❤️الفصل الثامن و العشرون❤️

187 12 0
                                    

لم يكد يصف سيارته امام القصر عندما اندفعت هي تفتح الباب

وتترجل

من السيارة بعصبية وخطوات سريعة للداخل نظر لها سليم بقلة حيلة وهو يتنهد بحزن
ترجل هو الأخر من سيارته واتجه خلفها وقد طفح الكيل به يُريد وضع حد لهذا الجفاء بينهُما
صعد لغرفتها فورا وقام بفتح الباب وجدها تجلس علي طرف السرير وهي تزم شفتيها بحنق
ابتسم داخليا علي تعبيراتها الطفولية ولكنه تظاهر بالصرامة وهو يجلس بجانبها يحاول انا ينزع عنها الحجاب :
وشك احمر كده ليه اتنفسي
ازاحت يده من عليها بجفاء وهي تحاول كبت دموعها بقوة :
ماتدخلش فيا بقى وسبني في حالي
زفر انفاسة بقوة وهو يقول بنبرة حزينة :
لحد امتي لحد امتي ياريم
نظرت له وقد سمحت للدموع ان تتحرر من اسر عينيها:
يعني انت تتجوز عليا وتروح تجبلي دُرة في نفس البيت وعايزني اسامحك عادي
امسك وجهها بحنو وهو يقول بتروي:
يا روحي اسمعيني عشان الموضوع ده خد اكبر من حجمة قولتلك دي ماكنتش جوازة وانا ماكنتش بعتبرها كده انتي بس اللي مراتي وحبيبتي مستحيل حد غيرك ياخد اللقب ده صدقيني
قالت بنشيج رقيق باكي :
بس انت عطيته اللقب ده لواحدة تانية خلاص وضحكت عليا وكمان استغليت اني بصدق كل حاجة بتقولها وكدبت عليا وقُولتلي ان البنت دي مُجرد بنت صاحب بباك
نظر في عينيها بندم وهو يقول بأسف :
انا اسف اني كدبت عليكي واسف اني خليت صورتي تتهز في نظرك بس صدقيني الدافع الوحيد لكدبي عليكي هو خوفي من اني اخسرك انتي اغلي حاجة في حياتي ياريم صدقيني
-ولما انا اغلي حاجة في حياتك عملت كده ليه
-عشان الراجل ده كان اكتر من اخ لابويا ووقف جمبي في اكتر وقت كنت محتاج مُساعدة فيه ،ماقدرتش اشوفه مكسور كده ولا ضميري سمحلي اني اشوف بنت هتتأذي واقف اتفرج صدقيني كنت هسقط من نظر نفسي جدا
صمتط وهي تُدركت بداخلها صدق حديثة وتعلم علم اليقين مدي رجولته وشهامته ولكن جزء بداخلها يشعُر بالمرارة والخيانة حتي ولو لم يخُن بالمعني الحرفي للكلمة ولكنها لا تتقبل تلك الفكرة فكرة ان اخري حملت اسمه بل كانت تعيش معهم تحت سقف واحد وهي زوجته نيران الغيرة تتأكلها بضراوة
تأمل تعبيرات وجهها بقلق :
ياريم حرام عليكي بلاش علاقتنا تبقي فيها الفجوة دي
رفعت عينيها في مواجهته وهي تقول ما يجوب داخلها بدون ان تشعر بتأثير كلماتها علي ذلك العاشق:
مش عارفة يا سليم صدقني مش هعرف اصفي من ناحيتك مهما حاولت فكر فيها انت لما الشخص اللي يبقي بيمثل في حياتك الأمان والسند يخون ثقتك صدقني حاجة صعبة اوي
تجمدت عيني سليم كان وقع كلماتها علي قلبه مؤلم جدا
تشنج فكه لثواني وهو يُفكر ان الوضع قد تأزم بينهما لدركة اكبر من تصوره اكبر بكثير
خرج من جموده وهو يقول بنبرة شديدة الحُزن:
وقلبك هايصفالي امتي يا ريم؟
نظرت له بحزن وهي تقول بضياع:
صدقني مش عارفة
اخفض عينيه بعجز ثم نظر اليها ولم يستطع منع نفسه من احتضانها حاوطها بيديه بقوة وشعور غريب يتسرب الي اوردته وكأنه لن يراها مرة اخري

ارادت ان تُحرك يديها لتُبعده عنها ولكنها لم تستطع منع دقات قلبها المُتلهفه للقرب منه فأستكانت في حضنه حتي ابتعد هو نظرت له بتعجب فرأت في عينيه نظرة تحمل حزن العالم ،اشاح عينيه عنها وخرج من الغرفة بخطوات بطيئة وقلب مُثقل
*************
هبط الدرج بثقل وكأن قلبه قد اصابته غُمة ، تمني طويلا ان تُبادله عشقه وهيامهُ ولو بالقليل من المشاعر وعندما علم بحُبها له كاد قلبه ان يخرج من مكانه من فرط السعادة شعر بأنهُ يستطيع الطيران
راودة احساس بالأنتصار وكأنهُ انتصر في اكبر معاركه واصعبها ،اما الأن يشعر وكأن لا قيمة لحياته، كلماتها وقعت كصخرة قاسية علي قلبه حتي وان لم تكن تعقل ما ما تقوله ولكنها اوجعته وبشدة ،احيانا يكره حُبه لها ذلك الحُب الذي يُشعرة دائما بالعجز والضعف امامها، صدق من قال ان الحب هو الشيء الوحيد الذي بمقدورة ان يزل صاحبه وهو يكره ان يكون كذلك ،فهو سليم الحداد الذي يهابهُ الجميع ويحترمه يُصبح امام عينيها كالقطة الوديعة ،تنهد بتعب وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه ولو مؤقتاً كي يرتاح من هذه الحالة ...عندما استمع لرنين هاتفه بأسم صديقة فتذكر ذلك الأجتماع الهام الذي يتوجب ان يتواجد به الأن فرحل متوجها للشركة محاولا ازاحة حُزنه جانبا
*************
اما عندها ففور خروجه اجهشت في بُكاء مرير وقلبها يؤلمها بسبب نظرة عينيه الحزينة انها تعشقة ولكنا مجروحه منه عقلها يرفض مُسامحته ولكن علي الجانب الأخر قلبها يأن وجعا علي جفائها معه، تشعر بالتخبط والضياع ولأول مرة تشعر بذلك في وجود سليم وجود سندها بل والأقسي انه من تسبب لها بهذه الحالة
وضعت يدها علي قلبها في محاولة فاشله منها لتهدائة دقاته المُلتاعة وهي تتسطح علي السرير وبدون ان تنتبة غطت في نوم عميق من فرط التعب ..
*************
جلس امام صديقه في المكتب بعد انتهاء الأجتماع وهو شارد ومهموم
شعر ادم بالحزن علي صديق عمره فقال بنبرة مُتأثرة:
انا عارف قد ايه انت بتحب ريم بس حاول تخرج من الحالة اللي انت فيها دي انا اول مرة اشوفك كده يصاحبي صدقني قلبي بيوجعني عليك
رفع سليم عينيه في مواجهته وهو يقول بنبرة هادئة لا تصف كم الحزن بداخله:
سبني لوحدي يا ادم لو سمحت
نظر له ادم بأستنكار وهو يقول برفض قاطع :
مش طالع يا سليم انت مش شايف حالتك عامله ازاي
وضع كفيه علي وجهه بصمت و قلة حيلة فلا وجود بداخله مجهود ولو بسيط للجدال معه
تنهد ادم بقوة وهو يقول :
بص يا صاحبي ريم بتحبك انت ماشوفتهاش لما كانوا بيحققوا معاك كانت مُنهارة ازاي دي حتي ما سألتش عن ابن خالتها جراله ايه حبها ليك ظاهر لأي حد
-عارف انها بتحبني يا ادم بس الخب مش كفاية
عقد ادم حاجبية بأستغراب :
يعني ايه مش فاهم مش دي ريم اللي انت طول عمرك كان نفسك ان هي تحبك!
نظر له سليم بخواء:
قالتلي انها عايزة تطلق بكل سهولة يا ادم نطقتها عادي حطت عينها في عيني وقالتلي كلام كسرني ريم مابقتش بتحس معايا بالأمان حتي لو بتحبني انا طول عمري قبل ما اعرف انها بتحبني مُكتفي بأنها بتحس معايا بالأمان بتحسسني اني ابوها وانا كنت راضي بكده بس انهاردة وهي بتبصلي حسيت انها فقدت كُل المشاعر دي ريم مش مراتي ولا حبيبتي ريم بنتي يا ادم تخيل انت اب بنته تقوله انها مش حاسه بأمان معاه شعور وحش وحش اوي
-ياه يا سليم انا عمري ما اتخيل ان فيه حد بيحب حد كده خاصة لو الحد ده انت
-هتصدقني لو قولتلك اني بقيت بكره مشاعري وقلبي عشان بتخليني ضعيف ومهزوم كده
ربت صديقة علي كتفة بمؤازرة :
انت عمرك ما كنت ضعيف يا سليم ولا حبك ليها ضعف
وصدقني ريم اكيد ماتقصدش اي كلمة قالتها وبعد كام يوم هتلاقيها بتكلمك عادي دي فيها طيبة مش في حد

تكلم سليم بحدة :
ماتحترم نفسك انت بتتكلم عليها ليه اصلا
رمقه ادم بصدمة وهو يقول له بحنق:
تصدق انك واطي ما تولعوا انتوا الاتنين انا مالي اصلا
وقف سليم وهو يستعد للمغادرة:
-طب يلا بقي بدل ما اولع فيك انت
امسك ادم بعض المستندات :
اطلع انت طيب استني في العربية انا هودي الملفات دي لمكتبي
-طيب تمام
*************
توقف المصعد عند الطابق الأرضي فخرج منه وهو يبحث عن هاتفه بشرود
امسك هاتفه قبل ان يدلف للسيارة يُريد سماع صوتها لا يعلم لما اشتاق لها شعور غريب يراوده بأنه سيفتقدها ضغط علي رقمها وقلبه يُمنيه بأنه ستُجيبه انتظر لثواني قبل ان يصل اليه صوت انفاسها استغرب ردها علي اتصاله ولكنه قال بنبرة مُتلهفة:
ريم
ردت عليه بحدة:
نعم في ايه انا مش لسه شيفاك
ابتسم وهو يقول بخفوت وصوت غريب :
مش عارف حاسس انك هتوحشيني
شعرت بالتوجس وهي تقول بقلق:
سليم انت كويس في ايه
تنهد وهو علي وشك الأجابة عندم وصل لأُذنيه صوت صُراخ ادم بأسمه التفت له وهو يعقد حاجبية بأستغراب سُرعان ما تشنجت ملامح وجهه بألم من اثر تلك الطلقة النارية التي اخترقت جسد بعُنف تشبث بالهاتف بقوة وهو يقول بصوت مُتألم خافت:
بب بح بك
وكان اخر ما سمعه قبل ان يفقد الوعي هو صوت صراخها الباكي بأسمه:
سليييييم
************
في صعيد مصر
دلف المدعو ناصر علي والدة وهو يهتف بسعادة :
البجية في حياتك يا ابوي
نظر له والده "حامد" بعدم فهم :
البجية في حياتي في مين ؟
رمقه ناصر بثقة:
-في جوز بنت اخوك يا حاج
برقت عيني حامد بصدمة:
بنت اخوي مين يا مجنون انت اتهببت وعملت ايه

برقت عيني ناصر بنصر :
بعت رجاله يطخوه ونخلصوا
هتف به بشراسة وهو يُمسكه من ياقة جلبابه :
انت اتجنيت يا ولد المركوب حد يجف في وش سليم الحداد
حاو ان يُفلت يده وهو يُجيبه بحدة :
مش ناصر الصعيدي اللي تتاخد منيه حاجة هو عاوزها يابوي، خلي اخوك المحروس يفرح بجوز بنته بجى لما بنت تترمل
رمقه والدة بأمتعاض وهو يهدر به :
يابجم انت ماعتفكرش خالص، عجلك ده فيه اييه طين
هتف به بحنق :
جري ايه يا بوي اهو اللي حوصل، عشان بت اخوك المصون تبجي تفضله عليا
-مانت لو صبرت حبه كنت هتعرف ان عمك رجع البلد هو ونوارة من مدة ومش بتخرج من بيتهم واصل وكأنه مخبيها
برقت عينيه بصدمة :
ايه يعني ايه كلامك ده
-ماهو انت لو ولدي بحج هتفكر بعجلك بدل مانت حمار اكدة ،اني بعت حد يتجصت عن حياة سليم الحداد من اول ما عمك جال انه طالب يد نوارة وعرفت انه خاطب بنت عمه وعيحبها ومن غير مفهمومية اكده لو عايز يتجوز تاني هيسيب بنات مصر كلاتهم وييجي ياخد بنت عمك ليه ، الموضوع ده كان فيه حاجة مش مفهومة
-تجصد ان ممكن عمي يكون جوزهاله عشان مايجوزهليش
نظر له حامد وهو يرفع احدي حاجبيه:
او عشان تهديدي ليه بيها عاوز يأمنها منينا
-واه واه ده عمي ده طلع واعر جوي
قال حامد مستهزئا :
مش عمك اللي واعر ده انت اللي غبي تجدر تجولي لو سليم الحداد طلع عايش هتعمل ايه
اشاح ناصر بيده بحنق:
هعمل ايه يعني وهو هيعرف امنين ان احنا اللي ورى الموضوع ده حتي الرجاله اللي بعتهم املثمين
استند حامد علي عصاه وهو ينظر له بسخرية:
يبجي ماتعرفش سليم الحداد يا جحش ده راجل واعر في السوج جوي واللي يبجي واعر في السوج يبجي واعر في الحجيجة، ده مفيش حد من الحيتان اللي حواليه يجدر يهوبله انت عايز تجف جصاده
ارتبك ناصر داخليا ولكنه قال بصوت لامُبالي واثق :
انت ليه بتتكلم وكأنه هيعيش يعني دي الطلجة جات في صدرة يعني مش هيجوم منيها واصل
تنهد حامد وهو يحرك عصاه بغير هوادة والقلق ينهش في قلبه علي مصير ولده لو كان سليم الحداد علي قيد الحياة :
ربنا يستر منك لله يا ناصر دايما جايبلي وجع الدماغ منك لله ياخي
يتبع ❤

وليدة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن