اقتباس

46 6 0
                                    

اقتباس
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

طبعًا المفروض الفصل كان النهاردة لكن بعض الظروف منعتني اخلصه ولسه فاضل فيه شوية بالاخص ان الفصل ده دسم و مشاهده تقيلة علشان كده بعتذر عنه النهاردة و بإذن الله ها ينزل بكرا علشان كده نزلتلكم اقتباس لحد بكرا إن شاء الله ، بعتذر عن التأخير مرة تانية ، اسيبكم مع الاقتباس .

قراءة ممتعة.

_______________________________

وصل أمام غرفته و وقف يطالع بابها المُغلق بشرود حتى قرر أن يدلف أخيرًا الي الداخل ، دق دقاتٍ خفيفة على الباب ثم فتحه و دلف الي الداخل ليتفاجأ بها تجلس على الأرض أمام فراشه تضم ركبتيها لصدرها و تنظر أمامها للفراغ بإعين حمراء كما لون الدماء من كثرة البكاء و مازالت هناك جروح في وجهها تنزف ولم تتوقف .

رمقها باشمئزاز ، كان ليشفق على حالها لكنه كلما تذكر خداعها و كذبها عليه كل تلك الفترة يعود قلبه و يقسوا عليها مرة اخرى مُذكرًا نفسه أن تلك الملامح الملائكية البريئة هي كانت السبب في كل ما حدث له و كل ما يعانيه الان ، هي و والدها السبب في كل شيء لا احد مُلام غيرهم .

اتجه الي خزانته و فتحها يخرج ملابسًا له هاتفًا بجمود دون الالتفات لها أو اعارتها اي اهتمام :

" اتفضلي قومي روحي اوضتك الست رجاء روقتها "

رفعت نظراتها الخالية من الحياة له و رفعت يدها المرتجفة تمسح بقايا دموعها و الدماء عن وجهها و نهضت مستندة على الفراش حتى وقفت على قدميها اخيرًا بصعوبة ، لتجده سحب ملابسه في يده و اتجه الي المرحاض ، وقبل أن يدلف الي الداخل و يتركها تقف وحدها هكذا في منتصف الغرفة اوقفته هي بقولها بصوتٍ مبحوح بالكاد خرج من حلقها بعد محاربتها عدة لحظات لتستطيع الحديث:

" سراج... استنى "

توقفت أقدامه أمام الباب ولم يلتفت إليها فقط اكتفى بالتوقف ، لتبتلع هي غصتها العالقة في حلقها و تقترب منه تهتف بأعين لامعة وصوت محشرج:

" سراج انا مش معاهم ولا زيهم... انا بكرهم و بكره كل حاجة تخصهم... عارفة اني غلطت لما كدبت عليك بس انا كنت خايفة ، كنت خايفة لما اصارحك بالحقيقة و تاخد كل المعلومات الي انت عايزها تسيبني أو ترجعني ليهم تاني بعد ما ماتبقاش محتاجني "

اتسعت عيناه بقوة من كلماتها و التفت اليها يشير لها على نفسه يسألها بحدة و غضب:

" انا الي كنت هاسيبك و ارجعك ليهم؟ ، يعني مش أنتِ الي كنتِ مُصرة تهربي و عايزة تمشي بأي طريقة وانا الي اتمسكت بيكِ و قولتلك مش ها اسيبك غير لما أتأكد انك بقيتي في أمان ومافيش خطر عليكِ إذا كنتِ أنتِ ولا اخواتك ؟ ، ولا أنتِ مش لاقية مُبرر لعملتك فا بتتحججي بأي حجة وخلاص؟! "

تراجعت للخلف خطوة بسبب نظراته و نبرته الحادة ، لتسقط دموعها من جديد و تقول بحسرة و نبرة باكية كلمات خرجت من عبق روحها المنهكة و المتألمة ومن ماضٍ مظلم عانت فيه الأمرين وكل انواع التعذيب وبكل قسوة وحدها:

" لا... لا لا أنا مش زيهم ، هما السبب... هما السبب في كل الي انا فيه ده ، هما الي هددوني أنهم ها يقتلوني لو الفلاشة دي ضاعت مني وهما الي خلوني مش عارفة اثق في اي حد و اخاف من كل الناس ، خلوني... خلوني بخاف من اي حد بيتعامل معايا كويس لا يكون بيخدعني و بيحاول يستغلني زيهم "

اتسعت عيناه أكثر وهو يستمع لها ، مهلًا هل نفسهم من بالمنظمة الذين كانت بها هم مالكيي هذا القرص؟! ، أهذا يعني أن قادة المنظمة هم نفسهم الجماعة الإرهابية التي يبحث عنها كل هذا الوقت؟؟! ، الف سؤال دار في رأسه في تلك اللحظة وقد سقط في دوامة عميقة من التفكير و الآلاف من الاحتمالات بدأت تتبادر الي ذهنه في تلك اللحظة بسبب واقع كلماتها عليه و الصدمة التي تلقاها منها ، بينما هي فجأة ازدادت دموعها و علا نحيبها و صرخت بقهرٍ و نبرة موجوعة:

" هما السبب في كل الي انا فيه ده ، كسـرونـي... والله العظيم كسـرونـي ، كانوا بيموتوني كل يوم بالبطيء ، اعمل فيا الي انت عايزه بس ماتحطنيش معاهم و تحملني أفعالهم ، سيبني انتقم منهم الاول ، ها اقتلهم... ها اقتلـهـم كلهم ، ها اخليهم يدوقوا ولو جزء بسيط من العذاب الي هما عذبهوني ، لازم يتعذبوا زي ما عذبوني و دمروني ، لازم... "

كانت تهذي وحسب ولا تدرك ما تقوله ، تصرخ بجنون وكأنها فقدت السيطرة على عقلها و تملك القهر منها ، اهتزت نظراته الجامدة و صُدم من ما أصابها و رفع يده محاولًا تهدأتها لكنها انتفضت بعيدًا عنه ثم همسات اخر كلماتها بضعفٍ وكأن طاقتها نفذت هنا وقرر عقلها إعطاؤها هدنة صغيرة بعد ما أخرجت كل ما بقلبها و المها بصراخها ، ليبدأ جسدها بالارتخاء وقد علم هو سريعًا ما سيحدث من عيناها التي بدأت تغلقها تدريجيًا ، ليركض نحوها ، وما أن وقف أمامها حتى سقطت هي مغشي عليها بين ذراعيه...

يُتبع

نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن