مرت خمس سنوات عليها كالحُلم وهي لا تُصدق إِن حياتِها قد تغيرت ذلك التغيير الجذري
عندما تتذكر كيف تذللت لرجُل لتكون زوجة ثانية له يُصيبُها الخذي والحُزن فأين كان عقلُها لتُهين حالها وتُحقر من كرامتها من اجل حُب زائف حتي وإن كان ذلك الرجل الذي كانت تتوهم حُبه هو "سليم الحداد" كيف سولت لها نفسها لترقُض وراء رجل مُتزوج بل ويعشق زوجته عشق اذلي كيف، لو كانت تعلم ان النصيب حين يأتي سيكون جميلًا بهذا القدر لما وصمت ابيها بوصمة خذي كهذة
زفرت بِبُطء وصوت مُنخفض محاولة اسناء عقلها عن التفكير في الماضي رافعة عينيها لتنظُر لمعشوقها ليدُق قلبها بقوة من مُجرد النظر اليه لا تُصدق انها كان من المُمكن ان تتزوج بذلك الرجل الكريه "عبد القادر"!!
لقد كانت اصعب فترة مرت في حياتها ولكنها هذبتها وجعلت منها شخص اخر لرُبما كانت تحتاجُ لِبعض الحُزن كي يتبدل سلوكها العدواني ذاك
كان يجب ان تُدرك ان والدها لن يسمح بأن يوجعها لدرجة تزويجها لرجل كعبد القادر فهو يعلم مدي خسته وحُبه للنساء!!... كم كرهت في هذة الفترة الزواج والعلاقات وقررت ان لا تتزوج..
ولكن عندما تقدم خليل لخِطبتها وتزوجته شعرت بمشاعر غريبة لم تشعُر بها من قبل وعلمت وقتها ان مشاعرها لسليم ما هي الا انبهار بوسامته ووقاره ولكن الحُب الحقيقي هو ما تشعُر به مع زوجها الحبيب
ظلت تتطلع اليه بهيام وهو يلتهم الطعام بطريقته الفوضاوية المُحببه لها كيف يدُس وِرك الدجاجة بِفمهِ ويأكُله علي مرتين وكيف يُشمر اكمام جلبابه مُظهرًا ساعديه المُعضلتين الذين يتلونان بتلك السُمرة التي تعشقها تنهدت بصوت عاليه وهي مازالت تتأمله بعشق بينما توقف هو عن الأكل ناظرًا اليها وهو يعقد ما بين حاجبية قائلًا بصوته الخشن:
جري ايه يا ام ادم مش بتاكلي ليه اياك
ابتسمت بأتساع وهي تقول:
براجبك وانت بتاكل يا سيد الناس
لم تتغير تعابيره الجامدة وهو يقول بفظاظة مُخالفة تمامًا لما يشعُر به بداخل قلبه بسبب كلِماتها:
بطلي مُحن حريم يا مرا انتي وكلي مش ناجص دلع فاضي
لقد اعتادت علي فظاظته وقلة ذوقه ولسانه السليط ولكن يكفيها انهُ يعشقُها حتي وإن لم ينطق بها صريحة فهو يعشقها حد الثمالة وهذا ما هي مُتأكدة منه
تحدثت وبسمتها مازالت ترتسم علي وجهها واضعة يدها اسفل ذقنها تتأمله قائلة بحالمية:
واه واللي تجعد تراجب جوزها وابو ولدها وهو بياكل تبجي بتدلع اياك
حاول ان يتحاشي النظر اليها وهو يقول بنبرة مهذوذة من اثر المشاعر التي اختلجت صدره:
ادم فين يا ولية
تحدثت نوارة بعشق عن ابنها الذي لم يتعدي السنتين:
نايم يا جلبي فوج في جوضته
ذفر بقلة صبر من سيطرتها عليه والتي لا يتقبلها ابدًا رغم زواجهم الذي تعدت مُدته الثلاث سنوات الا انهُ لا تستهويه تلك المشاعر السخيفة من وجهة نظره:
وكلتيه بجا ولا انتِ كل اللي يهمك تجعدي تبصيلي بصاتك الماسخة دي
لم تُعر اهتمامً لفظاظته وهي تقتربُ منه مادده يدها لتلتقط قطعة صغيرة من الدجاج تُدسها بفمه بتروي جاعله منه يبتلع لعابه بتوتر من قُربها الذي يُدمنه..
