اقتباس

382 13 1
                                    

اقتباس
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

صعد على الدرج متجهًا الي غرفتها وقد شعر بهدوء غريب يحتل المكان كما أخبرته شقيقته تمامًا ، فكيف لامرأة كتلك أن تتحلى بهذا الهدوء وفي هذا الوضع ؟ ، كان الأمر مريب بالفعل ولهذا قرر التحقق بنفسه من الأمر ، وقف أمام الغرفة يدق عليها كي لا يقتحمها عليها دون استأذان ، لكن... لا رد ، ليعاود الكَرة مرة أخرى وكانت النتيجة واحدة ، ليقرر اقتحام الغرفة في الطرقة الثالثة دون إجابة ، ليخرج مفاتيحه من جيب بنطاله و يفتح القفل ثم الباب بعدها .

لتتسع عيناه بصدمة على أعتاب الغرفة عندما وجدها فارغة ، كيف لها أن تهرب والباب كان مغلقًا و الغرفة لا تحوي سوى نافذة صغيرة لا تتسع لخروج شخصًا منها؟!

اشتعلت عيناه وهو يدلف الي الغرفة يقف في منتصفها ، ولم يكد يجول بنظره فيها حتى شعر بشيء تهشم على رأسه جعله يضع يده عليها بألم ، ليخرج له صوتها من الخلف قائلة بسعادة و انتصار وقد أدرك سريعًا أنها اختبأت خلف الباب :

" مش قولتلك الكوبايات دي ها اكسرها على دماغك "

لتلقي ما تبقى من الكأس التي هشمتها على رأسه جانبًا و تتجه للخارج بسرعة مُطلقة لقدميها العنان في الركض على درجات سُلم ذاك القصر ، لتسمع صوته الذي دل لها على أنه إذا امسك بها فهي ميتة لا محالة من الاعلى موجهًا حديثه الي حراسه بغضب :

" اوعوا تسيبوها تخرج "

لتتوقف فجأة في منتصف الدرج عندما وجدت ثلاث رجال يسدون الباب وقد كان أصغرهم حجمًا يساوي ثلاثة منها ربما ، لتضغط على أسنانها بقوة و غيظ قبل أن تلمع فكرة داخل رأسها و تغير اتجاهها سريعًا الي المطبخ ، نعم كما خمنت الباب الخلفي ، فـ بالطبع رجل مثل رجل المافيا ذاك_كما أسمته في عقلها_يمتلك بابًا اخر في قصره ، فـ من الواضح أن رجل بذاك الثراء و يعيش في قصر كـ ذاك يعمل عملًا غير مشروعٍ يجعله يأخذ احتيطاطه كاملة من الشرطة و يضع بابًا اخر في قصره .

لتتسع ابتسامتها بانتصار عندما وصلت الي المطبخ و وجدت الباب الخلفي بالفعل ، لتهرول إليه وقد افادتها لاول مرة بحياتها تلك الروايات الغريبة التي كانت تقرأها عن البطل المتجبر الذي يختطف البطلة المسكينة صاحبة رائحة الفراوله و تحاول الهروب منه من ذاك الباب لكنه يستطيع إعادتها مرة أخرى و تجسو على ركبتيها أمامه باكية تترجاه أن يتركها ، حسنًا ربما حالتها الان تشبه تلك الروايات كثيرًا الا أنها ليست تلك البطلة المستضعفة التي ستجسو على ركبتيها أمامه تترجاه بل ستهشم الاكواب عليه بكل بساطة و تهرب رغمًا عن انفه ذاك المتغطرس اللعين .

اتسعت بسمتها أكثر عندما وصلت الي الخارج و وجدت حديقة مليئة بالاشجار ومع عتمة الليل سيتثنا لها الاختباء منه و الهرب ، لهذا اختفت خلف إحدى الأشجار في انتظار فرصتها الذهبية في الهروب و نيل الحرية اخيرًا .

أما عنه فقد ضرب بيده على السور الحديدي للسلم يهتف بغضب في الحراس أمامه بعد أن غيرت وجهتها وقد أدرك سريعًا خطتها :

" وراها يا اغبية مستنينها تهرب؟! "

ليهرول الثلاث حراس خلفها بسرعة ، وهو زفر بقوةٍ متجهًا الي الاسفل خلفها غير ابه برأسه التي تنزف وقد علم أن هؤلاء الحمقى لا فائدة تُرجى منهم ولن يستطيعوا امساكها وسيضطر لفعل ذلك بنفسه .

بينما خرج الحراس يبحثون عنها ، وضعت هي يدها على فمها تكتم صوت أنفاسها المتسارعة اثر الركض و الرعب الذي تشعر به خوفًا من أن يستمع احد له و يمسكون بها ، ليزداد خوفها عندما رأت ضوء تلك المصابيح التي تدور في المكان بحثًا وقد شعرت أن قلبها سيتوقف من شدة الخوف .

لتطلق زفيرًا صغيرًا مرتاحًا بعد ان ابتعدت اضاءة المصابيح عنها و بدأوا البحث في مكان آخر ، وقبل أن تأخذ خطوة واحدة صوب الامام كي تلوذ بالفرار من الجهة الأخرى ، تجمدت في مكانها عندما شعرت بشيء وُضع على رأسها عرفت سريعًا هيئته ، أنها فوهة سلاح!

ليخرج صوته لها من الخلف هادئًا اشبه بفحيح الافعى مع ابتسامة جانبية زينت ثغره :

" مش كنتِ تقولي أننا ها نلعب خلاويص ؟ ، كنت استعد حتى "

يُتبع

_______________________________

فقط دعني اخبرك الا تتسرع في الحكم و الاستنتاج عزيزي القارئ ، فمهما كانت توقعاتك أو شعرت أن البداية مألوفة بالنسبة لك فستُصدم من القادم وما ينتظرك بلا شك لا تقلق...







نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن