عـَودة : الـرقصة المؤلمة|chapter 3

18.3K 783 112
                                    


نحن نحيى بالحزن... و بالحزن وحده فقط نحن ننتصر على الضجر...

قبل كلّ شي لا تنسى تخلي تعليق و تصويت حلو مثلك و قراءة ممتعة🎀

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قبل كلّ شي لا تنسى تخلي تعليق و تصويت حلو مثلك و قراءة ممتعة🎀.
___________________________________
______________. ._______________

إيطاليا—ميلان، الساعة العاشرة صباحاً

عندما لامست عجلات الطائرة أرض ميلان التليدة، شعرت وكأنني كنت في حلم طويل، حيث الأفق يُعدّ لوحة فنية تفيض بألوان النقاء والرفعة،كل ما حولي كان يغمرني بشعور من النشوة والفخامة،ارتديت بدلة رسمية، بدت كما لو أنها نسجت من خيوط الثقة والسلطة، بينما زينت قدماي بحذاء طويل يكمل الصورة بأبهة واضحة،نظاراتي الشمسية، التي كنت أرتديها كالدرع ضد شمس ميلان الساطعة، لم تفعل سوى أن أضافت لمسة من الغموض إلى هيبتي

بينما كنت أهم بالخروج، تردد صدى صوت لاورا خلفي، تذكّرني بشكل غير مرح بأن علينا التوجه إلى الفندق. تجاهلت نبرتها الجافة ووجهت كلامي إلى السائق، طالبةً منه المفاتيح،لم يتفوه بكلمة، بل مدّ يده ليبادرني بالمفاتيح ببرودٍ تام
نظرت إلى لاورا بنظرة جانبية، ملاحظاً غيظها الذي لم يكن بإمكانه أن يخفى

"سأذهب لزيارة والدتي أولاً، وسأعود في الموعد المحدد"، أخبرتها، مدركةً تماماً أنني لن أُفلت من توبيخها، كأم ثانية تُشدد عليّ بتعليماتها

أضافت لاورا، بلهجة مليئة بالتأكيدات، "لقد نسيت أن أخبرك أن هناك حفلة لاستقبالك، نظمها السيد ديكاس شخصياً في الساعة الثامنة مساءً في الفندق نفسه،لا تنسي أن تقبلي تحياتي لوالدتك، وتجنبي القيادة بسرعة. هل اتفقنا؟"

قبل أن أبدأ في مساري، أرسلت إليها قبلة طائرة، معبرةً عن وداع رقيق، "وداعاً، لاورا".

لقد أخبرتكم من قبل عن الشعور الذي يخالجني
تباً أنا.... أنا متوترة بل ضائعة

هل ستكون بخير ؟هل نستني؟
هناك شيء واحد يبث الطمأنينة في أعماقي أن قلوب الأمهات لاتقسو ولا تنسى وفي هذه اللحظة أردت فقط أن أرتمي بأحضانها كطفلة في الخامسة وأبكي وكلي يقين أن أمي لن تبحث عن سبب لحزني سترجح أن السبب هو أني وقعت أو سقطت حلواي لماذا تزداد الأمور تعقيداً كلما كبرنا حين يخذلنا العالم نلوذ بالفرار إلى أحضان أمهاتنا ولكن أن خذلتنا تلك الأحضان فمن أين للإنسان بمتنفس يخفف عليه وطأ الحياة القاسية

ذكريات منسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن