15

210 8 3
                                    

ردت عليه و قامت تتجهز و نزلت و دخلت غرفته و قام واخذ اغراضه و طلعو للسيارة متوجهين لمكانهم المعتاد وهو البحر و بعد صمت طال بينهم وصلو البحر و نزل هداج الفرشة اللي يجلسون عليها و جلسو بعد ما جهز هداج الشاهي لهم و صبه فالكاسات و عطى فاطمة كاس اخذته و ابتسمت وهي تناظر البحر و الهدوء : اييه وش اخر اخبارك ؟
هداج : بخير
فاطمة لفت عليه : انت لين متى كذا يعني ؟
هداج عقد حاجبيه : شلون ؟
فاطمة : ياخي برودك يقتل تكلم سو شي لا تصير كذا ساكت
هداج : وش افهم من كلمة سو شي ؟
فاطمة : انت بتظل كذا طول حياتك يعني دايم هادي تصدق اني ولا مره شفتك معصب و تصارخ او تسوي رده فعل ترا مراح يفيدك الكتمان
هداج : وانتي تشوفيني اكتم شي عنك ؟
فاطمة : هداج لا تفهمها كذا اتركني على جنب الحين انت مثلا مثلا انت تفضفض لاخوانك ؟
هداج : لا وليش افضفض لهم
فاطمة : انت بتقتلني ببرودك ذا ليش تجاوب ببروود
هداج : الحين جوابي كان بارد سالتك و قلت لك ليش افضفض لهم ؟
فاطمة : اتركنا من الفضفضة و خلنا ندخل بصلب الموضوع
هداج : الله الله وش هو موضوعك ؟
فاطمة : انا طلعت معك بس عشان اسألك هالسؤال
هداج عطاها انتباهه : اسألي
فاطمة : وش اللي بينك و بين سمو ؟
عقد حواجبه بصدمة : ايشش ؟ وش جالسة تقولين انتي
فاطمة برفعة حاجب : علي انا يهداج !
هداج : انتي بوعيك ولا ايش ؟ وش بيكون بيني و بينها يعني ينت عمي و انا ولد عمها
فاطمة : طيب واللي شافتكم طالعين من المجلس مع بعض اثنينكم ؟
هداج حس انها كشفته : فاطمة وش فيك اليوم ؟ و بعدين متى شفتينا اكيد تتوهمين
فاطمة : الاعيبك ذي العبها على عزيز ولا ملهم مو علي انا و بعدين ما توهمت انا شفتها طالعه و طلعت انت وراها و يوم طلعت كان وجهها احمر و كانت متوترة
هداج سكت و هو عارف ان مهما حاول يشتتها عن الموضوع الا انها مراح تتركه الا لما تعرف ، شافت سكوته و نطقت بعد ما مسكت يده و مسحت عليها : هداج قول لي تكلم من متى و احنا نخبي عن بعض ؟ طول عمرنا اسرارنا متبادلة جت على الحين ما تقول لي قول وش بينكم ؟
هداج تنهد وقرر يبوح باللي بداخله عشان يرتاح لو شويه : والله ما بيننا شي و اللي شفتيه اللي تراه ما كان مثل اللي ببالك و مجرد صدفه صارت كانت هي اتوقع تبخر المجلس او تنظفه و انا دخلت باخذ جوال هتان و اول ما دخلت انصدمت من اللي واقفة قدامي و اصلا على طول صديت عنها بس شي شاغل بالي له اكثر من شهر ماني عارف وش هو
فاطمة بابتسامة خفيفة : ايه قول وشهو اللي شاغل بالك
هداج : بقول لك كل شي من البداية تذكرين يوم محمد انصاب
هزت فاطمة راسها وكمل : اذكر كنا انا و العيال برا و دخلت داخل اتمشى فالممرات و شفت وحده طالعه من غرفه محمد وراحت الممرات تتكلم فجوالها و مشيت وراها من لمحت واحد يمشي وراها و كانت كاشفه وجهها ظناً منها ان محد يشوفها بس انا لمحت وجهها و بدا الولد يضايقها "وقال لها الموقف" و من يومها و انا افكر باللي صار و مدري اللي فيني هل هو مجرد اعجاب و راح يروح مع الوقت او انه حتى يمكن يكون حب بس بعد اليوم ومن شفتها تلخبطت مشاعري و مدري وش اسوي
أبتسمت فاطمة بحب : اهخخ هدااج اخر شي توقعته انك تحب
هداج لف عليها : صراحة قلر لك انا ما ادري هو حب ولا مجرد اعجاب مدري وش شعوري ياخي شعورر جدا غريب
فاطمة : هذي المشاعر كلها تجاهها تبين انها بداية حب و لا توهم نفسك انها مجرد اعجاب و لا تلف و تدور و روح اخطبها
ضحك بسخرية : و انا حتى لو بخطبها مين راح يجي معي ؟ ابوي اللي كل ما شافني صد عني وش بيقول عمي لي جاي تخطب بدون ابوك !
