"ضَاقَت.. فلمّا استحكمت حلقاتها، فُرِجَت!"
متنسوش الڤوت يا لُطاف،
قِراءة لطيفة زيكم🩵.
_______________شعر "عُديّ" بنفادِ الهواء من رئتيه، بينما الشُّرطيُّ يقتربُ منه مُمسكاً إياه من ذراعه بصرامةِ وإحكامِ القانون!
كان عقله مشغولاً بـ"يُوسُف"، الذي يُشدد إمساكه بكفّه وهو ينظرُ إليه ويتساءلُ بصوتٍ خائفٍ مُرتجف:
- بابا "عُديّ"، أنتَ هتروح معاهم!ابتلع "عُديّ" ريقه، وابتلع معه انقباضُ قلبه الذي يتزايد وهو يُفكّر بالصَّغير.. قبل أن ينظر للضابط قائلاً بنبرةٍ هادئة:
- ممكن دقيقتين أتكلم معاه؟ولم يُمهله ليردّ عليه.. فجثىٰ على رُكبتيه وقرّب "يُوسُف" إليه، قائلاً بنبرةٍ مُتهدّجة.. وهو يُقاوِمُ كُلَّ ذرّةٍ لديه كي لا يَبكي:
- "يُوسُف" يا حبيبي، اجمد ومتخافش.. وبإذن الله هرجعلك قُريّب، وهفسّحك كمان..قاطع كلامه، جذب الشُّرطيّ له بقسوةٍ وعدم اكتراث.. فأكمل "عُديّ" بسُرعة، وهو يسيرُ معهم مُرغماً:
- مامتك وجِدّتك ووالدتي أمانة معاك يا "يُوسُف".. واثق فيك يا صديقي!
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه يا نور عيني!كان آخر حديثه بنبرةٍ مُضطربةٍ مُرتعشة، إثر سماعه للصَبيّ وهو يَبكي بحُرقةٍ، يستنجدُ بوالدته..
نَزَل "عُديّ" على درجات السُلَّم، وقد غابَ ذهنه تماماً عن مَعرفة السبب الذي استدعوه لأجله.. وشَردَ ذهنه مع والدته..
تعمَّد عدم إعلامها قبل ذهابه معهم، فهو قَطعاً لن يتحمّل رؤية تألمها وبُكائها!
يَكفيه جِدّاً حِين تركَ "يُوسُف" وهو يبكي، ولم يستطع العَودة ليأخذه داخل حضنه.. والإلقاء بالأوامر الرسميّة عَرضَ الحائط!خرج من باب العمارة، وهو يتحاشىٰ النظر، خَجِلاً من أبناء حارته..
"رائع! قُدوتهم مأخوذٌ من قِبَل الشُّرطة، وهو حتىٰ لا يعلمُ جُرمَه!"_______________
حين وصلت "ريتاچ" للشارع وهي تلهث بفعل القفز والركض على السُّلم.. كانت بالكاد ترىٰ ابتعاد السيّارة، التي تحملُ "عُديّ" بداخلها!
كانت الدموع ما تزالُ تسيلُ من مقلتيها مُنذُ عَلمت بما حدث..
أضِف لذلك رغبتها بالصُّراخِ بقوّةٍ من القهر والغَضَب!انتفضت لشعورها بيدٍ تُربّتُ على كتفها بهدوء، ما لبثت أن وجدت جارتهم أم "رانيا" تقول بخفوت وبعض الأسىٰ:
- ربنا يصبّركم يا بنتي، ويردّه ليكم سالِم غانِم! وهو أستاذ "عُديّ" مفيش أطيب منه، وإن شاء الله ربنا يوقّفله ولاد الحلال اللي شبهه.هزّت "ريتاچ" رأسها بفتور، وهي لا تَجِدُ شيئاً تقوله..
تنظرُ للذين تفرّق جَمعهم بعدَ رحيل السيّارة، وهم يضربون أخماساً في أسداس..
ورُبّما تنظر النسوة إليها وهن يُمصمصن شِفاههنَّ بشفقة!
أنت تقرأ
خَطّانِ لا يَلتقيان!
Romanceكان هو كالماء.. هادئاً، ساكِناً.. مُستقرُّ الحياةِ والأفكار! وكانت هي كالهَواء.. لمّا حَركت ذاك الماء برِياحها العاتية.. أصبح أمواجاً عاليةً، ودوّاماتٍ ساحِقة! ولِمَ ذلك التَّعقيد؟! لِمَ لا نَقولُ مُباشرةً أنهما خَطّان! وبعضُ الخُطوطِ يستحيلُ التق...