نظر فايز الي الذي يجلس على مقاعد الانتظار بعدما علم الحقيقة كاملةً من جده عبدالحميد قبل عام ، فهو الوحيد الذي كان يعلم الحقيقة واصلاً لقد كان يعرف ان هذا سيحدث .أصبح يبكي كل يوم ، طوال هذه السنة وهو لا يفعل شيئ غير البكاء ، من يصدق ان الذئب الذي يرعب كل من يراه ، الآن يبكي كالأطفال.
اخرج فايز تنهيده عميقه قبل أن يجلس بجانب حمزة ، ربت على ظهره بخفه ، نقل انظاره الي تلك الغرفة ، التي يقع بها صديقه لم يكن يعلم انه يحبه بهذه الطريقة ، لقد غاب عنهم عاماً كاملاً ، شعر بالفراغ الشديد ، هذه المره الثانية الذي يفتقد بها احدًا هكذا ، الأولى كانت والده والثانية بطبع صديقه حازم .
فايز مسح على ظهر حمزة : جرب تكلمه.
حمزة ارجع رأسه الي الوراء : تفتكر هيسمعني؟
فايز أبتسم : اللي شافوا اخوك مش سهل خالص ....... بس انت معذور ....... اي حد مكانك كان هيقول ان هو اللي قتل ...... انا منكرش ان انت اتسرعت في قرارك في آخر لقاء بينكم قبل عشر سنين ....... وكمان انا احب ابشرك ان حازم مش بيشرب سجاير ..... ومكنش بيشربها قبل كده يعني اخوك لما كان بيقولك انه بدأ يشربها قبل سنة ده كان مجرد اختبار منه.
حمزة مسح دموعه قائلاً بأستغراب : اختبار ؟
فايز بهدوء :هو كان بيشربها اه نعم بس هما تلاته مرات وحط بينه وبيها حاجز ...... حازم كان عايز يعرف اذا كنت مهتم او لا ..... وملقاش غير الطريقة دي.
حمزة استقام ناوياً دخول غرفة حازم دون الرد على كلام فايز ، امسك بمقبض الباب وها هو يفتحه ليقابله ذلك الجسد المتمدد على الفراش الأبيض ، وقناع الأكسجين على وجهه ، وجهه الشاحب ، لا يسمع في هذا المكان سوي سماع صوت ذلك الجهاز المرسوم عليه العديد من الخطوط.
اقترب حمزة من هذا السرير ليجلس على ركبتيه بعدما فقد السيطرة على الوقوف بشكل جيد.
قائلاً بعدما سقطت دموعه على خديه للمرة التي لا نعلم عددها : دلوقت بس اقدر اقول ان انا واحد غبي .... حتى الكلمة دي قليلة عليا .... كان معاك حق في اللي عملته في لقائنا في مبنى المخابرات ...... انك كنت هتموتني ...... انا واثق يا حازم ان انت مش هتسبني ..... جملة حد قالهالي قبل كده بتقول الموت مش بسهوله زي ما كلنا بنفكر ...... الموت أصعب من كده ..... لو انت كنت فايق دلوقت كنت لقيتك بتضحك بعدما اقولك...... اسف ...... سامحني ( كثرت دموعه واصبحت كالشلال ) مكنتش فاهمك لما قولتلي "تعالي نرجع زي زمان قبل فوات الأوان."، ..... دلوقت فهمت ان ده تحذير انك هتبعد ..... ( أمسك يد أخيه يقبلها بحنان ) اسف. ..... انا اسف .... انا اسف ...... سامحني يا حازم ..... اعتبرني عيل وغلطت ...... كلنا بنغلط ..... جت عليا
ثم قبل يد أخيه مجددا ورأسه أيضا قائلاً يهمس بأذنيه : أنا عارف ان الأسف مش هيفيد في حاجة او هيغير حاجة ...... بس انا هبعد يا حازم يمكن لما اكون بعيد عنك تكون مرتاح زي ما كنت مرتاح في العشر سنين اللي فاتوا
ترك يديه ثم استقام قائلاً بحنان : هكون مرتاح لما اشوفك كويس يا حبيب قلبي.
دخل الغرفة في ذلك الوقت ياسر الذي قال وهو يضع يديه على كتف حمزة.
ياسر بحزن : خلاص قررت تسيبه ؟
حمزة قبل جبهة حازم ثم ترك يد أخيه : يمكن يرتاح.
ثم ألتفت ببطئ ،قبل أن يتقدم خطوه واحده شعر بيد تمسك يديه بقوة متوسطة.
" عرفت بقي ان انت اللي بتبعد مش انا "
ألتفت حمزة الي ذلك الجسد المُتعب ، أبتسم بين دموعه بعدما رأي أخيه بخير امامه ، لم يصدق انه عاد بعد كل هذه المدة الذي جعلت من حمزة يشتعل ندماً على ظلمه لأخيه وخوفاً على فراقه للمرة الثانية
***************
رايكم؟
توقعاتكم؟
، دمتم بخير ❤️🔥
أنت تقرأ
عدوان يجمعهم مهمة واحدة "مكتملة "
Actionمواجهة ، اجل مواجهة بعد مرور عشر سنوات ، عندما رأي الاول أخيه قال " من هذا ؟!! انا لا أعرفه ". والثاني قال بأستغراب :" هل هذا أخي الحنون ؟!! " لم يكونوا يعلموا انهم غرباء عن بعضهن هكذا ، لم يعرفوا بعض ، هذا لم يتوقعانه ابدًا ، توقعوا ابشع من هذا ،...