ثِقَةٌ مَخْذُولَةٌ~

٢٣ : نزيف

_____ قراءة ممتعة ❤️ _____

الوقت متأخر جدا
لكنه مازال مستيقظًا
ينظر من شرفته إلى الشوارع و الطرقات
لقد سكن في منطقةٍ من طبقة الأغنياء خصيصًا من أجل الهدوء
معظم أصدقائه سكنوا في منازل منفردة أو بجانب عائلاتهم لكنه فضل السكن في شقة من مبنى وحسب
هو يدرك جيدا أن كل من إشترى منزلًا من رفاقه إما أن يكون متزوج مثل كيريشما و شوتو أو خاطبًا مثل ديكو و دنكي و سيرو

تنهد قبل أن يحتسي من كوبه مجددًا
كان الكحول هو علاجه الوحيد في هذه الأوقات
لا أصدقاؤه أو عائلته يمكنهم مساعدته في هذا .. الأمر فقط يتطلب كوب من الكحول أو ربما زجاجة و هدوء لا يعكره أيُّ من كان
و هو الآن يحاول أن يحافظ عليه في هذه الثوان القليلة
لكن كيف يحافظ عليه و عقله مستمر بالضجيج منذ ذلك اليوم النحس ؟..
يوم إصابة يوشي لا يمكنه نسيانه
و لا هروبك الذي لم يكمل إسبوع من وقوعه في الغيبوبه

"تسك !.."

صك على أسنانه بضجر عندما رأى كوبه من الكحول قد فرغ ليتوجه لداخل منزله لجلب المزيد
سكب المزيد من شرابه و حالما وضع الزجاجه على الطاولة و أراد العودة للشرفة مجددًا وقع بصره على مفاتيح بجانب الزجاجه

إنها هذه .. النسخه

تذكر مشهد صفعه يدك فإرتطم المفتاح في الحائط
تذكر يدك التي إرتجفت من صفعته
تذكر صوتك الذي إنحدر إلى أن يكون باكيا
تذكر جسدك الذي بدأ يرتعش بخوف منه
كل ما كان يتذكره كان يطحن أحشاءه
مازال الذنب يفتك به رغم أنه لم يثبت براءتها من التهم التي وُجهت لها إلى الآن
لكنه بمجرد أن إكتشف أمرها بعد إسبوعين من هروبها حتى شعر بأنه فقد شئ لا يمكن تعويضه
شعر بأن جزء منه قد فُقد و لا يمكنه العثور عليه
كانت أمامه طوال الوقت و لم يقترب بل لم يفكر في النظر إليها حتى
لكن غيابها عن ناظريه و عدم معرفته أين قد تكون قَلبَ الأمور رأسا على عقب
مازال يتذكر كيف كان صوت والدته و هى تشهق بالبكاء في الهاتف و تخبره بنبأ إختفائك المشؤم
قالت بأنها ذهبت لزيارتك بعدما مر إسبوع من عدم رؤيتك عند يوشي في المشفى لكن لم يفتح لها أي شخص الباب
لقد طرقت الباب كثيرا عسى أن تكوني نائمة لكن إنتابها القلق عندما لم يجبها أحد و لقد فكرت حينها في أنه قد تكونين في العمل
لتتوجه إلى مطعمك عسى أن تراكي و تطمئن عليكي هناك لكنها لم تجدكي و أخبروها أنكي أخذتي إجازة مرضية لمدة شهر من العمل
و بمجرد أن علمت بهذا أسرعت بالعودة لمنزلك و سؤال الجيران عنكي إذا ما رأوكي لكن لم يقدموا لها أي معلومات سوى أنهم لم يروها منذ مدة
و عندما إحتل القلق كيانها قررت الدخول بنفسها
خشيت أن يكون قد أصابك مكروه
و عندما تم كسر الباب بمساعدة رجال الحي
لم يتم العثور على أحد بالداخل
كان المنزل على حاله لكنه متسخ من الأتربه التي غطته
و منذ ذلك الوقت و الشرطة تبحث عنكي و تحقق في أمر إختفائك المفاجئ