(الفصل التاسع)
وقفت حياة وهي تحدّثه بابتسامة:
-هخش أغير هدومي وانام بقا، تصبح على خير!
-وأنتِ من أهل الخير !
جاوبها بابتسامة، لتتركه هي وتدخل غرفتها، ليدخل الآخر لغرفته يأخذ حمامًا.ظلّت هي بغرفتها لأكثر من نصف ساعة تحاول فك رباط فستانها، ولكنها لا تستطيع لأنه كان مربوط بقوة وإحكام، فخطر ببالها فكرة، وخرجت سريعًا متجهة نحو باب الشقة، ليسمع الآخر ضجيج بالخارج، فيخرج يسألها باستغراب:
-رايحة فين؟
لتتجمد بمكانها وهي تنظر إليه بصدمة:
-انا.. اصل.. معرفتش أفك ربطة الفستان، ف هنزل ل مودة تفكهالي.
تقدم الآخر نحوها وهو يردف إليها:
-ولو سألوكي تحت مخليتيش باسل يفكهالك ليه، هتقولي لهم إيه؟
رمشت هي عدة رمشات قبل أن تجاوبه:
-هقولهم مش عارف يفكها.
ليرفع باسل أحد حاجبيه وهو يجاوبها:
-مش عيب عليكي تنزلي تقولي لهم باسل الغريب مش عارف يفك رباط فستان؟ منظري هيبقا إيه قدامهم؟
عقدت حياة حاجبيها باستغراب وهي تردف إليه:
-قصدك إيه؟
-قصدي اتدوري وانا افكهولك.
-لا.. اصل..
لم تستطع أن تكمل حديثها، فأدارها الآخر من يديها برفق، حيث أصبح ربطة الفستان أمامه، وبدأ بفكه:
-بلا اصل بلا فصل، مش أنتِ كدا كدا لابسة بادي الفستان تحت الفستان؟ يعني بلاش أڤورة.
فاستسلمت الأخرى، وتركته يفكه لها بصمت:
-بصي ياحياة، انا عارف إن كل اللي تحت عارفين إن علاقتنا مريبة ومش طبيعية، خصوصًا إنهم عارفين إني من بعد أم نادر وانا خلاص قلبي معتش يعرف حاجه اسمها حب والكلام دا، ومع ذلك مش عايزهم يحسوا بأي حاجه غريبة، او يعرفوا أي حاجة عن علاقتنا واتفاقنا، تمام؟ حتى أقل حاجه بيننا مش عايز أي حد يعرفها، لازم يكونوا عارفين إننا علاقتنا كزوج وزوجة طبيعية جدًا، خصوصًا عفاف وبنتها جميلة، مفهوم؟
أومأت حياة برأسها وهي تنظر إليه بطرف عيناها بينما يقف خلفها ومازال يفك لها رباط فستانها:
-مفهوم.. متقلقش.بعد أن فك لها رباط الفستان، شكرته وعادت لغرفتها بإحراج، دخلت تأخذ حمامًا، ثم توضأت وارتدت إدناء للصلاة، وبدأت تصلي الفجر حيث كان أذن بالفعل، وبعد الصلاة، ارتدت ملابس مريحة، وخرجت لشرفة غرفتها الواسعة، تبتسم وهي تنظر للسماء التي بدأ الضوء يظهر بها بالفعل، ثم عادت لغرفتها تنظر لفراشها الكبير، وغرفتها الواسعة، تفكر كيف ستنام وحدها، فهي عندما كانت في الملجأ كانت تنام مع العديد من الفتيات، وحتى عندما جاءت لهذا المنزل، كانت تنام مع مودة، وأحيانًا كانت تأتي أشرقت وتنام معهم، والآن، كيف ستنام وحدها؟
شغّلت التلفاز الموجود في غرفتها، تقلب بين قنواته بملل، وفتحت هاتفها تتصفحه بملل، ثم حاولت أن تنام مرارًا وتكرارًا، ولكنها لا تستطيع، وبعد مرور الوقت وجدت الصباح قد أتى بالفعل، حيث الساعة أصبحت التاسعة صباحًا، وبدأ الجميع بالأسفل يستيقظ، والضجيج ملئ المكان، فخرجت من غرفتها لتذهب لنادر تراه استيقظ أم لا، لتجد باسل بالفعل قد تجهز ومرتدي ملابسه مستعد للذهاب للعمل، كان يخرج من غرفة نادر يقفل ورائه، بعدما قبّله كما يفعل كعادته، ليرتعب من منظر حياة، حيث كانت أسفل عيناها أسودًا للغاية، أثر قلة النوم، ليسألها بقلق:
-مالك ياحياة في إيه، وتحت عينك أسود كدا ليه؟؟
لتحمحم الأخرى وهي تجاوبه:
-انا.. معرفتش انام عشان دي أول مره انام فيها لوحدي.
فحزن الآخر عليها.. ثم أومأ برأسه قبل أن يجاوبها:
-طيب.. عمومًا انا نازل راح الشركه، في فطار جوا في المطبخ، لو مش حابه تفطري لوحدك خدي نادر وانزلي افطري معاهم تحت.
فابتسمت حياة وهي تردف إليه:
-حاضر.. ربنا معاك.
ظلت تنظر إليه وهو يغادر باب الشقه ويقفله وراؤه، لتدخل غرفة نادر تجده مستيقظًا بالفعل، لتذهب إليه وتقبّله في جبينه:
-صباح الخير على السكر !
ليبتسم نادر ويجاوبها:
-صباح النور حياة !
-ياروح حياة أنتَ ! يلا زي الشُطار قوم غير هدومك وسرح شعرك عشان ننزل نفطر، أوكي؟
-أوكي !
قبّلته مرة أخرى قبل أن تتركه وتذهب لغرفتها تبدّل ملابسها، حيث ارتدت بنطال قماش باللون الأبيض، وبلوزة ستان باللون البنفسجي، مطرزة ببعض اللؤلؤ على الأكمام، ثم صففت شعرها ووضعت بعض مساحيق التجميل، وخرجت ممسكة بيد نادر ينزلون إلى الجميع التي بالفعل كانوا يجهزون للفطار، فاستقبلوها بابتسامة، لتحدثهم هي بابتسامة خفيفة:
-صباح الخير.
ليردف إليها الجميع، ثم جلست بجانب أشرقت هي ونادر، لتسألها أشرقت بمزاح بصوت منخفض للغاية:
-عينك وارمة وتحتها أسود ليه كدا ياعروسة، منمتيش ولا إيه؟
أنهت أشرقت جملتها بابتسامة لعوبة وغمزة، لتخجل حياة وتتسع عيناها ثم تجاوبها بصوت منخفض أيضًا:
-أخرسي!
لتضحك أشرقت على ردة فعل حياة المضحكة.
ثم بعد تناولهم الفطار استعدوا شادية وعائلتها للرحيل فودّعتهم حياة بابتسامة لطيفة، لتحتضنها شادية وهي تربت على ظهرها:
-ربنا يهنيكم يابنتي ويبعد عنكم كل شر يارب.
ثم تحدثها غرام بابتسامة:
-هنستناكم ياحياة .
-بإذن الله ياحبيبتي !
ثم صعدوا بالسيارات وغادروا، أما حياة ف نادر طلب منها اللعب معه، فجلب الكرة الخاصة به، ثم بدأ يلعب معها، حيث إنضم إليهم عادل أيضًا وظلوا يلعبون ثلاثتهم كانت حياة سعيدة جدًا بهذا الشعور الذي أنتابها عند اللعب معهم شعرت وكأنها عادت صغيرة مرة أخرى، ثم بعد عدة ساعات، عاد باسل للمنزل وقت الغداء، ثم جلس مع جده يتحدثون عن العمل وكيف تسير شركاتهم في الفترة الحالية، أما حياة فظلت جالسة مع نادر وعادل يلعبون ويتحدثون، كانت أعيُن باسل لا تفارقهم أبدًا فاستأذن من جده وذهب نحوهم يمسك حياة من يدها ويجعلها تنهض:
-تعالي ياحياة عايزك في موضوع.
وبالفعل ذهبت معه نحو شقته، حيث كان ممسك بيديها بإحكام وبشدة، كان هذا الوضع يؤلمها، حاولت إفلات يدها ولكن كيف ستفعل المسيكنة ويده بالفعل محكومة على يدها، دخل إلى شقته وأغلق الباب ورائهم، لتحدثه حياة بانفعال:
-مالك ياباسل في إيه، وماسك إيدي كدا ليه؟
ليفلت الأخر يدها بعدما أزرقت بالفعل أثر مسكته، جاوبها بهدوء:
-بصي ياحياة، انا عارف إنك على نياتك وتلقائية، بس ياريت بلاش القرب أوي من عادل وزين.
لتعقد حياة حاجبيها باستغراب وهي تردف إليه:
-عادل وزين؟
-أيوا، عادل وزين
لتعقد حياة ذراعيها ببعضها البعض وهي تجاوبه:
-أنت مش شايف إن كلامك دا ميناسبش أبدًا علاقة إتنين زينا؟
-مهما كانت علاقتنا إيه بيني وبينك، متنسيش إنك مراتي، قدام ربنا وقدام الناس وقدام أي حد.. يعني لازم تحترميني.-وانا معملتش حاجه غلط تقلل من إحترامك ياباسل !
لتتحول ملامح باسل لغضب ويضغط على أسنانه بقوة، قبل أن يجاوبها بعصبية:
-اللي قولته يتسمع، فاهمه ولا لأ؟
لترتعب حياة من نبرته ثم تتنهد بغضب هي الأخرى ثم تجاوبه:
-ماشي يا باسل، عن إذنك.
تركته ونزلت من الشقه، ليفرك الأخر وجهه بكل يديه، فهو يعلم بأنه أغضبها منه وحزنت من طريقته معها، ولكنه لا يطاق بأن أحد يعيب عليه بكلمة واحدة، وهو شخصيًا لا يحب إقترابها من ولاد عمه، حتى ولو كانت نيتها سليمة، ونيتهم هُم الآخرين، نزلت تركض الأخرى وهي في قمة غضبها وحزنها.
أنت تقرأ
لأنها حياة
Romance"تهيج أمواج الحياة لتدفع بفتاة مسكينة ظلّت تعاني طيلة حياتها في ملجأ تُعذَّب به، ثم قررت أن تحرر نفسها من هذا السجن الشنيع الذي لا يوجد طريقه للهروب منه سوى بالزواج، فتلتقي بشخصٌ بمحض الصدفة يكون هو أملها الوحيد، فهل سيقبل هذا الشخص بإقتراحها؟" رنَ...