فاطمة عصبت عليه : كيف تروح لحالك عندك ابوي روح كلمه و ما راح يرفضك و راح يروح معك و يخطبها ما دام ابوي عايش ما راح ينقصنا شي انت كلمه و لا تهمل هالموضوع
هداج سكت وهو ما يدري وش يقول بس فجأه تذكر اللي صار بينها و بين ابوه عشان الخطبة : اي صح اتركينا من الخطبة الحين وش صار بينك و بين ابوي بعد ما مشو اهل سعد دخل و تهاوش جدي معه وما فهمت شي انا
فاطمة نزلت راسها و سكتت و تكلمت بعد مده : والله مدري عنه فجاه جا و مسكتي بقوه و يهددني اني اوافق و من ذا الكلام و لو ما وافقت راح يسوي فيني شي و اتوقع ابوي سمع كل شي و دخل و قام يصرخ عليه و يتهاوشون و بس بعدين راح المجلس و الباقي عاد مدري عنه
تنهد بحزن على اللي جالس يسويه ابوه و انه مو تارك احد بحاله : ياخي انا عجزت افهمه عجزت مو طبيعي اللي فيه احس وراه شي لان كل ما شافني يصير مثل المجنون ولكن فهد و فاهد ما يسوي كذا صدقيني ان فيه شي
فاطمة : والله ترا كلنا نحس ان فيه شي بس الله يعلم معليك مع الوقت بنعرف و مع الوقت بيلين انت بس تصبر
و كملو جلستهم لما شافو ان الوقت تأخر و قامو و شلو اغراضهم و رجعو البيت
في الصباح
صحيو الكل و بدو يفطرون وكانت هالفتره فترة اجازه و كانو العايله في ايام الاجازات يقضونها في قصر ابو محمد لما تخلص
و كالعادة خلصو فطورهم و بدو البنات ينظفون بعدين راحو يجلسون مع بعض
عند ابو محمد اللي مسك جواله و شاف اشعار و لبس نظارته و فتحها و كانت من ابو سعد "وش قررتو يبو محمد" و كان يقصد بموافقتهم على الخطبه و نادى ابو محمد على هداج و راحو على جنب : سم يجد ناديتني
ابو محمد : ايه يولدي تعال ابيك ترسل لابو سعد رساله
هداج : على خشمي عطني جوالك
اعطاه ياه و بدا يقول له وش يكتب وكان يقول " العذر و السموحة يا اخوي ابو سعد لكن بنتنا مو موافقة ما حصل بينهم نصيب " و جاه الرد من ابو سعد " لا تتعذر يخوي و بعدين هذا النصيب و لنا لقاء مره ثانيه " و سكر الجوال بعد ما قال لجده بالرساله
بيت ابو سعد
ناداه ابو و نزل له بسرعه و كان عارف انه راح يكلمه عن ردهم على خطبته و جلس و الابتسامة شاقه حلقة : بشر يبه وافقت صح !
ابو سعد : معليش يولدي لكنها رفضتك ما حصل بينكم نصيب
ارتخت ملامح سعد بصدمة و صرخ : ايييششش وش اللي ما حصل نصيب يبه انت صادق !
ابو سعد : قلت لك يولدي النصيب و اللي كاتبه ربي راح يصير انسى البنت و اتركها خلاص
سعد بصراخ : يبه انت مستوعب اللي جالس تقوله يبه كيف انساها انا احبها احبهااا ما تفهمون
و نزلو اخوانه مسرعين من الدرج يمسكونه بقوه من شافوه رفس الطاولة الزجاج برجله و تحطمت لاجزاء و هو يردد : انا احبها احبها
صرخ ابوه عليه : بس هي ما تححبك ما تبيك ما تفهمم انت رفضك اترك البنت و انساها قلت لك اترك عنك هالهرج و اتمسك بكرامتك و كبرياءك شوي ما تفهم انت انرفضت خلاص انا حاولت بعبدالرحمن و توسطت لك عشان يقول لها توافق لكنها ما تبيك خلاص
سعد انفلت من يدين اخوانه و رفع الفازة اللي على الطاولة الثانيه و رماها و تكسرت و هنا مسكوه اخوانه و ركبوه غرفته بالغصب
بيت ابو غيث
نزلت روح من على الدرج ببجامتها و رافعه شعرها بقلم وهي تغني لسهم و حاطة سماعاتها في اذنها و كانت كذالك صوتها حلو و فيه بحة حلوه :
اذا تسمح لي من فضلك
انا محتاجة منك شرح
ابي اعرف انا وشلون
جمعت بداخلي ضدين
تكون انت سبب فرحي
وتكون انت سبب فالجرح
وانا بين هذي و ذيك
قلبي احتار في الثنتين
اذا زعلان انا اشكي لك
واذا فرحان انا اجي لك
غريبه حالتي مدري
في كل احوالي كلي لك
و ما كانت منتبهة للي جالسين فالصاله التفتو و يناظرونها و يضحكون و من بينهم هتان اللي جاي ياخذها و شالت السماعه من اذنها و عيونها على الجوال : اسمع يبه
رد عليها ابوها و هو يضحك : سمي يبنتي
استغربت من ضحكهم و لفت اتجاههم و توسعت عيونها من اللي جالس بينهم و ابتسامته مزينه ثغره و حمرت وجنتينها بخجل منه و من تذكرت انها كانت تغني من شوي و غطت وجهها بيدينها وهي مستححييه و صرخت : ليش ما قلتو لي ان هتان هنا
ضحكو اخوانها و ابوها عليها : توه جاي و انتي نزلتي كنت بقول لغيم تقول لك بس سبقتيها
نزلت لهم بعد ما خف خجلها و سلمت عليهم و جلست جنب ابوها و كانت نظرات هتان عليها ولاحظو ابوها و اخوانها و اشر ابو غيث بعيونه لاولاده و قامو و رافع روح عينها على ابوها : وين يبه ؟
ابو غيث : لا بس ابي اخوانك بموضوع
و طلعو و بعد ما تاكد هتان من خروجهم قام و جلس جنبها و هي ناظرته و شافت نظراته و هزت راسها : لا تناظرني كذا
هتان ابتسم : و كيف تبيني اناظرك ؟
روح : تكفى هتان خلقة متوترة
هتان مسك يدينها : من ايش تتوترين لز تتوترين بوجودي الحين انا صرت سبب فتوترك ؟
روح : مو كذا بس شكلي وانا كذا مره يفشلل
هتان بهيام : اذا هذا شكلك و تقولين يفشل اجل لو تكشختي
روح : هتان بس خلاص
هتان : روح انا ما يهمني شكلك انا تهميني انتي كلك لو كنتي بكل حالاتك و الحين قومي البسي بنطلع شوي
روح : ليش وش في ؟
هتان : بتعرفين فالطريق قومي البسي و انا انتظرك
روح : تمام بس لا تقول لي تأخرتي بتجهز على راحتي
هتان باس خدها : وقتي كله لك خذي راحتك ما عندي شي بانتظرك
روح ابتسمت : تمام ، وقامت تروح تتجهز و بعد تص ساعه تقريبا نزلت و ناظرت الصاله و سالت رعد لانه كان الوحيد اللي جالس بالصاله : رعود وين هتان ؟
كتب لها فالجوال لانه ما يتكلم : طلع السيارة ينتظرك
و ابتسمت له و طلعت برا و ركبت مع هتان وابتسم لها و حرك و في نص الطريق وهي لا زالت تساله وين بيروحون يأس منها و من سؤالها المتكرر و قرر يقول لها : رايحين نشوف بيتنا
روح فزت بفرح : احلففف هتانن
ضحك على ردت فعلها : والله والله ليش اكذب يعني
روح حضنته من شافته وقف عند الاشاره و باست خده : احبك هتان احبككك
هتان ضحك : وانا اكثر يعمري وانا اكثر بس اجلس مكانك لا تتحمسين كثير فتح الاشارة يلا بحرك
و جلست مكانها و حرك هتان و مسكت جواله و فتحته لانها تعرف الرمز و شعلت لها عبادي و قامت تغني معه :
للمحبة حدود و حبي لك
سما و السما لو تعرف ابعاد
حدود ما جريت في دمي
و عروقي كما تسبح الافلاك
في عرض الوجووود
و كانت فرحانه و هو فرحان لما شافها كيف متحمسة و قام يغني معها و هم ماسكين يدين بعض ووصلو للبيوت و قامو يشوفونهم
في قصر ال نايف
كانو العيال و البنات جالسين في جلسة و الكبار جالسين في جلسة لحالهم و كانو يسولفون فجاه قالت فاطمة بتافف : افف يا ربي الجو كئيبب سوو فعاليات شي ما منكم فايدة والله بكن لو اني فالمستشفى اليوم كان فعالياتكم ما وقفت
قارس ضرب على صدره : افاا يفطوممتي الحين اسوي لك احلى فعالية
رفعت كفها لكفه : يفاهمنييي
و قام بعد ما غمز لفاهد و فهم عليه فاهد و قام وراه و راحو المطبخ و جابو صحن التمر اللي سووه قبل لا يقعدون في الجلسه و كانو بيسوون فعاليات ضحك فاهد : ياخي لا احس حرام ما راح يتحملون
فارس : انت ما عليك خذ الصحن اللي ما فيه شي ووزعه على البنات و انا راح اوزع هذا على العيال
فاهد : اشوا طلعت تحس خفت على البنات
فارس : اي نخاف بس لا تعطي فاطمة انا بعطيها من ذا فاهم
فاهد : لا لا لا تنجن عليك انا ما يخصني اذا صار شي بظلع نفسي من الموضوع
فارس : تدري عطها انت اخاف يصير لها شي العيال بيتحملون
فارس تقدم و سحب السماعة مره وحدة معاه و طلع وراه فاهد و اول ما وصلو الجلسه شافت فاطمة صحون التمر : يا جوك البيض يفارس انا قلت الحير بيسوي لنا جو اخر شي جايب لي صحون تمر وش اسوي فيها انا
فارس : اصبري وش فيك المهم هذا التمر انا و فاهد اليوم سويناه و نبي رايكم فيه
سيف : دقو على الاسعاف من الحين
ضحكو كلهم عليه و لف عليه فارس : اقول اسكت تعبت عليه شوف شكله كيف يجنن بوزعه عليكن بس لا تاكلونه الا لما اقول لكم
كان التمر محشي مسويه فارس و بدا يوزعه على الشباب اللي خذوه و كذلك فاهد عطى البنات من التمر وتكلم فارس : يلا سمو بالله
و سمو بالله و حطوه في فمهم و مالهم الا ثواني و فزو كلهم متوجهين لثلاجة المويه يتراكضون و اللي راح للمغسله يغسل فمه و اللي راح للحمام الا محمد اللي كان مو قادر يتحرك و صرخ : جيبو ليي مويه بسرعههه
و فزت دروب تركض تجيب له علب مويه يشربها و كان وجهه احممممممررر و سألته : وش فيك محمد
رفع محمد عينه الحمرة على فارس : وش حاط بالتمر انت
لكن ما لقى الرد منه و كانو البنات مستغربين منهم كيف كذا و طاحو فارس و فاهد يضحكون و لفت عليهم سمو : فارس وش حطيت بالتمر ليش كلهم كذا ؟
فارس ما كان قادر يضحك و قلب وجهه احمر من كثر الضحك و ضحكو عليه كيف يضحك و بعد ما هدى : حطيت لهم فلفل في حشوه التمر
ضحكت فاطمة بقوه و بعدها لفت على العيال وهم جايين ووجوهم حمرهه و زاد ضحكها اكثر و على رجعتهم دخل هتان اللي كان ماسك يد روح و مبستمين بعد ما اختار بيتهم و استغرب من ضحك فارس و فاطمة و فاهد العير طبيعي و لف على العيال و كانت وجوههم حمرره بالاخص محمد لان كانت بشرته فاتحة و تحمر بسرعه و راح لهم و سالهم و راحت روح للبنات تجلس : وش فيكم ليه وجيهكم كذا ؟
فارس وهو لا زال يضحك : عطيتهم تمر و كان داخله فلفل
وسع هتان عيونه من حركة فارس و فز فارس يركض بعد ما شف سيف و عزيز يركضون وراه و ركض على طول الحوش و راح للجهة اللي جالسين فيها الكبار و راح تخبى ورا ظهر جدته و كان يضحك بشكل هستيري : تكفيين تكفين يجده فكيني منهم
و مسكته ام محمد و قالت لهم : وش صاير ليه تركضون وراه و تكلم سيف : هذا الحمار حاط لنا فلفل حار فالتمر و عطانا اياه
ضحكو عليهم و كيف يتهاوشون و فز فارس يركض من شاف عزيز جاي وراه و ركض بس ما قدر يركض اسرع لانه كان يضحك و راح وراه لجهة ما كانو جالسين و مسكه عزيز و طيحه على الارض و كتّفه : انت قد اللي سويته !
فارس : لا لا تكفى عزيز قوم
عزيز ابتسم على جنب : تحلممم
فارس كان يعرف ان عزيز ما راح يرحمه و كان يحاول انه يفكه بس ما قدر : عزيز اتركني انا اخوك الكبير
عزيز : ضحكتني بس قلت لك تحلم اتركك
و لف على فهد : فهد جيب لي فلفل من المطبخ بسرعه
فارس صرخ : لاااا لااا تكفى عزيز مقدر عليه
عزيز : اجل انا تعطيني فلفل
و لف من شاف فهد جا و بيده الفلفل و مسكه و حطه قريب فم فارس بس فارس كان مسكر فمه بقوه لكن على ميين على عزيز !
مسك عزيز فكه بقوه و قال لفهد : سكر انفه
و طبق فهد اللي قاله له و فتح فارس فمه لاحتياجه للاكسجين و اول ما فتحه حط عزيز الفلفل في فم فارس اللي انصدم مت سرعه و سكر على فمه بسرعه و شال فهد يده من على خشم فارس و هنا حمر وجه فارس و قام عزيز من عليه بعد ما تاكد ان الحرارة وصلت لفارس و هو مبتسم و شاف فارس يركض للحما يستفرغ و كلهم ميتين ضحك عليهم و كانت روح تصور كل اللي صار و قفلت التصوير : صورتهن صورتههم
سمو اشرت لها : ارسلي لي المقطع
و هزت راسها روح و رجع فارس للجلسه و عينه حمره و هو يمسح وجهه و يتوعد بعزيز و بعد مده العيال قامو عشان يلعبون وراحو للحوش الخلفي يلعبون كرة سلة و كان باقي دقايق وتنتهي المباراه و النتيجة تعادل بس لا فاهد ما برضى بالخسارة و كان يصرخ على فهد انه يمرر له الكرة : ولدد فهد مرر الكورة لي بسرعه
مررها له فهد و جا فاهد مسكها و ركض بسرعه لكن فجأه بدت الدنيا تغبش و تظلم بعيونه و بدت سرعته تخف وقف مره وحده من حس ان النفس عنده يخف وحاول انه يلقط انفاسه ونبضات قلبه تتسارع و لكن ما تحمل و طاح صرخو العيال من شافوه طايح و راح فهد و مسكه و رفع راسه على حضنه شافه يحاول يلقط انفاسه بقوة بس مو قادر و كان فهد يطبطب على خده : ولد فااهد ناظرني لا تغمض
لكن فاهد ما كان قادر و اغمى عليه و جا عزيز بيشوف وش فيه وشاف ان نفسه قاعد ينقطع و صرخ : دقو ع الاسعاف بسرعه النفس عنده قاعد يقل و راح سيف يركض عند الجلسه اللي قاعدين فيها البنات لان جوالاتهم موجودين هناك ما كانت معاهم و شافوه البنات كيف يركض ومسك جواله سألوه وش صاير لكنه ما رد و اتصل على الاسعاف : الو معاي الطوارئ
دب الخوف بقلوبهم من سمعوا آسم الطوارئ : لو سمحتو بغيت اسعاف بسرعه عندنا شخص طايح و النفس عنده قاعد ينقطع ... اي نعم ... مشكور لو سمحتو استعجلو لان حالته صعبه
فاطمة حست ان اللي يتكلم عنه فاهد و نطقت بخوف تسأل سيف : فاهد ؟
هز راسه بإيجاب و ما امداه الا وفاطمة تنط ورايحة ركض عند الشباب و شافتهم كيف ملتمين عليه و يحاولون يصحونه و جات مسرعه تفرق بينهم و مسكته وهي تضرب ع خده: فاهد ... فاهدد ، و نطقت بصراخ يتخلله خوف : وش صارر ليش طاح وش كان يسوي  
فهد اللي كان ماسكه بحضنه : كان يلعب كره سله
و نطقت بذات الحده  : انا قاليه له لا يلعب ما يسمع الكلام اهخخ منك يفاهد اهخخ
كلهم استغربو و تكلم فارس : ليش ما يلعب هو دايم يلعب عادي بس هالمرة مدري كيف صار كذا
فاطمة : اي لانه هالفترة ما يصير يرهق عمره بهالاشياء ما يتحمل التعب
هداج عقد حواجبه : ليه وش فيه
ماردت عليه و وصل الاسعاف و تكلم المسعف يستعجل المسعفين اللي معه : التنفس حقه قاعد ينخفض بسرعه ركبوه و حطو عليه اكسجين ركبوه و ركب معاه فهد و راحو الشباب ورا الاسعاف و راحت معاهم فاطمة اللي قاعده تبكي من خوفها عليه وصلو المستشفى باسرع وقت بحكم انه حاله طارئة و صفارة الاسعاف تشتغل ، نزلو كل العيال من السيارة و راحو للاسعاف اللي وقف بسرعه و نزلو فاهد و راحو بسرعه يدخلونه لغرفه و منعوهم من الدخول وقفو برا و بعد دقايق مر من جنبهم عبدالرحمن اللي كان يتمشى بملل و شاف العيال و استغرب : عيال وش صاير عسى ما شر
فارس : ابد بس فاهد طاح علينا مره وحده وهو يلعب كرة و الحين هو داخ..
عند البنات اللي بعد ما شافو الاسعاف وهو يشيل فاهد خافو و راحو للامهات داخل و اول ما دخلو نطقت ام محمد : وش فيكم دخلتو وش صار و دققت بالنظر ووين فاطمة ليش ما جات معكم
سكتو كلهم ما يدرون كيف يخبرونهم بس سمو تشجعت و قالت : راحت مع العيال
ام محمد : ليش وش صاير عشان تروح معهم
سمو بتوتر : ااا راحو للمستشفى
ام محمد : اهاا قولي من الاول عشان دوامهم ؟
سمو : لا يجده مو عشان دوامهم عشان فاهد
شهقت ام هداج : يولي وش فيه ولدي
سمو : ولا شي يخاله بس كان يلعب و تعب عليهم و طاح وودوه المستشفى بالاسعاف و ان شاء الله اموره تمام
ام هداج بدت دموعها تصب : يويييللي ليكون صار شي فولدي
سمو : ما صار شي و الحين بتصل لعزيز و بنتأكد ان شاء الله هو بخير
دقت عليه و رد بعد فتره بصوت مهموم : لبيه
سمو : لبيت في منِى ، كيف حال فاهد ان شا الله هو بخير ؟
عزيز ما حب يقول شي يخوفهم : والله ما ندري لسا فالغرفه ما طلع لنا الدكتور اذا طلع بخبرك
سمو : تمام و سكرت
ام هداج : قومي يمة الله يرضى لي عليك وديني المستشفى
سمو ما حبت تكسر بخاطرها و قامت و جاو معها الامهات و البنات بسيارة دروب 
و ركبو الرجال فسيارة و توجهو المستشفى
فالمستشفى
ما سمعه حتى يكمل كلامه و فتح الباب بيدخل و وقف بصدمة و كلهم شافو جسم فاهد اللي يرتفع من شافو الدكتور ينعشه و شهقو بخوف من فكره فقدان فاهد و طاح فهد من طوله ما قدر يشوف اخوه و صدره اللي يرتفع و ينصعق بالكهرباء قومه هداج من على الارض و قعده على الكراسي و وكان فهد من النوع اللي اذا انصدم يصنم بمكانه و ما يتحرك و يصير اشبه بالجثة هزه عزيز بس ما كان يستجيب وخاف و لف على هداج اللي بدوره قال له انه يخليه : خله هو كذا اذا انصدم و راح له و مسك وجهه و رفعه له : فهد تسمعني
ما رد بس هز راسه هداج : فههد
استوعب فهد و طالع فهداج : هداج فاهد .... فاهد لا يصيبه شي والله اموت من بعده ما اقدر
هداج : لا تفاول عليه ان شاء الله بيقوم بالسلامة
عند عبدالرحمن بالغرفه حط ايده على راسه من فحصوه الدكاترة و بين لهم انه مريض قلب وقلبه خلاص معاده يتحمل ضعف بشكل كبير و كان يقول لنفسه ليش كل هالفترة ما خبره بالشي الكبير ليش خبى عليه
بس طلع من الغرفه و باين ان وجهه مصفوق من الخبر فزو له العيال و ناظرو لوجهه عدا فاطمة اللي كانت تدري وش بيقول لهم
عزيز : ها يدحوم كيفه
عبدالرحمن ناظرهم و وجهه مصدووم : انتو ما تدرون ؟ ما قال لكم اي شي عنه او انه يعاني من شي ؟
العيال ناظرو ببعض : لا وش بيقول مثلا ماكان يشكي لنا ان فيه شي
عبدالرحمن: فاهد مرريض قلب و قلبه معاد يتحمل خلاص ضعف و يحتاج نسوي له عمليه باسرع وقت على الاقل نحط له بطارية تدعم القلب على ما نلقى له متبرع
انصدمو العيال اكثر من قال لهم الخبر : متأكدين انكم ما كنتو تدرون ؟
العيال كانو بيتكلمون بس قاطعهم صوت فاطمة : الا كنت ادري
لفو عليها من صدمتهم ، كيف هي تدري و هم ما يدرون
راح لها فهد : كنتيي تدرين ؟
فاطمة وهي تبكي : اي ادري ادري
فهد صرخ : وليه مقلتيي ليي ليششش انتي تخبين وهو يخبي علي من متى وهو يخبي عليي هالاشياء
ولف عليها : ومن متى وهو مريض ؟
فاطمة : من سنتين ونص تقريبا من بعد ما جاه الاكتآب و من عزلته
فهد : اهخخ منك ومنه اهخخ بيجنني انا هالاخو بيجنني و انتي ليش ما قلتي لي
فاطمة : وعدته ما اقول لاحد و هو ما يبي يقول لكم يقول ما له داعي
فهد صرخ : وش اللي ماله داعي وش اللي ما له شفتي اللي ما له داعي وش سواا فيه
فهد بعد عنه وراح جلس على الكرسي و غطى وجهه بيدينه و تنهد  و مسح وجهه بيده
ام هدّاج: وش صاير ليه وجوهكم كذا وش فيه اخوكم
سكتو ما يدرون وش يقولون نطق ابو هدّاج: تكلمو وش فيه فاهد
هداج تكلم : اجلسو بالاول
خافو كلهم من طريقه استرساله بالكلام و جلسو و هم يناظرونه
هداج بدا يتكلم بعد ما خذا نفس : فاهد قبل ما يقارب الست سنين تدهورت حالته مثل ما تعرفون دخل فحاله اكتئاب و عزلة تامة و محد عارف ليه و اليوم مثل ما تعرفون كان يلعب و طاح علينا فجأة و جبناه هنا وو
وقف كلامه و تنهد ماهو قادر ينطق هالكلمة
ابو محمد: وش فيك سكتت يولدي كمل
ابو هداج بحده : تكلم بسرعه لا تسكت وترتنا
هداج : اكتشفو انه مريض قلب و القلب خلاص معاده يتحمل اكثر ولازم يسوي عمليه وهالمرض فيه قبل ما يقارب السنتين والنص
شهقت ام هداج من الصدمة وبكت وهي تقول : ياربي وش هالمصايب اللي تصيبنا واللي ما خلتنا فحالنا ياررب لطفك و عطفك
هداج راح حضن امه اللي تمسكت فيه و انهارت و هو يهدي فيها بس فجأة حس انها سكتت و بعدها عنه و شافها مغمضة عينها صرخ و قال : جيبو سررير بسسرعه
ركضو الممرضين من سمعوه و جابو السرير و حطوها عليه وودوها لغرفة و حطو عليها المغذيات
بعد فتره طلع الدكتور من عند فاهد اللي كان يحاول بشتى الطرق انه يقنع الدكتور ما يخليهم يدخلون بس الدكتور رافض وقال لازم نخبرهم انك صحيت وكذا ولا كذا هم بيدخلون فما يحتاج الكذب وكل امره لله و قال للدكتور يخل هم و طلع و فزو من شافوه طلع وقال لهم انه صحى و يقدرون يدخلون له بس ما يدخلون الا شخصين و ما يطولون ، و دخلو ابوه و جده و بعده جدته و اول ما قامت امه راحت تشوفه و تحمدر له بالسلامة و طلعو و قالو لهم انه لازم يقعد هاليومين فالمستشفى عشان يتأكدون من فحوصاته و الإجراءات و قالو اخوانه انهم بيقعدون معه و خلو الاهل كلهم يمشون و اول ما مشو الاهل دخلو و اول ما دخلو غطى وجهه بالبطانيه يدعي انه نايم
فهد باستهزاء : يعني انك نايم الحين
ما رد عليهم و تكلم هداج : ليش تخبي شي كبير زي هذا علينا ؟
ضل ساكت و ما نطق بولا حرف
هداج : يعني ما بتتكلم
فاهد تكلم من تحت البطانيه: ما كنت ابي اخوفكم علي
فهد اشتط بعصبيه : يعني ما كنت بتخوفنا بس كنت تخاطر بحياتك يمكن فالبداية لو قلت لنا كان يمدينا نعالجك بس الحين فات الاوان وشف وين وصلت
هداج اشر لفهد انه يسكت و سكت ، فاهد لسا متخبي تحت البطانيه و سكت ما تكلم
هداج : ابي اعرف السالفه من اولها
فاهد من تحت البطانيه باستغراب : اي سالفه ؟
هداج : انا اكثر واحد اعرفك تكلم بس و ولا تخبي ولاشي وادري انك قايل السالفه كلها لفاطمة
فاهد كان يشتتهم عن السالفه : ماقلت لاحد شي وانا ماعندي شي اقوله عشان اتكلم اتركوني انام و ما ابي علاج انا من الاساس
هداج : فاهد بتتكلم ولا وش و بعدين تراك ما تعرف تكذب تكلم بس و ترانا اخوانك محنا ناس عابرة و اللي تقوله بننقله للناس ووش ما تبي علاج لما يصير على كيفك قول مابي علاج
فاهد تنهد : ما عندي شي اقوله
فهد خلاص معاد يتحمل تكلم بحده و تهديد : شف يفاهد ان ما تكلمت والله ان تشوف شي ما عمرك شفته و سالفه انك تخبي علي هذي ما بعديها لك هذا اخر شي توقعته منك انك صرت تخبي علي
فاهد رفع البطانية عن وجهه و قعد : انا ما خبيت شي عنك
فهد بحدة : لا والله
فاهد رفع صوته : ياخي خلاص ما ابي اتكلم ما ابي اتركوني فحالي خلاص
فهد صرخ : فاااهددد
فاهد بنفس النبرة : نعمم نعممم
فهد : والله ان ما تكلمت الحين بتعرف شغلك
فاهد : اتكلم فووش وشش اقول
فهد : قول لي كللل شي صاار كييف جاك هالمررض لا تقول ليي مره وحده ، انت دخلت فحاله اكتئاب قبل ست سنوات وشش سالفتها قول ليي
فاهد فلتت اعصابه وبدت عينه تدمع و هو كل ما تذكر هالسالفه يبكي ما قدر يتخطى حبه الاول و فقده لها : كنت اححبب وحده و اعشقها و اموت فيها وماتت ززين ماتتت خلاص ارتحت فتحت مواجعي الحين ارتاح ضميررك عرفتت وش اللي فينيي !!
فهد و هداج لانت ملامحهم من قال لهم و انصدمو اكثر من شافوه نزل راسه و غطى وجهه بيده و بدا يجهش بالبكاء و صوت شهقاته كل مالها وتعلى بكى كانه طفل فقد امه بكى لانه خلاص ما عاد قدر يتحمل يحس روحه قاعده تطلع من جسمه بسبب الالم و الكتمان اللي كاتمه فقلبه و هذا كان اللي يتعبه ازيد انهار قدام اخوانه  ، ما كان قادر ينسى هذاك اليوم و كيف هي ماتت و اندفت شهر كامل وهو ما درى عنها كان هذا اكثر شي حارق قلبه
توجهو الخوانه له بسرعه من شافوه يبكي و لا زال مغطي وجهه مسكه فهد و حضنه و تكلم : فاهد خلاص لا تتعب قلبك ازيد خلاص
فاهد رفع يدينه و ضم اخوه : مقدر يفهد والله مقدر خلاص انا تعبببت تعببت قلبي يوجعني وروحي تتحتررق يا رب الله ياخذني و ارتاح معادني قادر والله صبرت بما فيه الكفاية
هداج اللي كان يمسح على ضهره: اسم الله عليك لا تقول كذا لا تقول هالكلام ان شاء الله الله يطول فعمرك
فاهد : معاد ابي هالدنيا ابي ارتاح من التعب اللي قاعد اعيشه ست سنين و لاني قادر انسى ست سنين مو قادر اتخطى اللي صار لي
فهد عض شفايفه من معاناه اخوه في هالسنوات الطويله اللي يعاني منه و هدا فاهد و بعد عن اخوه و جلسو اخوانه من حسو انه بيتكلم
هداج : في شي تبي تقوله
فاهد : تبون تعرفون ؟
فهد و هداج : اي تكلم
بدا يسرد له السالفه و دموعه تصب و مو راضية توقف :.....
وبدا فاهد يبكي ازيد و شهقاته تطلع لا ارادي منه و انهى السالفه ب : لكنها ردت علي و قالت انه صار لها شهر متوفية ي فهد تخيلو شهر كامل ما ادري عنها و طلعت متوفية خلاص ماعاد اقدررر ابي امموت و ارتاح خلاص طلعوني من هنا ما ابي اتعالج خلوني اموت واروح لربي ارحم لي من هالعذاب عقلي وقلبي لسا مو قادر ينساها كل يوم انام وانا افكر فيها و امس زارتني فحلمي و تقول انها مشتاقه لي صحيت مفزوع من نومي و قمت رحت لقبرها لاني امس نسيت اروح لها خلاص تعبت ابغى ارتاح
هداج قام و حضنه و هداه و قال له : اعيد واكرر لا تقول هالكلاام لا تقوله
هداج بعد عنه وجا فهد و ضمه بقوه و اول مره من بعد فتره طويييله جداا فهد يبكي انصدمو اخوانه كيف بكى ، فهد كان قوي شخصية و ما ينهز كان كالجبل الي مستحيل يهزه ريح بس بكى من سمع معاناه اخوه : سامحني يخوي سامحنيي ما كنت اعرف بشي كبير زي هذا فحياتك
فاهد انهار معاه : لا تتاسف انا الغلطان اللي ما جيت لكم من البداية و كتمت انا الغلطان
فهد ما رد عليه و فاهد تعب من البكاء وقال وهو بحضن اخوه وصوته بدا يروح و وجهه بدا يزرق تكلم باختناق : فههد.. فهد. بعد عني مقدر اتنففس نفسي انقطع و بدا صوته يختفي
هداج شاف كيف وجهه صار ازرق و شفايفه صارت اشيه بالبنفسجي سحب فهد من فاهد و راح بركض ينادي الدكتور و جا الدكتور مسرع و وراه الممرضين يركضون و طلعوهم من الغرفة و سكرو الباب ووووو

لا تنسون ⭐️

يا سمو الحب يا عذب الكلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن