الفصل 1 "خيوط تتشابك"

320 12 23
                                    

الفصل 1 "خيوط تتشابك "
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

بداية 6/10/2024

بسم الله الرحمن الرحيم .

_______________________________

" قالوا إن الحنان إذا تلاشى من العالم أجمع ، فلن يتلاشى أبدًا من الأهل و العائلة ، فركضت إليه اتجرع منه حنانه ، ابي بعد أن خذلني العالم أجمع ، فكان خذلاني مضاعفًا عندما اتتني الصفعة مِن مَن ركضت إليه بلهفة استنجي إليه من العالم ، ومنذ ذاك اليوم وقد أعلنت العصيان ، أقسمت على ألا أؤمن بالثقة في البشر مرة اخرى ، فكيف اؤمن بها وقد خُذلت مِن مَن أجمع عليه الجميع أنه لن يَخذل ؟ "

تركض بكل ما اوتيت من قوة ، حافية القدمين ، بملابس ممزقة و خصلات شعر أشعث في ذاك المكان الذي هو أشبه بصحراء قاحلة لا يوجد بها حياة أو بشر ، تلهث و صدرها يعلوا و يهبط بقوة اثر التعب البادي عليها من الركض لمدة لا تعرف كم كانت هي إلا أن قدمها بدأت تنزف الدماء بعدما أصابها من الصخور بالأرض قدر لا بأس به .

ازدردت لعابها بصعوبة تحاول التقاط أنفاسها بعدما شعرت أنها كادت تنقطع ، ولم تكد تخف من سرعة ركضها حتى صدح هذا الصوت المقيت في الإرجاء مرة أخرى ، صوت يتردد صداه في المكان بأكمله ولا تدري أين مكانه بالتحديد فهي تشعر أنه يأتي من كل مكان حولها ، إلا أنه يصيبها بالقشعريرة في جسدها كاملة وشعور بالرعب و الاشمئزاز يحتلها .

" مهما ركضتي... مهما عصيتي و تمردتي ، في النهاية... ساتخضعين "

خرجت نفس الكلمات التي لا يتردد سواها من ذاك الصوت بطريقة مرعبة جعلتها تصرخ واضعة يداها على أذنيها محاولة منع الصوت عنها بأي طريقة وقد زادت من سرعة ركضها اكثر حتى أنها تعثرت عدة مرات ولكنها لم تأبه وعادت تقف مرة أخرى وتكمل وقد سالت الدموع من عيناها حتى أصبحت كالشلالات على وجنتيها قهرًا على حالها وقد أصبحت النجاة أمنية صعبة المنال .

سقطت على الأرض وقد خارت قواها بالكامل ، لتضع يدها على صدرها في محاولة لتنظيم أنفاسها الهائجة و التنفس بشكل طبيعي ، لتتحامل أكثر على نفسها وتنهض رغم كل الالم الذي أصبح يسير في جسدها كاملًا تستكمل ركضها فهي عازمة على الوصول و المثابرة حتى النهاية ولو كان الثمن الفشل أو نهاية الطريق مسدودة فيكفيها شرف المحاولة وأنها لم تستلم لهم هؤلاء الاوغاد حتى أنفاسها الأخيرة .

شقت بسمة سعيدة ثغرها من بين دموعها وقد وقعت عيناها على تلك الحافة العالية و نهاية تلك الصحراء ، لكن لم يكن هذا سبب سعادتها بقدر سعادتها برؤية ظل أحدهم يقف هناك و أخيرًا وجدت بشريًا هنا قد يخلصها من براثن هؤلاء الأشخاص ، لتزيد من سرعة ركضها إليه عله ملاذها وقد بدأت ملامحه تتوضح تحت ضوء القمر ، لترتفع ضربات قلبها فجأة بعنف عندما اتضحت ملامحه لها وقد كان والدها .

نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن