ربما كان ذلك بسبب الهدوء، ولكن آن، التي كانت تقرأ دون تركيز كبير، غاصت فجأة في الكتاب بعمق. ثم رفعت عينيها فجأة في صمت، وكانت الخادمة تومئ برأسها في وضع غير مريح. وكان من الطبيعي أن توبخها في العادة، ولكن السيد كان رحيماً بها إذ جعلها تذهب إلى الشمال حيث لا يوجد أحد غيرها، فأظهرت كرمها.
وبينما كانت منغمسة في كتابها لفترة من الوقت، اهتزت العربة وانحنى جسدها بشدة. كانت هناك اهتزازات متوالية كما لو كانت تعبر طريقًا مليئًا بالحصى.
"أنا آسف يا آنسة."
سُمع صوت الحوذي يعتذر من المقدمة. كان من الواضح أنهم قد غادروا طرقات العاصمة التي تمت صيانتها بشكل جيد وذهبوا إلى الضواحي.
"آنسة، هل أنتِ بخير؟"
سألت الخادمة، التي أذهلها الاهتزاز المرتفع، بصوت ناعس. رفعت آن نظراتها التي كانت مثبتة على الكتاب ببطء وأومأت برأسها قائلة إنها بخير. ولكن بمجرد أن فقدت تركيزها، لم تنظر مرة أخرى إلى الكتاب. فأزاحت ستائر النافذة التي لم تفتحها مرة واحدة منذ أن غادرت القصر.
ونظرت إلى الخارج دون أن تقصد، فوجدت حقل قمح كبير وأخذت نفساً عميقاً. كان المشهد أشبه بموجة من الأمواج الذهبية قبل الحصاد. شعرت بقليل من الاختناق من المنظر الذي يذكرها بالبحر الواسع.
وبمجرد أن انتهت من مشاهدته وكانت على وشك أن ترفع عينيها عنها، لفت انتباهها شخص ما.
"هاه؟"
"سيدتي؟"
"لا، هناك رجل ..."
"رجل؟"
كان هناك رجل يتناقض بشكل صارخ مع السهل، الذي كان يتوهج مثل غروب الشمس. كان ذلك لأنه كان يغطي جسده كله باللون الأسود الذي برز من اللون الذهبي الناعم.
"أين؟ لا يوجد أحد؟"
"هناك. . ."
ضل إصبع آن، الذي كان على وشك الإشارة إلى الشجرة الكبيرة حيث كان الرجل واقفاً، طريقه. فتحت عينيها للحظة، وكان الرجل قد اختفى بالفعل.
"من الواضح أنه كان بجانب تلك الشجرة ..."
"هناك؟"
وفتحت الخادمة عينيها على مصراعيها ونظرت حولها، وأدارت رأسها من جانب إلى آخر، ثم رمت بنفسها إلى الوراء وكأنها استسلمت. لم تجد الوجه أبداً.
ومع ذلك، سألت الخادمة مرة أخرى لأنها ظنت أن آن قد كذبت عليها.
"يا آنسة، كيف عرفت أنه رجل؟"
"ماذا؟ آه ..."
أطلقت آن أنينًا صغيرًا وأغمضت عينيها. لو كان هناك شخص يمكن رؤيته في هذا الشارع، لما كان هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان رجلاً أو امرأة ... لم تكن تعرف لماذا قررت أنه رجل.
أنت تقرأ
Beast of the Frozen Night
Fantasyعانت مقاطعة ليبيلوا من تعويضات فلكية بسبب خطأ الوريث. ونيابة عن الأخ الأكبر الذي لم يتمكن من دفع التعويض، غادرت آن إلى الشمال بدفع من عائلتها وأصبحت الدوقة الكبرى. لكن الدوق الأكبر دايموند كروموند الذي التقت به هناك لم يكن كبيراً في السن كما أشيع،...
