الفصل 4 "خطوة فاصلة"

173 19 16
                                    

الفصل 4 "خطوة فاصلة"
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

صلوا على شفيع الأمة ❤️

________________________

لم يكن البحث يسيرًا ولا الطريق بأكمله ، ابحث عنها وكأن وجودها هو الحياة و النجاة ، برغم اني يومًا لم ألقاها ولو صدفة ، جمعتنا اغرب الطُرق و صرت بين ليلة و ضحاها من رجل لا يأبه بالنساء ، باخر كل امانيه أن يجدها أو يلقاها ولو لبرهة ، واخيرًا بعد درب لم يكن طويلًا مثلما كان شاقًا قد حان الوصول ، ولم يعد بيني و بينها سوى خطوة فاصلة ، تلك التي أما ستقلب حياتي رأسًا على عقب و تدمرها... أو تكون هي الحياة بأكملها و تلتمس جروحي و تجبرها .

عاد الضابط الي غرفة المكتب التي كان يجلس هو بها ينتظره بعد عدة دقائق ، ليتجه و يجلس على مقعده قائلًا باحترام :

" تمام يا مصطفى باشا ، تقدر تتفضل "

اومأ له بهدوء و نهض عن مقعده متجهًا الي الخارج بملامح وجه جامدة بينما داخله يشتعل غضبًا ، لا يصدق أن تلك المرأة اللعينة فعلت به هذا ، ركب سيارته و قام بتدويرها وبدأ القيادة ، وأثناء شروده في الطريقة أمامه عادت له ذكرى ما حدث قبل ساعتين من الآن عندما ذهب إليها كي يحادثها و يخبرها بشأن التحقيق معها كما طلب منه «سراج» و تفاجأ بصراخها في منتصف الشارع تتهمه بمضايقتها...

يُعرف شباب «مصر» في اللحظات المشابهة لهذه بشهامتهم ، أن تصرخ امرأة في وسط الشارع و تقول بأن هناك رجل يحاول مضايقتها لهو أمر يستدعي شجاعة و شهامة كل رجل بالمنطقة أو حتى اذا كان مارًا بالصدفة وليس من المنطقة .

و في غضون ثوانٍ معدودة كانا يقفان بين عشرات الرجال الذين التمعت أعينهم بالشر له ذاك النذل عديم النخوة الذي يتحرش بامرأة في الشارع هكذا بل وفي وضح النهار ، ليقترب منها أحد الرجال الذين تجمعوا على صوتها وقد كان رجل كبيرًا في السن ، ليسألها برفق :

" في اي يا بنتي ، الشاب ده عملك حاجة ؟ "

وجهت نظرها لذلك الرجل بعدما كانت تعلقه به وكأنها تحاول استنباط نواياه الحقيقة تجاهها ، لتومئ للرجل و تقول مؤكدة :

" أيوة يا عمو ، كان ماشي ورايا و عمال يعاكسني "

اتسعت عيناه بصدمة ، ليشير على نفسه و يسألها بتشنج :

" انـا؟! "

اومأت برأسها مؤكدة وقد كانت ايماءتها تلك إشارة جهوم بالنسبة لهم ، صك على اسنانه بغيظ عندما اقترب منه أحد الرجال في منتصف العمر يمسكه من تلابيبه يهدر فيه بغضب :

" ما تخلي عندك شوية نخوة و رجولة يا عم ، مش عيب عليك تمشي تعاكس واحدة كده في الشارع وفي عز النهار وانت باين عليك ابن ناس و محترم ؟ ، طب حط اختك مكانها كده وشوف ترضى عليها ولا لا "

نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن