❤️الخاتمة❤️

130 7 0
                                    

في احدي الأُمسيات الهادئة نسبيًا كان يجلسون يتابعون احد الأفلام بأندماج في غرفتهم وبالطبع تُرافقهم ريم الصغيرة ويجلس سليم بالوسط بينما ريم تلقي برأسها علي احد كتفيه ويحاوطها سليم بيده والصغيرة ترقد علي قدميه
تمسحت ريم في كتفه قائلة بنعاس وهي تتثائب:
حبيبي ودي ريم اوضتها انا عايزة انام
لم تكد تُنهي جملتها عندما هبت الصغيرة تفتح عينيها وتتمسك بسليم قائلة وهي تنظر له بعينيها مُستعطفة اياه:
لا يا بابي بليذ يا بابي انام في حضنك مش توديني اوضتي
احتضنها سليم بحنان وهو يُمرر يده علي ظهرها قائلاً:
اهدي يا روحي في ايه
نفضت ريم يده وهي تقول:
يعني انتِ عاملة نفسك نايمة حضرتك عشان تنامي هنا
ثم التفتت لسلم تحدثة بحدة وهي تقول بتذمر:
سليم ماليش دعوة بقى ها
تشبثت ريم الصغيرة بخصر والدها اكثر وهي تحاول استرضائه
فزفر سليم بنفاذ صبر من هذا الشجار الذي يتكرر يوميًا قائلاً لأبنته بصوت حاني:
لازم تتعودي تنامي لوحدك يا ريمة عشان انتِ كبرتي
نفت الصغيرة برأسها بقوة وهي علي وشك البكاء:
بس انا مش كبرت انا صغننة خالص
ثم وضعت يدها الصغيرة علي رأسه ثم حركتها علي رأسها تقيص فارق الطول بينهُما قائلة:
شوفت بقي
لم يستطع منع ضحكته من الظهور علي براءة حديثها وهو يحتضنها مُستسلمًا لرغبتها بالنوم معهما
بينما وقفت ريم وهي تذم شفتيها وهي تقول متذمرة:
اشبع بيها اصلا ولا يهمني
ثم تحركت بخطوات مُنفعلة بأتجاه الفراش لتتسطح عليه ثم امسكت بالغطاء واندست تحته كليًا بحيث لا يظهر منها شيء
فضحك سليم بعشق علي تصرفاتها الطفوليه وهو يتوجه اليها مندسًا تحت الغطاء بجانبها وهو يُدغدغها بمرح فضحكت هي بصوت عالي محاولة ابعاده عنها وما هي الا ثواني وانضمت اليهم الصغيرة تُشاركهم المرح وضحكاتهم السعيدة تصدح بالقصر
***********
في نفس المساء ببيت ابراهيم والد اميرة
جلس كُلاً من نادر واميرة وابنتهم ووالد ووالدة اميرة علي طاولة العشاء يتناولون الطعام بصمت بينما يرمق ابراهيم نادر بنظرات مُمتعضة كارهه كُل بُرهه مما جعل نادر لا يلتفت له بالمرة حتي يمر العشاء علي خير
رفع رأسه عن طبقة ليطلب من اميرة بعض الماء
ولكنه حالما رفع رأسه انتبه علي ابراهيم الذي يبرق له عيناه فأنزل رأسه علي الفور بدون ان يطلب شيء قائلاً بصوت خافت مُرتاب:
هو الراجل ده ملبوس ولا ايه
مرت دقائق قبل ان يرفع رأسه مرة اخري وقد بلغ منه الظمأ حده ظانًا ان ابراهيم لم يعُد ينظر اليه وعندما رفع رأسه للمرة الثانية وجد ابراهيم ينظر اليه بنفس النظرة المُرعبة وقد ساعد وجهه الرفيع وشاربه الكثيف في جعلهُ مُرعبًا بحق
فنفض نادر الملعقة من يده قائلاً وهو علي وشك البُكاء:
طب وربنا منا واكل
التفتت كُلاً من اميرة ووالدتها اليه بأستغراب
اميرة وهي تعقد مابين حاجبيها بتعجب:
فيه حاجة يا حبيبي
اشار نادر بيده نحو ابراهيم بدون ان ينظر اليه قائلاً:
ابوكي بيبرقلي بعنيه من الصبح وانا ساكت انما كده كتير
رمقته بأستغراب قبل ان تلتفت لوالدها وهي تقول بتعجب هامس:
في ايه يا نادر انت شارب حاجة ولا ايه ما بابا بياكل اهو حتي مارفعش وشه من طبقة من ساعت ماجينا انت عايز تجر الشكل معاه وخلاص
هز نادر رأسه نافيًا وهو يلتفت لوالدها ليراه مُنكس الرأس وهو يأكل بهدؤ وملامح مُسالمة لدرجة انه جعله يشك في انه رُبما كان يتخيل فنكس رأسه هو الأخر في طبقة
ولم تمر لحظات قبل ان يرفع رأسه مرة اخري عندما اصابه شعور غريب بأن احدهُم يُراقبه فوجد ابراهيم ينظر اليه نفس النظرة مُبرقًا عيناه وهو ينظر له بشر بالأضافة الي ابتسامة مُرعبة ارتسمت علي شفتيه
فأمسك نادر يد اميرة يهذها خفية وهو يقول بهمس:
اميرة اميرة اهو اهو بصي بيبرق بعنيه تاني بصي
زفرت اميرة بنفاذ صبر قبل ان تنظر له بتحذير وتلتفت لوالدها لتري انه علي نفس الحالة يأكل بسلام
فألتفتت لنادر تنظر اليه شزرًا
فصمت هو ليُمرأ الليلة علي خير
مرت لحظات اخري وقد جعله الفضول يرفع رأسه مرة اخري فوجده يرمقه بنفس النظرة فرفع له نادر كلتا حاجبيه قبل ان يهب واقفًا وهو يُتمتم :
ده شكله لسه قاري رواية لأحمد يونس وهيطلعهم عليا
تحدثت حماته السيدة سُعاد عندما وجدته ينهض من علي الطعام:
رايح فين يا حبيبي انت ماكلتش حاجة
فأجابها وهو يتجه للشُرفة:
تسلم ايدك يا طنط شبعت
************
بعد وقت قصير من مكوثه بالشرفة اتت اميرة من خلف وهي تتوق خصره بيديها وتضع رأسها علي عضلات ظهره بحب قائلة:
ايه يا حبيبي انت ماكلتش
التفت لها بأبتسمها وهو يحاوطها بزراعه قائلاً:
الا قوليلي يا اميرة هو بباكي ازاي مدرس عربي
عقدت اميرة حاجبيها وهي تقول بعدم فهم:
تقصد ايه
-اقصد انه مدرسين العربي دايمًا بيبقوا طيبين ولُذاذ كده انما ابوكِ عاطي علي مدرس رياضيات رخمين وعاملين نفسهم عارفين في كل حاجة لو مدرس العلوم غاب يبقوا مدرسين علوم لحد ما ييجي مدرس علوم حاجة في منتهي الغتاتة
لكذته في صدرة بعُنف وهي تقول ضاحكة:
يخربيتك اسكت
رفع لها احدي حاجبيه قائلاً بمُزاح:
قصدك يحسن يسمع يعني علي فكرة ولا يهمني
ثُم ضحك بمرح وهو يصفعها بخفة علي ظهر رقبتِها:
يلا يبنت المُهزق
سمع صوت حاد عصبي من ورائه يقول:
اه يا قليل الذوق والأدب والأحترام مين ده اللي مهزق يلي ماشوفتش دقيقة تربية!!!
التفت له نادر بذعر وهو يقول بصدمة:
عمي!!
-عمي الدبب
ثم اندفع في مواجهته وهو يقول بعصبية شديدة:
عليا الطلاق لتروح انهاردة لوحدك وبنتي ما هتتعتع من هنا
قالت اميرة برفق محاولة تهدئته:
يا بابا اا
اشار لها ابراهيم بأصبعه بصرامة قائلاً:
اخرسي خالص يا اميرة بأختيراتك المهببة دي
ضاق صدر نادر زرعًا من ذلك العجوز فقال بصوت علي مُماثل لصوته:
انت هاتهددني بنتك عندك وابقي تف علي وشي لو جيت هنا تاني
************
في اليوم التالي
جلس نادر في السيارة بجوار سليم بعددا اقنعه بصعوبة ليأتي معه للتحدث مع حماه ليسمح لأميرة بالعودة فهو يعلم مقدار حب ابراهيم وتقديره لسليم فأستغل هذا بخبث
نظر بأمتعاض لسليم الذي يقود السيارة بوجه عابس :
انا مش عارف الراجل حمايا ده بيحبك وبيحترمك ازاي كده رغم انك ماتربتش اساسا
التفت له سليم وهو يرمقه بأشمأزاز قائلاً بتحذير:
انا لولا ريم كنت مستحيل اعبرك واجي معاك فاحترم نفسك احسنلك
ثم شملهُ بنظرة حانقة وهو يقول:
وبعدين حماك ده راجل محترم مش المفروض ابدًا تتعامل معاه بطريقتك المستفزة دي
رفع نادر طرف شفتيه مستهزء قائلاً بتهكم:
!! محترم
***********
وقف امام باب شقة ابراهيم المتواضع وهو يُملي علي نادر الوصاية العشر ثُم طرق رق باب الشقة بخفة
بعد بُرهة قال ابراهيم ببشاشة وابتسامة عريضة مُرحبة عندما فتح باب الشقة ليجد سليم:
اهلا اهلا سليم بيه اتفضل نورت البيت كله ليك وحشة
دخل سليم وهو يقول يهدؤ مع ابتسامة وقورة:
منور بأهله يا عم ابراهيم
بينما تبعه نادر وهو يقول بأبتسامة عريضة مظهرًا اسنانه البيضاء وهو يفتح كلتا يديه مرحبا:
عمي حبيب قلبي
تحولت ملامح ابراهيم من الترحيب الي الأمتعاض عندما لاحظ نادر وتركه ودلف مُكملاً وصلة الترحيب بسليم وكأنه يستضيف احد الوزراء المُهمين ببيته
فتمتم نادر بغيظ:
ما هو نادر ابن البطة السوده بروح امه راجل حزين جتك القرف في سحنتك
بعد الجلوس والترحاب جلس سليم وهو يقول بنبرة وقورة:
بس انا ليا عتاب عندك يا عمي ينفع كده يعني تزعل نادر وتحلف علي اميرة ماتروحش معاه
اشار ابراهيم لسليم بيده قائلاً بصوت هادئ:
انت يا ابني يرضيك عمايلة دي؟ وقلة ادبه وشتيمته ليها
يعني في المستقبل ممكن لو ده جوز بنتك هترجعهاله؟
هز سليم رأسه بخفة وهو يقول بهدؤ:
بصراحة يا حاج لو بنتي مش هجوزها لواحد زي ده اصلًا
صدع صوت نادر الحانق قائلاً:
متخليك محضر خير يا سليم انت جاي عشان تشعللها
وبعدين انا قولت ايه يعني عشان ده كله انا بقولها يابنت المهزق اجرمت يعني ولا اجرمت ماترجموني بالحجارة احسن اشار ابراهيم علي نفسة بعصبية وهو يقول:
ما هو انا راجل مُهزق فعلا عشان جوزتك بنتي
رد عليه نادر ببساطة شديدة:
طب حضرتك راجل مهزق انا ذنبي ايه وذنب بنتي الغلبانة ايه
ضرب ابراهيم يده في فخذية بغيظ مكتوم وهو يقول:
انت معاك حق عشان كده انا هصلح الغلطة دي ودوقتي
عقد حاجبيه بعدم فهم قائلًا بسخرية:
انت ليه محسسني انك قافشني انا وبنتك في شقة امم
قاطعة سليم وهو يضع يده علي فمه كاذًا علي اسنانه بعنف وهو يقول بصوت هامس من تحت ضرسة:
تعرف تسكت خالص انت كل مابتفتح بُقك بتعكها اكتر
ضرب ابراهيم قدمه علي الارض وهو يقول بأنفلات اعصاب:
طب طلاق تلاتة ماا
قاطعة سليم سريعًا وهو يقول بعقلانية:
يا عم ابراهيم لو سمحت ماتقولش اي حاجة وانت في الحالة دي
فنظر له ابراهيم مخرجًا انفاسه بأنفعال يحاول الهدؤ وكان يهم بالجلوس مُستمعًا لحديث سليم عندما
ازاح نادر يد سليم من علي فمه وهو يسقف بيده بطريقة شعبية قائلاً بصوت ساخر عصبي:
طلاق مين يا ابو طلاق ده انت بينك وبين الموت شعرة اعمل احترام لسنك ولمراتك الست المحترمة
ففز ابراهيم من مكانه مره اخري مُزمجرًا :
اطلع برا بيتي انا ماعنديش بنات ليك انت امثالك مالهمش ان الواحد يتعامل معاهم بذوق
قام نادر بطوله الفارع الذي يفوق ابراهيم بالكثير قائلاً بعصبية مُماثلة:
هو انا قولتلك طالب ايد بنتك دي مراتي
بينما خلف الستارةالتي تُطل علي غرفة الجلوس كانت تقف اميرة وهي تلطم احدي خديها مولوله بصمت بسبب زوجها الذي سيجعل والدها يخرج عن شعوره ويطلقها منه
فجائت نوران ابنتهُم الصغيرة من خلفها قائلة بصوت طفولي:
هو في ايه يا مامي
نظرت لها اميرة وقد طرأ لها فكرة فأنحنت في مستوي ابنتها قائلة بهمس:
نوري يا روحي ادخلي جوا عند بابي وامسكي فيه وماتسبيهوش ماشي
فأومأت الصغيرة وهي تستمعُ لها
بينما في الخارج كان الشجار قائمًا عندما رقضت الصغيرة تجاه والدها مُتمسكه بأحدي قدمية تقول بصياح:
بااابي
تمسك نادر بأبنته وهو يقول بتأثر زائف:
بنتي حبيبتي يا روحي ابوكِ حسبي الله ونعم الوكيل في اي حد عايز يفرقك عن حضني ربنا ينتقم من كل مفتري وظالم ماعندوش رحمة كان بيعمل فيكِ ايه يا روحي اكيد كان بيعزبك وبيطفي السجاير في شعرك اللي ينتقم منه ربنا
عقدت الصغيرة حاجبيها وهي تنظر له بعدم فهم فلكذها نادر خفية رامقًا اياها بتحذير من طرف عيناه فتأوهت الصغيرة بألم ناظرة لوالدها بحنق
بينما ضيق نادر عيناه وهو يخرج مُغلف شيكولاته من جيب جاكيته ليترأة امام عيني الصغيرة لتحاول نوران الأمساك به ليسحبه نادر سريعًا وهو يقول بهمس خبيث:
عيطي وامسكي فيا قدام جدو وانا اجبلك كتير
لتنظر له نوران للحظات وعيناها تذهب لجيب جاكيته الذي يضع فيه المُغلف دون ارادتها قبل ان تضع يدها علي عيناها مُتصنعة البُكاء وهي تصيح قائلة:
بابي اعااا خدني معاك مش تسبني
فأحتضنها نادر بدوره مُكملاً العرض التمثيلي:
بنتي حبيبتي خلاص يا روح ابوكِ ماتعيطيش انا مستحيل اسيبك ابدًا
لتخرج اميرة في هذة اللحظة مُكملة المسرحية وهي تضع يدها علي قلبها بطريقة تمثيلية مُبالغ بها قائلة:
بنتي حبيبتي ماتعيطيش يا قلب امك
ثم التفتت لوالدها تتظاهر بالأنكسار قائلة:
ارجوك يا بابا وديني معاها انا يستحيل اكسر قلب بنتي ولو هيعيشني خدامة تحت رجليها
كُل هذا تحت نظرات سليم الجلس بجانب نادر يرمُقهم بذهول وفم فاغر
قائلاً بهمس:
عيلة واطية
**************
بعد يومين جلس سليم يترئس سفرة الأفطار في جو عائلي رائع
امسكت ريم قطعة توست صغيرة مُغمسة اياها بمربة التوت لتدسها في فم سليم بحنان فأبتسم هو عاضًا اناملها الناعمة بخفة
فصدعت ضحكة ريم بقوة فجعلت منه ينكذها في خصرها بأبتسامة عاشقة لضحكتها
بينما قالت كوثر بمرح:
ماتحترموا نفسكوا انتوا الأتنين
فأبتسم لها سليم وهو يُطعم ريم بيده هو الأخر فقالت الصغيرة بحنق:
الصغيرين هما اللي بنوكلهم ومامي كبيرة
التفتت لها ريم ترمقها بحنق مخرجة لها لسانها بغيظ
بينما قال سلم في اذن ريم بحنو:
يابت دي صغيرة
حركت ريم رأسها بتذمر وهي تنظر في عينيه قائلة:
وانا كبيرة يعني؟
تأثر هو من نظرتها تلك فقال بحنان جارف وصوت خافت وهو يُمرر يده علي خصلاتها بعشق:
قطع لسان اللي يقول علي بنوتي القمر الصغنن دي كبيرة
فأبتسمت هي بخجل جعلته يميل عليها مقبلاً وجنتها بدون اي اعتبار لمن يجلس معهم
فقالت كوثر مرة اخري بضحك:
انتوا مش هاتجبوها لبر
ضحك سليم بقوة وهو يُمسك بمحرمة ويقوم بمسح يده قائلاً بضحكة مماثلة لا تُفارقة عندما تكون حبيبته متواجده:
انا قايم خالص يا ماما رايح المكتب
ريم بحنق:
انت مش قولت انك مش هاتروح الشركة انهاردة
مرر سليم يده علي وجنتها بحنان:
اه يا حبيبتي مش هروح بس فيه شوية اوراق محتاجة توقيع هييجي حد من الشركة يجيبهالي هنا اوقعها
اومأت ريم بسعادة وهي تقبل باطن يده بحُب
بينما قفزت الصغيرة من علي مقعهدها تقول بلهفة:
بابي عايزة اقعد معاك وانت بتشتغل بلييذ يا بابي بليذ
مال عليها سليم حاملاً اياها:
حاضر يا روح بابي
**************
بعد بضع دقائق في مكتب سليم بالقصر طرقت الخادمة باب غرفة المكتب فسمح لها سليم بالدخول
-سليم بيه فيه انسة برا بتقول ان عندها معاد مع حضرتك
اومأ لها سليم وهو ينظر لأبنته التي تداعب لحيته وتقبلها بأبتسامة:
دخليها
لم تمر ثواني ودخلت فتاة ايه في الجمال بقوامها الممشوقق وملامحها الشبييهة بالملامح الأوربية
وقفت الفتاة تنظر لسليم بأحترام قائلة:
اهلين سليم بيك كيف حالك
ابتسم لها سليم ابتسامة بسيطة وهو يشير لها بيده للجلوس:
اهلا ناريمان ازيك
ردت له الأبتسامة وهي تُعطي له ملف ما قائلة:
هادول الأورأ يلي محتاجين توأيعك
مد يده ليأخذ الأوراق منها بينما ترمق الصغيرة ناريمان بأمتعاض ناظرة لخصلاتها المُصففة بطريقة مُجعدة قائلة وهي تُمرر يدها علي خصلاتها شديدة النعومة :
هو انتِ ليه مش بتسرحي شعرك زي كده
ثم اشارت لها بأحد سبابتيها قائلة بتحذير:
علي فكرة انتِ كده العيال هيقولوا عليكِ ام شعر منكوش مامي قالت اللي مايسرحش شعرة يبقي وحش
رمق سليم صغيرته بصدمة قبل ان يبتسم بتوتر وهو ينظر لناريمان قائلاً:
حبيبة بابا لسانها طويل شوية
ابتسمت ناريمان لتلك الطفلة شديدة الجمال وهي تقول:
لا تحط ببالك استاذ سليم الولاد ابعمرا بيكونوا هيك
شهقت الصغيرة مُستنكرة وهي تلتفت لوالدها مُتسائلة بوجه عابس:
بابي انا ولاد
ابتسم وهو يُمسد خصلاتها بحنو:
لا يا ريمة انتِ احلي بنوتة في الدنيا هي ماتقصدش كده
تحدثت ناريمان بأنبهار وعينيها تكاد تخرج منها القلوب :
يا روحي عليها شو مهضومي
ذمت ريم شفتيها وهي تشوح بيديها في مواجهتها بحنق قائلة:
وانتِ منكوشة
قال سليم بصرامة :
ريم عيب كده
صمتت ريم مُتذمرة وهي تعقد ساعديها الصغيرين بحنق
بينما قالت ناريمان بحنو:
مايهمك سليم بيك انا ما زعلت منا هي طفلة
التفتت لها الصغيرة بغيظ طفولي بعدما كانت تُشيح بوجهها في الجهه الاخري وهي تتخصر
لها قائلة :
مش تكلمي بابي خالص انتِ اصلا اصلا معفنة
صدم سليم من كلام طفلته قبل ان يقول بحدة خفيفة:
ريم قولي لطنط انك اسفة دلوقتي
ترقرقت الدموع في عيني ريم وهي تلتفت لوالدها قائلة بصوت خافت باكي اخترق قلبه وهي تضع يدها الصغيرة علي عينيها:
مش هقول حاجة
رفع حاجبيه بتحذير لها وهو يحاول تجاهل دموعها الغالية علي قلبه:
ريييم
ذمت شفتيها بغيظ وهي تحاول النزول من علي قدميه موجهها كلامها لناريمان قائلة بصوت خافت باكي:
اسفة
*************
خرجت الصغيرة من غرفة المكتب وهي تبكي بصمت
في نفس اللحظة الذي كان نادر سيدق باب المكتب وعندما رأي دموعها انحني في مستواها يسألها بحنو وهو يُكفكف دموعها:
يا روحي بتعيطي ليه ابوكِ الدبش ده زعلك
اومأت برأسها قائلة بشهقة بُكاء:
بابي زعقلي عشان البنت الوحشة اللي جوا دي
حملها نادر وهو يحتضنها قائلاً بخبث:
بنت وحشة!!
مين دي يا ريمة
رفعت ريم يدها الصغيرة من علي عينيها وهي تقول حانقة:
بنت منكوشة وشعرها مش مسرح
ابتسم نادر وقد طرأت له فكرة للأنتقام من سليم بسبب كلامه مع حماه
قال بحنو وهو يُمرر يده علي خصلاتها :
ايه رأيك نخلي بابي يصالح ريمة ويترد البنت دي برا
نظرت له الصغيرة بعدم فهم وهي توسع عينيها ببراءة فأكمل نادر كلامة قائلا في اذنها بهمس:
انتي تروحي لمامي وو..
*************
بعد دقائق
ركضت الصغيرة وهي تصيح مُنادية لوالدتها بلهفة:
مامممي يا ماميي
جائت ريم سريعًا علي صُراخ طفلتها وانحنت تتفحصها بخوف وهي تقول:
في ايه حبيبتي مالك فيكِ حاجة
نفت برأسها بمعني لا وهي تضع يدها علي شفتيها مُقتربة من اُذن والدتها قائلة بصوت هامس:
شوفت بنت طويلة خالص في مكتب بابي وكانت بتحضنه
برقت عيني ريم بشراسة وهي تنظر للصغيرة قائلة بصوت حاد:
ست مين دي ياريم انتِ تعرفيها، شوفتيها قبل كده
نفت الصغيرة برأسها قائلة بتبرم:
لا مش اعرفها هي اصلًا شعرها كنيش ووحش وبابي قعد يحضن فيها ويقولها بس يا حبيبتي ماتعيطيش
وقفت ريم بحدة وهي تتجه لغرفة المكتب فقابتلها كوثر ونظرت لها بأستغراب قائلة:
في ايه يا ريم مالك
لم تستطع ريم كبح دمعاتها وهي تبكي بقوة قاصة علي مسامع كوثر ما قالته ريم لها
اتي سليم في تلك اللحظة وحالما استمع لصوت بكائها اتجه نحوها بلهفة قائلاً:
مالك يا حبيبتي في ايه بتعيطي ليه
نظرت له ريم وهي تقول بحدة رغم دموعها:
هي فين
نظر لها سليم بعدم فهم وهو يقول بتعجب:
مين دي
ازاحت يده بعنف وهي تقول:
البنت اللي كانت معاك في المكتب
قال وهو مازال يجهل مقصدها:
مشيت من شوية
شهقت باكية وهي تقول بصوت مبحوح :
بتخوني يا سليم وفي البيت عادي يا بجاحتك يا اخي قد ايه انت غشاش وكداب
عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يقول بصرامة:
ريم في ايه بظبط مالك انتِ اي حد هييجي يقولك كلمتين هتشكي فيا
نظرت له بقهر قائلة:
مش اي حد يا استاذ بنتك هي اللي جات قالتلي انك كنت حاضن واحدة في اوضة المكتب وبتقولها يا حبيبتي كمان بنتك هتكدب
برقت عينيه وهو يحول بصره لصغيرته فحركت رأسها تنفي ما تقوله والدتها فلم يُعر هو اهتمام لنظرات عينيها التي تنضح بالراءة وهو يتقدم منها بغية الأمساك بها
بينما صرخت ريم الصغيرة بزُعر وهي ترقض من امام والدها قائلة بصوت طفولي عالي:
انا مش قولت حاجة خالو نادر هو اللي قالي اقول كده انا مش ليا دعوة
صُدم نادر بعدما كان ينظر لسليم بتسلية وشماتة عندما التفت الجميع له بنظرات اتهام واستنكار
فقال بأرتباك وهو يشهق متظاهرًا بالتعجب:
اه يا قليلة الأدب يا مجرمة بتتبلي علي ابوكِ وكمان كدابة البت دي تتقتل قبل ماتكبر انا متأكد انها هتجيبلك مصايب في المستقبل
وضعت ريم الصغيرة يدها علي ثغرها وهي تقول لوالدها:
والله يا بابي ده كداب
التفت نادر مغادرًا بخطوات سريعة قائلاً:
طب السلام عليكم انا بقي
*************
كانت تجلس محتضنه كتف زوجها في شرفة غرفتها ناظرون للسماء بأسترخاء
عندما قالت نورا فاجأة:
هو انت لسه بتحب ريم يا معاذ؟
التفت لها معاذ ينظر لها بذهول من سؤالها المُفاجئ قبل ان يُدرك انها هرمونات الحمل التي تجعلها تتصرف وتقول اشيئًا غريبة فحاوط كتفيها وهو يقول بحنان وتروي:
انا مش هقولك اني ماحبتش ريم بس هاقولك اني دلوقتي مفيش ذرة حب في قلبي لحد غيرك ودي اللي انا متأكد منه يا نورا ماتشكيش في حبي لحظة
قالت له وهي تتمسك به بقوة وعيناها تتلهفان لأجابة سؤالها قبل ان تسأل:
طب هو انت بتحبني اكتر ما كنت بتحبها ولا كنت بتحبها اكتر
اجاب بصدق وهو ينظر لعيناها بحب:
ريم انا كنت بحبها من بعيد انما انتِ حبيتك مرتين مرة وانا بحاول اخليكِ توافقي ومرة لما عشت معاكِ فحبي ليكي مايتقرنش بأي حاجة حسيت بيها قبل كده صدقيني وريم دلوقتي بعتبرها زي اختي بظبط
لم تمل من السؤال وهي تقول:
طب هو انت حبتني امتي
ابتسم لها وهو يُجيب عليها:
تصدقي مش عارف انا فاجأة لقيت نفسي بغير عليكِ ومش طايق حد يقرب منك وبقيت بروح النادي كل يوم عشان اشوفك من بعيد مش عارف ازاي اصلاً وانا ماكنتش بطيقك في الأول
اقتربت منه بسعادة وعينيها تفيض بالحُب:
انا فرحانة اوي يا معاذ وبحبك اوووي
احتضنها بدورة قائلاً بهمس :
وانا بحبك اكتر
ابتسمت بحماس قائلة:
انت عارف لو طلبت مني اي حاجة دلوقتي هعملهالك من فرحتي
اقترب منها قائلاً بهمس وعينيه تنصب علي عينيها:
اي حاجة اي حاجة
اومأت برأسها بحب وقلبها يكاد يخرج من مكانة من فرط السعادة:
لو طلبت عيني مش هتأخر
قال بأبتسامة حالمة وعينان هائمة:
ممكن تعمليلي صنية مكرونة بالبشاميل وعليها جبنة مُنزريلا سايحة من عالوش كده
نظرت له ببلاها قائلة بعدم تصديق:
مكرونة بالبشاميل
-ماتنسيش الجبنة المُنزريلا
امتعضت ملامحها ناظرة اليه وكأنها تري مخلوق فضائي غريب يختلف كليًا عن ذلك الشخص الرومانسي الذي كان يتحدث منُنذ دقائق
**************
في غرفة ريم وسليم في القصر
اقترب منها بخطوات بطيئة ناظرًا لها تلك النظرة التي تُصيبها بالرجفة قائلً بصوت هامس:
شكل دلعي ليكِ علمك تقلي ادبك يا ريمة
تظاهرت بالقوة وهي تناظرة بتحدي مُخالف تمامًا لتلك المشاعر التي تراودها كُلما كان قريبًا منها وكأنها مازالت تلك المُراهقة المولهه بحُبه
قالت بأرتباك طفيف عندما انتبهت علي ضعفها امامه:
لو سمحت يا سليم احنا بنتكلم جد دلوقتي
اقترب منها كاسرًا تلك الخطوة التي كانت حاجزًا بينهُما ومد يده ليعتقل خصرها بقوة اشعرتها بالألم وهي تحاول التملص منه قائلة بخوف وضربات قلبها تزداد وتيرتها:
سليم لو سمحت سبني
قرب شفتيه من اذنها وهو يقول بهمس وانفاسه تلفح صفحات وجهها:
لما اربيكِ الأول يا حبيبتي
همست بصوت خافت ضعيف:
سليم
-نعم
تنفست بأضطراب وهي تقول:
انا ... اسفة
شدد علي خصرها بقوة اكبر قائلًا بسخرية :
اسفة!!...معقولة ريم هانم تعتذر لخاين زي ده حتي مايصحش
ارجعت رأسها عدة انشات قليلة للخلف لتتمكن من النظر اليه وهي تقول بندم:
انا اسفة بس انا بغير عليك اوي
اضطربت انفاسه من نظراتها النادمة المليأة بالبراءة المُزيفة لتستعطفه ولكنه ابي ان يستسلم لعينيها ككُل مرة، لقد افسدها بدلاله الزائد ذاك ويجب ان يؤديها
فك قيد يده من علي خصرها وهو يقول ببرود اجاد تمثيله:
اسبوع كامل
نظرت له بعدم فهم فأكمل هو بصرامة:
اسبوع كامل مش هكلمك وهبات في اوضة ريم
شهقت برفض مُقتربة منه تتمسك بخصره بزراعيها الناعمين تقول بأستنكار واستعطاف في الوقت زاته:
اهون عليك ماتكلمنيش كل الوقت ده يا سليم
اومأ بثبات وهو يحاول مُحاربة دقات قلبه المُلهة بها:
اه تهوني لما تعلي صوتك عليا قدام البيت كُله عشان كلمتين من عيلة صغيرة وكمان تقولي كلام قليل الذوق مايدُلش غير اني فشلت في تربيتك يا هانم تبقي تهوني مليون مرة
تمسكت به بقوة وقد ترقرقت بعض الدموع من عينيها وهي تقول بنبرة طفلة حزينة:
طب انا اسفة ومش هعمل كده تاني ابدًا صدقني
فك يديها المطوقة لخصرة وهو يُبعدها عنه بجفاء قائلاً:
اسفة ومش هعيدها تاني!.. الكلمتين بتوع كل مرة
اللي مابشوفش نتايجهم ولا انتِ بتعملي بيهم واي حد يقولك كلمة تشكي فيا وتبجحي بكل قلة ادب
نظرت له بأستعطاف:
وعد بجد اخر مرة صدقني
رفع اصبعه في مواجهتها بصرامة:
نص كلمة كمان وهخليها اسبوعين
لم ينتظر ردًا منها ولم يُعطيها الفرصة للكلام من الأساس وهو يعدل بذلته ويولي لها ظهره خارجًا من باب الغُرفة بثبات
************
بعد يومين
تسحبت خفية الي غُرفة صغيرتها محاولة عدم اخراج اي صوت اقتربت ببطئ من السرير فتبين لها سليم وهو يضع ابنتهُم علي صدره وينام قرير العين مُحتضنًا اياها والصغيرة تناامُ بسكينة علي صدرة
تنهدت وقد تسربت اليها بعض الغيرة فالأثنان ينامان براحة بينما هي تتسلل كل يوم في الليل لتُشاركهم هذه الراحة خفيه ذلك الخائن، كتمت انفاسها وهي تقترب من صغيرتها تحاول سحبها من احضان والدها برفق حتي لا يستيقظ ايًا منهُما ثُم وضعتها بجانبه واقتربت هي لتضع رأسها علي صدره وتحتضنه بحُب مُشتمه رائحته التي تعشقُها بأشتياق
ولم يمُر ثوانِ الا وانتظمت انفاسها ونامت علي
الفور بسبب الراحة التي تسربت اليها من جراء عِناقها له
بينما ابتسم هو وهو يحتضنها بدوره هذه الغبية تظُن انهُ لا يشعُر بها بينما ينتظرُها كُل يوم ليستطيع النوم براحة ما إِن يشعر بوجودها وتحاوطهُ رائحتها العطرة
قبل اعلي رأسها بحُب وهو يضحك بِصمت من تلك المُدللة التي افسدها بدلاله لها ويُريد اعادة تربيتها الأن بينما هو لا يستطيع مُعاقبتها حتي فهي خبيثة وتعلم مقدار سيطرتها عليه بالفعل
************
بعد اسبوعين
عاد من العمل مساءً بسبب كثرة الأشغال محاولاً عدم اصدار صوت رغم حنقه منها بسبب ساعات نومها التي زادت وما عاد يراها سوي في الصباح عندما يذهب للعمل لتتناول معه الأفطار مُتأفأفة بسبب اصراره عليها وايقاظها غصبًا ويعود من عمله فيراها نائمة بعُمق ووداعة وكأنها ليس وراءها قلب مُنهك بسبب قلة اهتمامها به فقط يُريد جُرعة صغيرة من الأهتمام والحُب منها لا يتحمل جفائها الغير مُتعمد ذاك فهو يكادُ يشتاقُ لها وهي بين ذراعيه... تنهد بتعب عندما وصلت بِه قدماه الي غُرفتهما مُتمنيًا ان يراها مُستيقظة ولو لدقائق ليروي قلبه الظمأن من عيناها دخل الغرفة فوجدها مُظلمة فتنهد بخيبة امل قبل ان تُشرق ملامح وجهه بسماع صوتها الناعم وهي تقول بنُعاس وكسل مخلوطة بفرحة غريبة:
سليم حرام عليك اتأخرت اوي انا مستنياك من مُدة
ارتسمت ابتسامة واسعة علي وجهه قبل ان يقوم بتشغيل الضؤ ويراها مُتسطحة علي اريكة بجانب الشُرفة تُمسك بهاتفها بملل فهرول لها مُشتاقًا ولم يُعطي لها الفرصة وهو يحتضنها بشوق شديد وسعادة لأنها انتظرت قدومه
سليم بهمس وهو يدس انفه في خصُلاتِها مُستنشقًا اياها بتخدر:
اخيرًا افتكرتيني
شعر بأبتسامتها ضد عنقة وهي تقول بهمس وانفاسها تلفح بشرته:
كل يوم ببقي عايزة استناك بس النوم بيغلبني
اخفض رأسه وهو يبتسم لاثمًا ارنبة انفها بعشق قائلاً:
وايه اللي اتغير بقي
سحبت يده بدلال وهي تقول بنعومة هامسة:
اللي اتغير اممم
ثم وضعت يده علي معدتها المُسطحة قائلة بأبتسامة فرحة:
انهاردة الصبح بعد مامشيت علي الشغل اغمي عليا و..
لم تُكلم كلامها بسبب نظرة الزعر التي رمقها بها وهو يقوم بأمساك رسغيها بخوف قائلاً بنبرة مُرتجفة ومنفعله:
اغمي عليكِ ازاي وازاي ماحدش يرن عليا ...طب طب طلبتوا دكتورة وقالتلك ايه؟...ماتردي ياريم مالك ساكته كده ليه
قال اخر كلماته بحدة فأجفلت هي ناظرة اليه بفم فاغر

فأعاد هو السؤال بنبرة اكثر خوفًا:
انتي ساكتة ليه
اخذت هي نفسها ببطئ وهي تضع يدها علي خده بنعومة قائلة بتروي:
يا حبيبي اهدي واديلي فرصة اقولك طيب مفيش حاجة تقلق بالعكس حاجة تفرح خالص
اصابته حالة من الغباء وهو ينظر لها بعدم فهم
فضحكت هي علي تعابيرة تلك وهي تعلم انه لا تُصيبه هذة الحالة الغريبة الا عندما يتعلق الأمر بها او بخوفه عليها
قالت بعد لحظات بصوت خافت وهي تُمسك بيده مرة اخري واضعه اياها علي معدتها:
انا....حامل
اغمض عيناه وفتحها عدة مرات وهو لا يستوعب الكلمة وشعور جميل يتسرب اليه وكأنه اول مرة يستمع لتلك الكلمة..حامل!!..هل قالت حاملاً هل ستأتي له بجزء صغير منها مرة اخري ووهل سيُصبُح ابًا لطفل جديد من حبيبته
ارتسمت ابتسامة سعيدة ومتلهفة علي شفتيه وهو يقول بهمس وقد استوعب الأمر ومشاعر جميلة ظهرت جلية في عينيه:
انتِ...حامل بجد بتتكلمي بجد
قالت بابتسامة مُماثلة وقد وضعت كف يدها شديد النعومة علي بشرة عُنقه تُمررها ببطئ باعثة لجسدة رجفة مُحببة لقلبة:
هتبقي بابا للمرة التانية
امال عليها مُلصقًا جبينه علي جبينها قائلاً بهمس خافت وابتسامتهُ تتسع :
تُقصدي للمرة للتالتة..
"لم ارى بلدًا تُرحب بالأحتلال كقلبى ذلك الخائن الذي استوطنتيه انتِ"♥️
تمت♥️

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وليدة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن