"من الاغترار أن تُسيء، فيُحسن الله إليك، فتترك التوبة توهماً أنك تُسامح في الهفوات!".
- أبو علي الروذباري.
متنسوش الڤوت،
قِراءة لطيفة.🩵
_______________صَعدَ "عُديّ" على السُلَّم، ورُغماً عنه لا تُبارحه تلك الرِّسالة التي أرسلها له ذاك الحقير!
يعلمُ الله وحده حجم المُجاهدة التي يُجاهِدُ بها شيطانيه، كي لا يُصدِّقَ حرفاً منها..ورُغماً عنه أيضاً لا يدري حقاً، فهو بالفعل لا يعلمُ الكثير عن "ريتاچ"!
كان الحنقُ هو ما يتملَّكُ مِن جوارحه، وهو يفتحُ باب الشَّقة بمُفتاحه.. حتى أنه نَسي أن يرنّ الجرس ككلِّ مرة..
ولكن، من يلومه لانشغال ذِهنه؟!ألقى السَّلام بصوتٍ عالٍ، حتي يُنبّه أفراد المنزل..
ثوانٍ، ووجدَ "يُوسُف" يركضُ نحوه بحماسٍ سعيد..وفي ثوانٍ أيضاً، ألقىٰ "عُديّ" همومه بعيداً، وهو يلتقطُ الصغير، حامِلاً إياه.. قبل أن يُقبّله قُبلاتٍ مُتفرّقاتٍ بأنحاء وجهه..
كان الصغير يُخبره أنه فعلَ كما أخبره، وأنه أنهىٰ مُذاكرته وواجِباته..
وما كان من "عُديّ" إلا أن يبتسم بوجهه، ويصيحُ مُفتخراً بإنجازاته الصغيرة مِثله..قبل أن يسأله:
- امّال فين ماما يا "يُوسُف"؟وما كادَ يُنهي آخر حديثه، حتى رأى "ريتاچ" تخرجُ من الدّاخل..
ويا وَيلَ قلبه من مَظهرها!
شعرٌ أسود مُجعّدٌ بعض الشيء، وقد ظهرت عيناها العسليّتان أكثر، بذلك الكُحل الذي زيّنته بِهما..
مَظهرٌ بسيطٌ جِداً، إلا أنه سَرقَ أنفاسه وقلبه!
رُبَّما لأنها أوّل مرّةٍ يراها بشعرها، وتضعُ ذلك الكُحل الذي أُغرم به!
ابتلع ريقه، وهو يُسلِّمُ عليها بابتسامةٍ، وعينان تَجولان بكُلِّ راحةٍ على مَظهرها..
ناسياً أو مُتناسياً، ما أخبره به "شهاب".. والمبلغ المَطلوب!..انسلَّ "يُوسُف" من بينهما بخُبثٍ، يعودُ للداخل..
فنظر "عُديّ" لأثره، وهو يضحكُ.. قبل أن يعود لينظر لها، وتحديداً عسليّتيها..استجمع حروف اللغة، ونَحّى تردده وحرجه جانِباً.. مُظهِراً شخصيّة "عُديّ" المُخبّأة، وهو يقول بهمس:
- Merde, je suis tombé amoureux de tes yeux.. Y a-t-il un sauveur?
(تباً، لقد وقعتُ بعِشق عينيكِ.. فهل من مُنقِذ؟).لم تفهم "ريتاچ" بالطَّبع ما قاله، إلا أنها رجّحت أنه يمدحها، بسبب نظراته ونبرة صوته الهامِسة..
فاحمرّت وجنتاها..
أنت تقرأ
خَطّانِ لا يَلتقيان!
Romanceكان هو كالماء.. هادئاً، ساكِناً.. مُستقرُّ الحياةِ والأفكار! وكانت هي كالهَواء.. لمّا حَركت ذاك الماء برِياحها العاتية.. أصبح أمواجاً عاليةً، ودوّاماتٍ ساحِقة! ولِمَ ذلك التَّعقيد؟! لِمَ لا نَقولُ مُباشرةً أنهما خَطّان! وبعضُ الخُطوطِ يستحيلُ التق...