**************
دخل الي القصر وهو منهكً للغاية كل ما يُريده هو حمامًا ساخن ونومة هادئة
لم يكد يدلف من باب القصر عندما انقض عليه كلًا من طفلتيه الغاليتين بالعناق والقبلات ضحك بصوت عالي وهو يعانقهما بحب قائلًا:
اللي يشوفكوا كده يقول اني كنت مسافر مش سايبكم انهاردة الصبح بس
قبلت ريم وجنته بدلال قاتل وهي تقول:
وهي ساعات الشُغل دي قُليلة يا حبيبي
نظر لها بعشق جارف وهو يُتابع دلالها المُمتع ذاك بعينين هائمتين
بينما نظرت لها ريم الصغيرة بحنق وغيرة وهي تُقبل وجنة والدها الأُخري قائلة بدلال مُماثل:
بابي انت بتوحش ريمة اكتر صح
ابتسم بحنان وهو يحمل كُلًا منهُما مِن خصرها متجهًا الي الأريكة :
صح يا روحي
شهقت ريم بتذمُر وهي تلكذة في صدرة بقوة:
صح ايه انت بتوحشني اكتر منها
نظرت ريم الصغيرة الي والدتها بحنق وهي تتعلق بعُنق سليم قائلة بتملك:
لا بيوحشني اكتر وهو بابي بتاعي انا بس
ثم احاطت بوجنتيه لتجذُب رأسه لها ناظرة لهُ بعينيها البريئتين الشبيهتان بعينا والدتها:
بابي انت بتاع ريمة بس صح
قهقه سليم قهقهات رجولية بسبب هذة الصغيرة الخبيثة فهي تعلم انهُ انه لن يكسر بخاطرها ابدًا
قبل وجنتها بعشق جارف قائلًا:
يا روح بابي طبعًا انا بتاع ريمة بس
ضحكت الصغيرة بمرح ناظرة لوالدتها بأنتصار طفولي
بينما تأملتهُما ريم بقلب مُنفطر وكأنها كمشته بالجُرم المشهود وهو يقوم بخيانتها.... نظرت لهُ نظرة حزينة لم ينتبه هو لها بسبب نظره ومغاذلته لابنته ثُم قامت تجُر اذيال الخيبة مُتجها الي غُرفتها وهي تُداري دمعاتِها التفت سليم يُراقب رحيلها بحنان وارتسمت علي محياة بسمة عاشقة وهو يعلم ان تلك المُدللة الأن ستتجه الي غُرفتها لتبكي بسبب غيرتها من ابنتهُم الصغيرة
التفت لأبنته قائِلًا بحنان وهو يُمسد خصلاتها الناعمة بأنامله:
حبيبتي بابي جاي من الشُغل تعبان وهيدخل ينام ماشي
عقدت الطفلة حاجبيها بتذمُر طفولي وهي تتعلق به قائلة بدلال:
بليذ يا بابي ريمة تنام في حضنك بليذ
تأملها بحنان وعشق فكم بدت تُشبه والدتها في هذة اللحظة كم اكرم الله عليه ليرزُقه بِنُسخة صغيرة من معشوقته لتُذكره بطفولتها معه
-لا يا روحي اقعدي انتِ اتفرجي علي الكارتون عشان لما اصحي نلعب انا وانتِ مع بعض ماشي
اومأت بسعادة وهي تقول بحماس:
حاضر يا بابي
ثُم عقدت حاجبيها مرة اُخري رافعة احدي سبابتيها في وجهه وبنبرة بغيرة واضحة قالت:
بس تلعب مع ريمة بس مش تلعب مع مامي
حاول سليم ان لا يضحك فتلك الصغيرة لم ترث وجه والدتها فقط لقد ورثت تملُكها ايضًا
ولكنه قال بجدية حين تحدث:
ريمة حبيبتي عيب كده مش انتِ بتحبي مامي
اومأت الصغيرة وهي تقول بصدق:
انا بحب مامي كتير اوي بس بحبك انت اكتر
من المُفترض لأي اب ان يشعُر بالأنتصار والسعادة عِند سماعِه مثل ذلك الكلام البريئ ولكنهُ تضايق في داخله فلو استمعت ريمتهُ الحساسة لتلك الكِلمات ستحزن
فنظر لطفلته بجدية قائًِلا:
ريم حبيبتي اياكي تقولي لماما كده عيب مامي بتحبك اوي وانتِ لازما تحبي مامي اكتر حد في الدنيا
حركت الصغيرة رأسها بنفي وهي تقول:
يا بابي انا بحب مامي كتير اوي بس انت بحبك اكتر
هز سليم رأسه بنفي وهو يقول بتروي:
لا يا ريمة انا كده هزعل منك ومش هكلمك لو قولتي كده تاني
برمت شفتيها وهي تُناظره برفض بينما قال هو بتأني:
ياروحي مامي بتحبك اوي ولو سمعتك بتقولي كده هتزعل منك
نظرت الصغيرة للفراغ بشرود قبل ان تقول:
ماشي يا بابي بس بردوا انا بحبك اوي خالص
قبل وجنتها بحب مُتنهدًا بابتسامة وهو ينهض للحاق بطفلته الكبيرة ليُراضيها
***********
أنت تقرأ
وليدة قلبي
عاطفيةهي من ملكت قلبي وعقلي منذ إن ولدت ، وازداد عشقها في التوغل في شراييني وهي تكبر امام ناظري ، هل تبادليني ولو نصف حبي ؟! هل تعشقني مثلما اهيم بها عشقا ؟ ام ان حبها من نوع اخر ؟! "منقولة" جميع حقوق الملكية تخص الكاتبة ♥️فاطمة صوفي ♥️