الفصل 9 "أضحى عاجزًا"

66 9 3
                                    

الفصل 9 " أضحى عاجزًا"
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

ماتنسوش الڤوت قبل القراءة

صلوا على شفيع الأمة ❤️

______________________

هنا حيث الوحدة و الخواء ، فتحت عيناي لأجد نفسي في ذاك المكان الذي لطالما ظننت أنه محض خيال ، العجز ، كلما سمعتها كثيرًا سابقًا وكل ما كان يتبادر لذهني عند سماعها هو ضيق الحال و السُبل لدى أحدهم ، ولم اتوقع أن اجرب المعنى الحرفي لتلك الكلمة الثقيلة في نطقها و معناها و شعور المرء بالحزن و التعاطف عندما يُذكر اسم أحدهم ترافقه تلك الكلمة في جملة .

قالوا أضحى عاجزًا ولم اصدقهم ، لم استطع الحراك و كذبتهم وكأن عقلي رفض تصديق فكرة القيد بعد الحرية .

كلمة تلو الأخرى كل منهم بمثابة صفعة قوية تسقط على وجهها ، وكأن كلماته سهام حادة كل كلمة تخترق جسدها بلا رحمة ، وهو ينظر لها بأعين ثابتة لم تهتز او تُشفق عليها ، يسألها بجمود وحدة و يُطالبها بإجابة بعد أن تفنن في اخراسها وجعل كلماتها تتوقف داخل حلقها و يُبح صوتها بالكامل .

" فين الفلاشة الي عصام سبهالك يا حلا ؟ "

تمنت في تلك اللحظة ومع سؤاله أن تتلاشى من أمام نظراته الثاقبة و المترقبة لاجابتها بأي طريقة ، ارتفعت وتيرة أنفاسها بشكل مرعب و اخذ صدرها يعلو و يهبط بقوة اثر زفرها لانفاسها بعنف ، ورغم ذلك وكم الهواء الذي تأخذه مازالت تشعر بالاختناق وعدم تواجد هواء بالمكان أو ربما تلك الهالة التي تنبعث منه و نظراته لها هي ما أطبقت على أنفاسها!

كانت تتمنى أن تستطيع التراجع للخلف و الابتعاد عنه أكثر لكن و للاسف هي تلتصق بالباب الخلفي بالفعل ولا مهرب اخر ، وبعد لحظات تلتها ثوانٍ و دقائق هو يراقبها وحسب وهي تحاول ايجاد مفر من تلك الكارثة التي وقعت بها نطقت بصوت خرج منها مهتز خافت برغم محاولتها الظهور قوية أمامه:

" فـ... فلاشة اي انا ماعرفش حاجة و بابا ماسابليش حاجة "

واقع كلماتها و فكرة أنها تجهل أمر ما يتحدث به ولا تمتلك ما سعي طويلًا خلفه و احضرها لأجله كان شديدًا عليه ، و رغمًا عنه سيطر عليه غضب صدمته و ضرب بكلتا يداه على الباب يحاصرها من الجانبين يسألها بغضبٍ مُفرط و صوت عالٍ جعل كل انش بجسدها يرتجف رعبًا منه:

" يعني اي ماسابلكيش حاجة؟! ، الفلاشة فين انطقي ؟ "

لمعت عيناها بالدموع و نظرت له ترمقه بكره نظرة كانت كافية لافاقته و جعله يدرك ما يفعله بعد أن سيطر عليه غضبه الناتج عن شعوره بالفشل مرة أخرى وان ما فعله ذهب هباءً و ضاع أملهم الوحيد ، لتدفعه فجأة للخلف بقوة جعلته يزيل يداه عن الباب و يتراجع للخلف وهي صرخت فيه بغضب و صوت مُحشرج بسبب امتناعها عن البكاء و بكل كبرياء أمامه:

نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن