الفصل السادس.

116 2 0
                                    

(الفصل السادس)

أومأ باسل برأسه وهو يجاوبها:
-معاكِ حق  !
أمسكت حياة بهاتفها ترى الساعة:
-هما إتأخروا كدا ليه؟
ولكن ما لفت نظر باسل هو خلفية هاتف حياة، ليأخذ الهاتف ويتمعن به باستغراب:
-إيه دا معلش.. مين دا؟
لتضحك حياة وهي ترتشف من القهوة المثلجة خاصتها:
-دا تاي  ! كيم تايهيونغ.
ليعقد باسل حاجبيه وهو يضع الهاتف على الطاولة مجددًا:
-انا سمعت الاسم دا فين قبل كدا  !! اه.. هي أشرقت لحقت تعرّفك على الكوريين بتوعها؟؟
ضحكت حياة وهي تجاوبه:
-ياه.. من زمان أول ما جيت.
ليومأ باسل برأسه ثم يردف إليها:
-دي حاجه لوز اللوز!
بعد دقائق، جاؤوا أشرقت ومودة، ثم أنتهوا من التسوق، وصعدوا بسيارة باسل عائدين للمنزل، لتتحدث أشرقت بطفولية:
-بقولك إيه يابوب؟ ماتخليني ألقط بولوتوث بالعربية، عشان أشغل حاجه لـ جونغكوك.
لينظر لها باسل من مرآة العربية نظرة غاضبة جعلتها تصمت في ثواني:
-بقولك إيه ياشوشو؟ هتسكتي ولا أديكِ شلوط أخرجك من العربية؟
سألها باسل وهو يركّز على الطريق، لتتمتم أشرقت بخوف:
-أنا سكتت ياباشا خلاص.
ثم توجّه حديثها نحو مودة، بنبرة منخفضة:
-عنيف أوي أخوكِ دا  !
لتستمع إليها حياة، ثم تضحك بصمت.

***

عادوا إلى المنزل وبدأوا يعرفوا بقية العائلة على المشتريات الذي جلبوها من السوق، أولهم كان فستان حياة، الذي أعجب به الجميع، ثم فساتين أشرقت ومودة.

في المساء كانوا مجتمعين على العشاء، ليتحدث زين موجهًا حديثه نحو حياة:
-حياة متنسيش  ! بعد الأكل هنخش جيم بابجي سوا  !
لتبتسم حياة وهي تومأ برأسها، لتتحدث مودة بخيبة أمل:
-يعيني عليكي ياضنايا، واحدة خليتك تتهوسي بالكوريين، والتاني سحلك معاه في بابجي، بهدلوكي العيلة دي انا عارفه  .
لتضحك حياة على جملتها ثم تجاوبها بمشاغبة:
-برضايا على فكرة  !!
ليضحك الجميع على حديثهم، ثم تتحدث حبيبة والدة أشرقت بابتسامة لطيفة:
-حياة بنت لطيفة، وطيبة، علشان كدا كله حبها بسرعه وانسجم معاها، أعتقد لو كان باسل قرر يتجوز واحدة تانية غير حياة، مكناش هنتعود عليها ونحبها بالسرعة دي.
أنهت جملتها وهي تنظر إلى جميلة، فكانت توجّه الحديث إليها.
لتجاوبها حياة بابتسامة خفيفة:
-والله أنتم اللي ناس لُطاف وقلبكم أبيض وتتحبوا بسرعة، انا فرحانة إن ربنا عوضني بعيلة جميلة زيكم.

***

بعد العشاء كل منهم ذهب يفعل شيء مختلف، أما حياة فجلست بجانب نادر و زين يلعبون سويًا على الهاتف، زين كان شاب طويل القامة، ومتوسط البنية، لديه بشرة بيضاء وشعر أسود وعيون عسلية، كان يشبه إلى حد كبير شقيقته الصغرى أشرقت، أما عادل فكان يشبه والدته، كان لديه شعر كستنائي وعيون بنية داكنة، وبشرة قمحية، ولكنه كان طويل القامة مثل زين، وكان ممتلئ قليلاً عنه ومعضّل، خصوصًا بأنه كان يلعب الرياضة دومًا وكرة القدم، فهو معتاد للذهاب لصالة الألعاب الرياضية مع باسل، فكان زين وحياة جالسين يلعبون ويضحكون، وكان نادر أيضًا سعيد باللعب معهم، كان باسل جالس ينفث دخان سيجارته وهو ينظر إليهم، كان سعيد برؤية نادر وحياة سعيدون، ولكنه لسبب ما غير مرتاح بضحك ومزاح حياة مع زين، ربما لأنها ستكون زوجته، وهذا غير جيد بحقه، ولكنه حاول أن يتفادى هذا الشعور ف على كل حال هي ستكون زوجته ورقيًا فقط، أما هُم فسيكونوا أصدقاء وأشقاء فقط.
أنتهت الجولة بفوز حياة وزين ونادر، فصفقوا بسعادة، ليتحدث زين بحماس:
-يلا جولة تانية؟
لتقفل حياة هاتفها وهي تملّس على شعر نادر بخفة:
-خليها مرة تانية يازين، معاد نوم نادر جه.
ليبتسم زين وهو يفعل لها لايك بيده:
-اشطا ياباشا.
ضحكت حياة ثم امسكت بيد نادر وصعدت معه نحو غرفته، كان ينظر لها باسل بامتنان، فهو كان سعيد للغاية لمعاملتها لنادر، وسعيد أكثر باستجابة نادر لها.

***

دخلت مع نادر لغرفته وضعت عليه الغطاء ثم أطفئت الأضواء، وقبلته في جبينه، لم ينتظر الكثير حتى غفى وثبت في نومٌ عميق، ابتسمت حياة على لطافته وهو نائم، ثم خرجت وغلقت غرفته، خرجت من شقة باسل لتتفاجئ ب جميلة في وجهها:
-أهلاً بالعروسة  !
لتبتلع حياة ريقها وتحاول تهدئة نفسها، ثم تتنهد وتسألها:
-عايزة إيه ياجميلة؟
-وانا هعوز منك إيه ياشاطرة؟ أنتِ اللي عايزة إيه من باسل؟ عملتيله إيه عشان يتجوزك؟ عملاله عمل؟ ولا تكونيش بتهدديه بحاجه؟! ماهو أصل متحاوليش تقنعيني أن يوم ما باسل بيه الغريب يقرر يتجوز، يتجوز واحدة زيك، تربية ملاجئ.
أغمضت حياة عيناها بغضب، ثم عقدت ذراعيها وهي تردف إليها:
-الظاهر إن أنتِ بتنسي بسرعة، هو أنتِ نسيتي باسل قالك إيه؟ تربية الملاجئ اللي بتتكلمي عنها دي ياجميلة عندها احترام وكرامة وعزة نفس أكتر منك  .. ع الأقل مش بتجري طول عمرها ورا واحد وهو أساسًا مش شايفها  !!
أنهت حياة جملتها وقبل أن تردف إليها جميلة، تركتها بغضبها وغادرت.
كان يستمع لهذا الحديث خالد، والد جميلة، ثم تقدم نحوها وهو يمسك بذراعها:
-عاجبك كدا؟؟ طول عمرك بتحبي تجيبي التهزيق لنفسك، أنتِ إيه ياشيخة أنتِ وامك؟ شيطان!؟ دا الشيطان بنفسه يخاف منكم، ارحموا نفسكم بقا وارحموا الراجل سيبوه يعيش في حاله هو وابنه.
لتفلت جميلة ذراعها من يد والدها وتردف إليه:
-كدا يابابا  ! دا بدل ماتقف في صفي وتقولي هجوزهولك، أنت عارف إن انا بحبه، وعمري ماهحب حد غيره.

-دا مش حب ياجميلة فوقي! دا هوس! أنتِ مريضة ياجميلة.. مريضة.. ربنا يشفيكي يابنتي.. ربنا يشفيكي.

تركها وغادر وهو يحدّث نفسه.

لتمسح الأخرى دموعها وتمسك بهاتفها:
-ألو؟ أنت فين؟ محتاجاك في حاجة مهمة، وتنفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد.

***

عادت حياة لتجلس بحديقة المنزل ثانيًا حيث كان باسل جالسًا يتفحص مواقع السوشيال ميديا، ليلاحظ قدومها ثم يسألها بعدما وضع هاتفه بجانبه:
-نام؟
أومأت حياة بابتسامة، ولكنها مازالت متوترة وغاضبة بسبب جميلة، فلاحظ هذا باسل، فسألها:
-مالك ياحياة في إيه؟ حد ضايقك؟
نفت حياة سريعًا برأسها:
-لا.. لا أبدًا.. انا بس مصدعة شوية يمكن علشان صاحيه بدري النهارده ومنمتش كويس.. انا هطلع انام بقا، تصبح على خير!
كان يشعر بالغرابة من حديثها، ولكنه جاوبها بالنهاية:
-وأنتِ من أهل الخير!
نهضت حياة من المقعد، واتجهت نحو غرفتها هي ومودة، أما الآخر، فمازال جالسًا يفكر بطريقتها الغريبة، يقطع شروده هذا جميلة التي أتت وجلست بجانبه:
-باسل! أنت متأكد إن أنت عايز الجوازة دي؟ اسمع ياباسل البت دي مش شبهنا.. و..
قطع الآخر حديثها وهو يعتدل في جلسته، يردف إليها بنظرته الحادّة، ونبرته الرجولية التي بالفعل جعلتها ترتعب:
-اسمعي أنتِ يا جميلة  ! انا مش عيل صغير ولا بريالة علشان أعمل حاجه أو آخد قرار انا مش قده، أو مش متأكد منه، كل الحوارات اللي أنتِ بتعمليها دي انا وأنتِ عارفين كويس بتعمليها ليه، ومية مرة أقولك كل دا مالوش لازمة! علشان أنتِ أختي مش أكتر، وهتفضلي أختي، أما بالنسبة للي بتعمليه مع حياة ف انا عارفهُ كويس، وبقولك من دلوقتي ياريت تبطليه، عشان حياة هتبقا مراتي، واللي بيجي على شيء يخص باسل الغريب مبيشوفش طيب.. وأنتِ عارفة الكلام دا كويس  !

لأنها حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن