توقفت ثلاث سيارات سوداء فخمة في أحد الأحياء الهادئة البعيدة و تحديداً من أمام تلك الأرض التي تحيط بها عدة أشجار وحشائش خضراء وزهور صغيرة
هرع الرجال المتواجدين بالسيارتين و أحاطوا تلك السيارة التي في المقدمة
تقدم شاب في أواخر العشرين يرتدي بدلة رمادي غامق تختلف عن الأخرين و فتح باب السيارة
خرج من السيارة ذلك الثلاثيني الذي كان يرتدي بدلة زرقاء قاتمة يعلوها معطف أسود طويل
مد يده صاحب البدلة الرمادي بباقة من الزهور قائلاً بتهذيب:تفضل سيد بيكهيون
أمسك بيكهيون باقة الزهور و تأملها بحزن ثم نبس بهدوء:هل تم ما أمرتك به هوانغ جون؟
اومئ هوانغ جون برأسه مجيباً:نعم لقد تم الاستحواذ على مجموعة شركات كانغ سوك
"لا أريد رؤية أي فرد من تلك العائلة في سيئول"
أردف بملامح متصلبة باردة
"أمرك سيدي"
تقدم بيكهيون بخطوات متمهله نحو ذلك اللوح الرخامي و هو يتنفس بعمق
وقف أمام ذلك اللوح و عيناه تحدق بتلك الكلمات المحفورة عليه و قلبه يعتصر ألماً
"كيم ليان، 1990 - 2022"
وضع باقة الزهور على ذلك القبر هامساً بأستياء و هو يلمس الاسم المحفور:لقد اشتقت لكِ كثيراً نونا، لما لم تأخذيني برفقتك؟ لم يكن يجب عليكِ أنقاذي فأنا لا شئ بدونك
"هل تشعرين بالبرد؟ أسف لأني لست برفقتك"
أردف بنبرة خافتة بينما امتلأت عيناه بالدموع
احتضن ذلك اللوح الرخامي قائلاً بنبرة مهتزه منكسره:اشتقت لكِ كثيراً، هل اشتقتِ لي؟
"كل شئ سئ في حياتي بدونك"
نبس بألم وسط تساقط دموعه التي لطخت وجنتيه
"لما تبكي؟ لا تبكي أنت لست طفل"
تحدثت بلطافة صاحبة الملامح الطفولية التي اتسخت بالتراب و هي تمسح دموع صاحب الملامح الباردة
رفع رأسه قاطباً حاجبيه بغضب ليتفقد من تجرأ على لمسه و الدخول إلى بقعة الأرض المحظورة على الجميع
اتسعت عيناه بصدمة و هو ينظر الى تلك الملامح التي يكسوها الغبار و إلى الأعين المحدقة به ببراءة
استقام فجأة و أحتضن تلك الفتاة قائلاً بسعادة:لقد كنت أعلم بأنكِ لن تتركيني بمفردي
"سيدي أنها ليست السيدة"
تحدث هوانغ جون هادفاً إفاقة ذلك الشاب اليائس
ابتعدت الفتاة عن أحضان بيكهيون دافعه أياه بعيداً و هي تقول بعبوس:من انت؟!
أقترب بيكهيون منها و أحاط وجنتيها و هو يقول بلهفة:نونا ألا تعرفين من أنا؟
