#13

1.9K 26 13
                                    

مرت ثلاث أيام وأنا محاصر في هذا الكابوس، غرفة مظلمة تتردد فيها صدى أنفاسي القلقة، كأنها جدران سجن لا أمل في الخروج منه.

الطبيب وجين هما الوجهان الوحيدان اللذان أراهما، ولكن وجود جين يحمل لي العذاب أكثر من أي شيء آخر. يأتي لي، وكأنني مجرد شيء يمتلكه، يغتصبني جسدياً ،، وتعذبني نفسياً، ورغم أن جسدي لا يحمل آثاراً ظاهرة، إلا أن روحي تنزف من كل جرح عميق في أعماقي. "لقد تعبت، كل شيء مؤلم، متى سأرتاح حقاً من هذا الجحيم الذي أعيشه؟؟؟"

الأصوات في رأسي تتزايد، تتصارع وتتداخل، تهمس لي بأن لا أستسلم، بأن أتمسك بأي شعاع من الأمل من أجل أختي وأمي. أشعر وكأنني في جزيرة من العزلة، محاط بسياج من الألم، حيث تتداخل أفكاري مع ذكريات مأساوية تجثم على صدري. "أنا ضعيف، أقسم"لا أستطيع التحمل أكثر من هذا، همست وكأنني أطلب العون من الكون، ودموعي تتساقط على وجهي، سائلاً: "متى سأتحرر من هذا الجحيم؟؟؟"

تذكرت تلك اللحظة التي التقيت فيها بجين لأول مرة، عندما أنقذني من تلك العصابة التي قتلت والدي، والتي كانت أمي تبيعني لهم. رسمت ابتسامة هشة على وجهي، ولكن سرعان ما ذبلت عندما استرجعت كل ما عانيته خلال هذه السنوات الخمس. لقد قام جين بشرائي، وأنا عبد له ويجب أن اتشكره، أشعر أنني محاصر في فخ لا مفر منه. "لن أستطيع التحرر منه إلا بموتي"، فكرت في يأس. لكن هل يمكنني حقاً أن أواجه الموت وهو يهددني بعائلتي؟

تدور الأفكار في رأسي، كل لحظة تمر، أشعر أنني لستُ نفسي، أعيش في تفاصيل مأساوية تلتهمني اتهمتني خلال الخمس سنوات "متى سأستطيع أن أكون حراً وأعيش حياه طبيعيه؟"هل بحياتي الأخرى سأعذب هكذا أيضا؟؟ لكن ربما أستطيع أن أعيش حياه سعيده مع عائله تحبني أسأل نفسي، بينما تتلاشى أحلامي تحت وطأة الواقع المرير.

"اععععع توقف أرجوك أرجوك توقف!" يصرخ ذلك الفتى بشكل هستيري، صدى صرخاته يملأ الغرفة المظلمة كأصداء رعب تتردد في كل زاوية. عينيه تتوسعتا من الخوف، قلبه ينبض بجنون، وكأن كل نبضة تخبره أن النهاية قريبة. "لماذا، لماذا؟ كيف تستطيع أمي أن تتخلى عني وتتركني مع مجموعه من الوحوش؟" تتعالى أسئلته، تتقافز في عقله كأشباح مؤلمة، تعذبه أكثر من أي شيء آخر.

حسرته تتسلل إلى قلبه كالسهم، كأن كل ذكرى جميلة جمعته بأمه تتحول إلى رماد. "أقسم أنني تحملت جنونها وغضبها فقط لكي لا تتخلى عني!"،"لكن واللعنه ماذا تخلت عني في أقرب فرصه ومع مجموعه مختله من الرجال!!" تتصاعد مشاعره كعاصفة، شغف الحب يتحول إلى شعور بالخذلان العميق. هو كان الفتى الذي وقف بجانبها، الذي احتضنها في لحظات ضعفها ساعدها جلب لها كل ماتحتاجه لم يقصر يوماً بشيئ معها رغم صغر سنه حتى أنه لم يقاوم عندما تقوم بضربه وتعذيبه ل أنه يحبها وهي تعرف مصلحته !، لكن الآن، يشعر وكأن عواطفه قد تمزقت، وكأن قلبه قد أصبح قطعة من الزجاج المتناثر.

idol drity/إيدول قذر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن