🍂 كوتسولدز 🍂

264 24 220
                                    

بيبوري، إنجلترا، 1516

كانت شجرة البلوط الشاهقة هي التي لفتت انتباهها. صادفت أن القت بنظرها إلى الأعلى وهي تمشي تحت المظلة الخضراء التي تحملها بيدها. كانت الرياح ترمي أوراقها بحيث تدور على سيقان الشجرة و مرآها ادهشها.

وهي تنظر اليها ادركت أنه قد مر وقت طويل جداً منذ أن دارت حول نفسها. لطالما كانت تلك الحركة البسيطة تشعرها بالتحرر، وكأنها تطير و تنفض كل ما يضايقها من جسدها عبر الرياح المهاجرة.

"آنسة سميث! يا لها من مصادفة غير متوقعة!" قفزت ميكاسا على صوت السيد جوليان الذي تسلل خلفها

نظرت له ميكاسا بتفاجئ ونظرت حولها بشكل سريع وبقلق تبحث عن  عن عمتها لويزا التي لا بد أنها واصلت طريقها بينما ميكاسا سرحت بأفكارها وتوقفت تحت ظل الشجرة.

"سيد جوليان! أنا لم اشعر بك تقترب" عادة ما تبقي آذانها أو على الاقل واحدة على الأقل مضبوطة و منصتة لمطاراداته لها، لكن شجرة البلوط صرفت انتباهها.

اضاء وجهه وشع من الفرح وانحنى منخفضاً لدرجة أن مشده الذي لفه على صدره اصدر صريراً منذراً بالتمزق. كان وجهه لامعاً من العرق، و ما تبقى من شعره على رأسه رقيق جداً. كان الرجل يبلغ ضعف عمرها على الأقل ولكن تصرفاته؟ صبيانية وسخيفة لدرجة لا تطاق. و من بين جميع ملامحه المثيرة للاشمئزاز، كان فمه. فعندما يتحدث ترفرف شفتاه وتنشئ اللعاب ما يكفي ليغطي حواف شفتيه ويتجمع في زوايا فمه.

حاولت ميكاسا ألا تحدق بفمه بينما اكمل السيد جوليان كلامه "إنه صباح رائع أليس كذلك؟ في الواقع أشعر بكثير من الإلهام لاقول لكي اليوم "يا له من صباح مجيد، لأقابل سيدة مثلك في الطريق" انهى شِعرَه و انحنى كما لو كان يتوقع التصفيق بسبب إلقاءه "لكن مع هذا لدي شيء أفضل من تلك الكلمات لأشاركها معك اليوم" قال وابتسم ابتسامة عريضة "لقد كتبت قصيدة جديدة، فقط من أجلك"

التفت واتخذت خطوة في الاتجاه حيث اشتبهت في أن عمتها ذهبت منه وقالت بتوتر "ستكون عمتي سعيدة جداً بسماع شعرك يا سيد جوليان... انا متأكدة انها متقدمة علينا ولكن بضع خطوات فقط ان ذهبنا وراءها..."

مبعوثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن