوط "يُوسُف" في النّوم، وذهابُ "ريتاچ" للنومِ بجانبه..
لكان الآن ينعمُ بحضن صغيره!

ذهب للحمام، ليتوضأ ويتجهّز للصلاة.. ثم بعدها يُوقِظُ أهل بيته..

بعد عشر دقائق، وبعدما ارتدى "عُديّ" ثيابه.. كان يقفُ أمام باب الشَّقة، مُنتظراً "يُوسُف" التي كانت والدته تُساعده في ارتداء ثيابه..

دقيقةٌ أخرىٰ، وخرج الصبيُّ وهو يسيرُ ببطءٍ من شعوره بالنُّعاس، قبل أن يُمسك بيد "عُديّ"..
بينما الأخيرُ يبتسمُ بهدوء..

- خَلّوا بالكم من نفسكم!

قالتها "ريتاچ" بسُرعةٍ، وهي تلحقُ بهم قبل أن يُغلق الباب..
فابتسم "عُديّ" باتّساعٍ، قائلاً وهو يُشاكِسها:
- حاضر والله، هخلّي بالي من "يُوسُف".. مش ده قصدك؟

لم تَلحظ "ريتاچ" أنه يمزحُ معها، فأجابته بخفوت تُصحِّحُ له:
- أنا قصدي أنتوا الاتنين!

ولم تُمهله، فأغلقت الباب.. مُتكأةً برأسها عليه، وهي تُفكر..

ما بها؟!
لِمَ أصبحت حَسّاسةً هكذا؟!
لِمَ شعرت بالاستياء، وقررت أن تُوضِّحَ له؟!

والسؤال الأهم.. هل هي تُكِنُّ له شيئاً؟

وعِند السؤال الأخير، شعرت برجفةٍ بقلبها.. وقد أخذت تتذكّرُ تلقائياً مواساته لها، لُطفه معها.. شُعوره بالضِّيق حين يشعرُ بحُزنها منه!

وتنهّدت..
تنهيدةً تنبعُ مِن أعماقها، لتِلكَ المشاعر والأفكار التي اجتاحتها!

ثم اتّجهت للغُرفة، وقررت أن تُصلي وتَدعو الله بما أخبرها به "عُديّ" أمس..

_______________

أما عِند "عُديّ"، فقد أجَّل أفكاره إلى ما بَعدَ الصَّلاة..
حيثُ أنه ما إن نزل على السُلَّم، سَمع صوتَ الإقامة..

نظر لـ"يُوسُف"، فكتم ضحكةً كادت تخرجُ على شكله ذو العينين المُغلقتين من النُّعاس..
قبل أن يقول له بمرح:
- تِحبّ أشيلك، ولا هتعرف تِمشي لوحدك؟

نظرَ له الصَبيُّ لثوانٍ، حتى يستوعب ما قاله.. ثم اجابه بصراحةٍ يُحسد عليها:
- ولو قلتلك إني هعرف أمشي، بس عايزك تشيلني؟

خَطّانِ لا يَلتقيان!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن