Chapter 21|حُلـمُ ماريا

7.6K 378 230
                                    



قبل كلّ شي لا تنسى تترك تعليق و تصويت حلو مثلك و قراءة ممتعة🎀.
___________________________________
______________. ._______________

كنت أجلس على السرير كمن غاص في بحر من الضياع، تغمرني حالة من الشرود العميق، وكأنني أمشي في ممرات لا تنتهي من الأفكار المتشابكة.

كانت أصابعي تداعب صدغي برفق، كما لو أنني أحاول أن أخرج الألم الكامن في رأسي، أو أنني أستجدي العقل لكي يتوقف عن الطنين المزعج الذي يضج في داخلي.
أشعة الشمس الحادة تسللت بوقاحة عبر الستائر، وتسللت إلى وجهي بجرأة، كأنها لص صغير يحاول سرقة بقايا نومي.
شعرت بتلك الحرارة اللطيفة تلتف حولي، لكنها كانت في الوقت نفسه تستفزني، تدعوني للعودة إلى عالم اليقظة الذي لم أكن أرغب في مواجهته.

ببطء، وكأنني أحمل أثقالًا على كتفي، سحبت يدي من على رأسي، شعرت بالفراغ الذي تركته لمسة أصابعي على بشرتي، ثم وضعتها في حجري.على الأقل هذا الألم شيء ما، شيء يذكرني بأنني ما زلت موجودة هنا، في هذا الواقع.
لكن، عندما رفعت نظري وأخذت أتفحص المكان حولي، أدركت فجأة أنني لم أكن في غرفتي المعتادة؛ بل كنت في غرفة ماثيو،ماثيو الذي أحضرني إلى هنا فلا بد أنها تخصه

فكّرت و أنا أتصحف الغرفة بعيناي المذهلتين،نظرت إلى الجدران المحيطة بي، التي تلوّنت بدرجات متفاوتة من اللون الأزرق السماوي، وكأن الغرفة بأسرها قد سُجنت داخل حلم نهاري هادئ.
كما كان هناك مكتب صغير، مركون في أحد الزوايا، كتبه مبعثرة عليه كأنها رموز منسية من عالم ماثيو الخاص، تفيض بأسرار لا يعرفها سواه.

علقت عيناي على الألواح الفنية المعلقة على الجدران، لوحات تضج بالألوان والخطوط المعقدة التي بدت وكأنها تحاول إخبار قصة لم أستطع فك شيفرتها. و شعرت بالغربة تجاهها، وكأنها تنتمي إلى عالم لا يمكنني دخوله.

ربما هي انعكاس لروح ماثيو، تلك الروح التي تبدو مزيجًا من الفوضى والجمال، الغموض والعاطفة.
تساءلت في نفسي بسخرية مشوبة بالدهشة
"هل هذا الرجل مهووس بالأزرق؟ أم أن الأزرق هو من أسر قلبه؟"

تنهدت بصمت، ودفعت نفسي للنهوض من السرير،فشعرت بخفة في رأسي، وكأن كل خطوة أخطوها تكاد تجعلني أفقد توازني،تحركت نحو الحمام بخطوات مترددة، كمن يسير في حلم لا يريد أن ينتهي.

عندما دخلت، واجهتني جدران الحمام التي كانت مغطاة بنفس الظلال الزرقاء، مما جعلني أشعر وكأنني ما زلت أسيرة لهذا اللون الذي يطاردني في كل زاوية.

إنه نفس لون عيناي.
أردفت بشرود و أنا أتمعّن النظر إلى إنعكاسي المنطفئ على مرآة الحمام،قبل أن أقطع تواصلي مع نسختي الزائفة مباشرة في نزع فستاني.

ذكريات منسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن