الفصل 10 "قيود الماضي تعود"

152 14 6
                                    

الفصل 10 "قيود الماضي تعود"
#رواية_نساء_للبيع
#رواياتي_دنيا_كريم

ماتنسوش الڤوت قبل القراءة.

صلوا على شفيع الأمة ❤️

_______________________

خدعوني عندما قالوا ستنسى مع مرور الوقت و سيأتي يوم ستبرد فيه نيران القلب ، وها أنا رفقة جوارحي ، اسير انا وهي رفقة الوقت و الايام ، بنفس الجرح الغائر و بنفس الآلام ، وكأن جرحك لي كان بالأمس وليس منذ أعوام .

كاذب من قال إن الوقت يشفي جراح القلب ، فقد حُفرت جراحك بنيرانٍ حارقة داخل قلبي تاركة علامةً دائمًا لا تزول ، احببتكِ بكل مشاعري فجرحتني بنفس المقدار .

وها أنا من أمن بالحب لاجلك وسار في هذا الطريق رفقتك ، اعلن توبتي عنه عائدًا منه وحدي ، فها نحن الآن ، أنتِ تبنين ذكريات جديدة بين احضان غيري ، وانا بين احضان ذكرياتي و الماضي اتألم وحدي .

انتفض عن مقعده ما ان سمع كلمات المدبرة التي اخترقت أذنه و تأكد من صدق قولها بملامح وجهها الجادة ، و دون أن ينتظر لحظة أخرى يدرك فيها متى و كيف حدث وهربت كان ينطلق الي الخارج بسرعة وقد قرر البحث عنها بنفسه اولًا فهو لن يسمح لها أن تهرب بتلك السهولة وهي أمله الاخير .

خرج الي الحديقة الأمامية الخاصة بالباب الرئيسي وقد خمن أنها ربما هربت من ذاك الباب لأن شقيقته و شقيقتها كانا في المطبخ منذ الصباح إذًا بالطبع لم تستطع أن تهرب من هناك .

سار بخطوات شبه مهرولة يبحث عنها بعينه ، لتتوقف أقدامه فجأة عندما لمحها تقف بالقرب من البوابة أمام ذاك الركن الصغير في الحديقة المليء بالزهور البيضاء ، ليقترب منها بهدوء حتى توقف جانبها تمامًا ، ليجدها تنظر إلي الزهور بملامح وجه هادئة لا توحي بما تفكر فيه دون أن تحيد بنظرها عنهم رغم شعورها به يقف جانبها .

" بتعملي اي هنا ؟ "

سألها وهو ينظر إلي الازهار كذلك دون النظر لها ، لتحرك هي كتفيها وتقول بهدوء:

" ماما كانت بتحب الورد الابيض "

ابتسم بحنان على كلماتها التي شعر فيها باشتياقها لوالدتها ، ويمكن القول إن هذه هي المرة الأولى التي تصرح فيها عن مشاعرها أمامه بصدق ولو كانت بطريقة غير مباشرة كتلك ، صمت ولم يعقب عليها وفقط ظل واقفًا كما هو جانبها ، لتقول هي مبتسمة بسخرية:

" غريبة ، رغم انك مأمن كل البوابات و حاطط حراسة ومتأكد أن مافيش مكان ممكن اهرب منه إلا انك برضو خوفت و خرجت تدور عليا وافتكرت اني هربت فعلًا "

ارتسمت ابتسامة على ثغره وهو يستمع لها ، ليحرك كتفيه ويقول بقلة حيلة:

" علشان أنتِ ماشاء الله عليكِ مافيش ابواب ولا حراس بتعرف توقفك فا كنت اتوقع منك تهربي رغم كل ده عادي "

نساء للبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن