الفصل الاول ( رافليسيا )

41 8 3
                                    

إنني هنا في منزلي حيث سوف يغطي الغبار كل شيء بعد مرور فترة قصيرة حيث تموت أصوات الفرح و البهجة و تتحول الي هدوء ومُخيف
لن ترقص أوراق الاشجار بسعادة ولن تزقزق الطيور مجددا بنغمتها الجميلة
ولا عطور الزهور سوف يفوح

كل شي سوف يصبح من الماضي ليكي يكون حاضري ما أنا ذاهبة اليه الان
كم هذا مؤلم و محزن سوف اترك قريتي مدينتي وحتى دولتي لذهاب الي مكان آخر لا ديار دياري ولا المنزل منزلي لاصبح تلك الغريبة عن كل شيء

أمشي في منزلي لاخر مره وانا اعلم أنني لا أراه مره اخره لك تقع عيني
علي زهور رافليسيا تلك الزهور نادرة للغاية ولكنني لطالما رائيتها بشعه علي اي حال لا افهم لماذا أطلق علي أبي اسم هذا الزهره او هذا الشيء علي اي حال هو اشبه بالفطر رائحتها مقرفة للغاية لا افهم حتى لما
تصنف من زهور

وماهو مؤلم حقا هو انها المره الأخيرة للنطر في ذكرياتي قبل المغادرة شركة الهدم تريد هدم ذكريات طفولتي وهو ايضاً منزل احلام أبي و امي قبل مفارقتهم الحياة

الذكريات الضحكات و الحكايات. الأحلام و الأمنيات حتى الاحزان قد عشنها معاً في هذا المنزل ولكن شاء القدر وقد وقع هما الاثنين في سماء
و أبنتهما الوحيدة تواجه الحياة بمفردها

لتمشي خطواتها الأخيرة في المنزل و تنظر له ثم تغلق الباب لم تمنع دموعها من نزول أبدا ولا يمكنها انكار ألمها أبدا بنسبة للعالم بأسره هو مجرد منزل قديم

و بنسبة لها هو كل ما تبقى من والديها اللذان قد فقدتهما في ليلة واحد
تلك ليلة المُظلمة كانت خالية من نجوم و القمر كان الليل يرتدي ردائه الأسود وحسب

كان إطلاق نار اللذي حصل منذو سبعة اشهر هو سبب كل هذا فقد توفى والدها دفعاً عن والدتها بينما بقيت هي مختبئة مع فتيات القرية مُعتقده أنهما
يختبئان معاً في المخزن القديم ولكن ما صعق قلبها الصغيرة هو ذالك المشهد

عندما رأت والدها غرق في دمه و والدتها نفس الشيء الدموع الصراخ
الألم و الوحدة الحزن هذا كل ما أصبحت تعرفه في الفتره الأخيرة

لم يتبقى لها مكان آخر لتذهب اليه سوا منزل عمها مارك

علي عكس أخيه مارك كان ثرياً جداً و يختلف عن حال شقيقه البستانيّ البسيط اللذي قرر الانتقال الي إطاليا بعدما وقع في حب والدتها و الاتسقرار هناك

بعيداً عن أعمال شقيقه المشبوهه !

لم يكن لديها خير آخر غير منزل عمها مع انها لم تره في حياتها أبدا ولم يحضر جنازة والديها دعك من والدتها لم يحضر جنازة شقيقة هذا ما كان يعطي تلك اليتيمه الصغيرة بعض الأفكار السوداوية عن عمها

بالطبع عن عائلته من الأغنياء المتعجرفين

ليقتحم تفكيرها المستمر اللذي اصبح يؤلم عقلها الصغير صوتً للمنادي علي طائرة المسافرة الي لندن بريطانيا

اجل عمها يعيش في بريطانيا مع أفراد عائلته الأغنياء بعيداً عن إيطاليا حيث كانت تعيش أيامها الوردية الجميلة

صعدت الطائرة وهي تُشاهد احاديث الناس الذين فيها فكلٌ منهم لديه حكاية خاصة به ولكن لا حكاية تشبه حكاياتها الحزينة

تنظر الي سماء إيطاليا المره الأخيرة لكِ تذهب الي حياتها الجديدة الوحيدة بمفردها

خائفة من المجهول المؤلم من يعلم من يكون عمها وأي نوع من الرجال هو

او مثلا عائلته قد تكون سيئة للغاية سوّف يعملونها كانّها كلبة من شارع كم هذا مُحزن مرارة فراق الديار و الأحباب و الاصحاب وحتي ذكريات الطفولة و مراهقة كل زاوية كل زقاق يدعو ذالك لتجمع الدموع في عينيها

ليغلق جفنها الساهر وهي لا تعلم خفايا المجهول وهل تفكيرها حق او باطل

فتحت عينيها بعد ساعتين الوقت المحدد لهبوط الطائرة الي ديار الجديدة و الحياة جديدة

استنشقت اكبر قدر من الهواء لتخفيف توترها بينما أصابعها احتك ببعضها البعض هي تتحدث الإنجليزية بطلاقة ولكنها خائفة انه بسبب توترها ان تخطأ و تصبح اضحوكه

تحاول ان ترى هل من شخص يحمل لفاته عليها اسمها بين الحشد الكثر
لكن و اخير وجدت رجل ضخم البونية و معه عجوز صهباء تبدو لطيفة

زفرت براحة قليلا مظاهرهم تبدو لطيفة بنسبة لما تخليت
لتتقدم لهم وتقول
" مرحبا أنا رافليسيا زوجة عمي "

ابتسمت العجوز بسعادة وهي تنظر اليها فشعرت رافليسيا بنوع من طمأنينه
" انتِ حلوه للغاية ياصغيرتي ، أنا سيد ليلى أنني خادمة السيد مارك وهو من طلب مني القدوم لأخذك ضيفتنا الجديدة "

لتقول
"أوه أنا اسفة اعتقد انك زوجة عمي "

هذا مازاد من حدة توترها و تفكيرها السيء تجاه عمها

حقاً! خادمته هذا ما يستطيع فعله من اجل ابنة أخيه؟ توقعت ان يستقبلها في المطار علي الأقل

ليقول الرجل الضخم اللذي معهم عندما لاحظ شرودها التام
" هيا سيدتي يجب علينا عدم تفويت موعد العشاء يجب ان تكوني في قصر قبل ذالك "

أومأت برأسها لتذهب معهم ، طول الطريق كانت سيدة ليلى تبادلها الأحاديث بينما كانت هيا فقط تجيب علي اسألتها الكثيرة التي لا حصر لها
ربما اجراء محادثة بالإنجليزية لاباس بها

رافليسيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن