❤️ الفصل الثامن عشر❤️

233 10 6
                                    

- حرام عليك يابا يعني هتنقزني من اخواتك وترميني في الهلاك
-هلاك ايه يا نوارة قولتلك جواز علي ورق عشان تحمي نفسك وعشان تاخدي حقك احنا مش ضامنين اعمامك هيعملوا ايه ولا ناويين علي ايه
-اخد حقي بالجواز من راجل فلاح اكيد مش هيلتزم بالاتفاق اللي بينا ولا هيهمه جواز علي ورج ولا مش علي ورج
-واه انتي بتستعري من اهلك وانتي ايه يا نوارة جاية من البندر يعني مانتي فلاحة ابا عن جد ،وبعدين اطمني هو مش من البلد اصلا ومش فلاح زي ما جولتي
ردت عليه بدهشه :
مش من البلد اُمال منين ؟
-ده سليم ابن صاحب عمري محمود الله يرحمة اكيد عرفاه
توسعت عينيها من الزهول :
سليم الحداد!!!؟؟
-ايوه روحتلك وحكيتله ظروفي واني مش هثق في اي حد غير فيه واترجيته يوافج لانه جالي انه هيتجوز بنت عمه فهمته وجولتله انه جواز سوري علي ورج عشان يجف جانبيكي لو جرالي حاجة وهو وافج
تجاهلت نوارة كل حديثة عن سبب موافقته وعن زواجة باخري وانحصر تفكيرها علي نقطة واحده ان "سليم الحداد" ذاك الوسيم الثري ذو الرجولة الطاغية سيكون زوجها لم تتخيل هذا في اقصي احلامها
لمعت عينيها بسعادة واجابت بحماس زائد :انا موافجة يابا
-واه واه ايه الفرحة اللي في عنيكي دي يا نوراة اياكي تحطي امال عالجوازة دي يا بتي سليم وافج غصب عنيه انه يجف جنب مني ردا للجميل مش اكتر ،وجالي انه عيحب بنت عمه وعيتجوزها وكأنه بيجولي بالمحسوس اجده انك هتكوني مش اكتر من واجب يجضية
نوارة لأنهاء الحديث وهي تهم بالرحيل :اكيد اكيد يابا
راقب خروج ابنته وهو يتنهد بحزن عندما تذكر كيف كان مستغلا و استغل وعد سليم له منذ زمن بأن يرد المعروف
#فلاش باك
سليم بدهشه: عم عبد الرحمن !
عبد الرحمن بحب :ازيك يا ولدي
توجه اليه سليم بحب وهو يحتضنه :واحشني جدا
رد عليه وهو يحتضنه بشوق : اتوحشتك جوي يبن الغالي
-ايه الغيبة الطويلة دي يا عمي
عبد الرحمن بحزن : مامنعنيش عنك الفترة دي كلاتها الا الشديد الجوي يا ولدي
-في حاجة ولا ايه يا عمي مالك مهموم كده ليه ؟

-تعالى يبني اجعد وانا احكيلك
-اتفضل يا عمي قلقتني
-عارف انت طبعا المشاكل اللي بيني وبين اخواتي
-اكيد ربنا يهديهم
-فجروا يا ولدي الشيطان اتمكن منيهم جوي لدرجة انهم حاولوا يجتلوني لولا ستر ربنا كان زماني ميت دلوك
سليم بزهول :يقتلوك !
وصل بيهم الطمع للقتل ؟!!
-الطمع والجشع التنين لما بيتمكنوا من البني ادم بيدمر اي زرة خير جواته يا سليم
-وحضرتك سكت ازاي مابلغتش عنهم ليه وماجتش قولتلي وانا اتصرف؟
-غير اني وجتها مكنش معايا ايتها دليل علي كلامي بس ماينفعش يا ولدي انا عمري ما ابقي بنفس شرهم
وافكر في أذيتهم دول بردك اخواتي الصغيرين ابوي وصاني عليهم جبل ما يموت كيف عايزني اضرهم
-عشان هما ضروك يا عمي وانت كده بتاخد حقك مش بتأذيهم من غير سبب او بتظلمهم
تنهد عبد الرحمن بحزن -سيبك يا ولدي انا جايلك عشان حاجة تانيه
-اتفضل يا عمي اؤمر
-بتي نوارة يا سليم هي دي اللي انا خايف عليها اخواتي ممكن يجتلوها ولا يعملوا فيها حاجة عفشة انا مش هعيشلها العمر كله، جلجان وجلبي ما هيهداش عشان متوكد انهم ماهيسبوهاش افحالها انا كده كده ماريدش حاجة في الدنيا ومسلم بلي مكتوبلي
- بعد الشر عليك يا عمي ماتقولش كده البيت مفتوحلكوا انت ونوارة ويبقي خلي حد يهوب نحيتكوا وانا انهيه
-تسلم يا ولد الغالي، بس انا مش هسيب بلدي ولا ارضي انا جاي اطلب منك طلب وعندي رجاء انك هتساعدني ومش هتسيبني واصل ولا هتتخلي عني
-طبعا يا عمي اتفضل
-انا عايزك تكتب علي نوارة
هب سايم واقفا بزهول :
نعم حضرتك بتقول ايه انت ازاي تطلب مني حاجة زي كده اصلا ؟؟!!
-اجعد يا سليم انا مستحيل اعرض بتي كسلعة او ارخصها ابدا لاي حد حتي لو كان الحد ده انت، انا بطلب منك انك تكتب عليها عشان تحميها العمر مابجاش فيه كتير ورايد اطمن عليها، انا مش بطلب منك جواز بحج وحجيجي انا بطلب منك حماية لبتي في انك تتجوزها وتاخدها عندك لحد ماترد حجها وتسلمها لعريسها زي اي اخ كبير
جلس سليم وهو غير قابل ابدا لفكرة انه سيكون زوجا لغير ريم حتي ولو بالزيف
-عمي نوارة في عنيا وممكن اساعدها باي حاجة غير كده هي ممكن تيجي تقعد عندنا البيت فيه ماما وريم وعمتي وبنتها مش لازما موضوع الجواز ده

-انا عايز يبجا ليها ضهر جدام اخواتي مش عايز اخبيها منيهم هما لو عرفوا انك عتتجوزها مش هيجدروا يجربولها واصل ،انت ليه بتحسسني ان الموضوع صعب عليك اجده
-عشان الموضوع صعب فعلا يا عمي انا بحب ريم بنت عمي وهنتجوز ماينفعش اعمل كده ماينفعش و مش مستوعب اللي انت بتطلبه اصلا!!
-شكلي لجأت للشخص الغلط يا سليم شكرا يا ولد الغالي بس اوعاك تنسي ان الشركة دي وبجيت شركاتك ماكنش هيبجي ليهم وجود الا بسببي فاكر لما وجفت جمبيك من بعد ما ابوك مات وكنت لساك اصغير جولتلك كل فلوسي واملاكي تحت امرك وكنت مستعد اتخلي عن اي حاجة عشانك وجتها ،وانت مش عايز تعملي الخدمة البسيطة دي
نظر له سليم بصمت
-انا يا ولدي مش عايز اكتر من انك تكتب عليها بس لو ليا خاطر عندك وبعدين لما تضمن حجها واعمامها يعرفوا ان بجا ليها ضهر تتحامة فيه مستحيل يجربوا حداها خصوصا لو الضهر ده انت وماتجلجش الوضع هيبجي موجتا ولو علي بنت عمك مش هتعرف حاجة لحد ما الموضوع ينتهي
سليم وعقلة سينفجر من التفكير :
حاضر يا عمي هكتب عليها وهتيجي تعيش مع امي في البيت ومحدش هيقدر يهوب نحيتها بس مفيش حد عندي في البيت هيعرف بالجوازة دي .
-ماتجلجش يا ولدي
#باك
غامت عيناه بحزن وهو يخرج صورة من جيب جلبابة تجمعة بصديق عمرة ،ظل ينظر للصورة ويحدثها وكأن صديقه امامه
-سامحني يا محمود يا اخويا انا مجصدش ابدا اني اساومة بموضوع مساعدتي ليه بس مفيش حد هيجدر يجف للعجارب دول غيره
*************
في غرفة نوارة
تقف امام المرآة تنظر لأنعكاس صورتها بتأمل وهي تمسك بخصلة من شعرها بأطراف اصابعها
لا تصدق ان سليم سيكون زوجها ورجلها لطالما كانت تتمني نظره منه فقط عندما كان يأتي لزيارة والدها ،لطالما تطلعت اليه خفية وهي لا تصدق انه يوجد رجال بهذة الوسامة والرجولة الطاغية ،تنهدت بسعادة وهي تُمني نفسها بأنها ستجعله يعشقها ..
-هخليك تعشجني يا سليم وهنسيك اي واحده مهما كانت جمالها وفتنتها وده وعد من نوارة يا ولد الحداد
************
جلس في غرفته مهموم وهو لا يصدق ماذا طلب منه صديق والده وكيف ذكرة بوقفته الي جانبة واستغل امتنانه له ووعده برد جميله ذاك ،مرر يده علي وجهه بتعب وهو يحاول ان يتقبل الموضوع علي انه مجرد رد للجميل ولن يضر بشيء
سليم لنفسه- ده مجرد جواز علي ورق و الراجل ده وقف جمبك كتير في وقت ما كانت كل حاجة هتضيع ودي مجرد مساعدة عشان احميها من اهل والدها ،انت عمرك ماكنت ناكر للجميل عشان تتخلي عنه و تنكر فضله ،وبعدين مين هيقول لريم انت خايف من ايه كل حاجة هتحصل في الصعيد وهتفق مع البنت دي علي كل حاجة وهفهمها ان وجودها هنا عشان حمايتها مش اكتر والموضوع كله هاينتهي ، واكيد والدها فهمها كده ومش منتظرة مني حاجة يعني .
شعر براحة جزئية عندما ايقن ان كل شيء سيسر علي ما يرام
قطع استرسال افكارة ريم وهي تقوم بفتح باب غرفته بحنق: انت ازاي تعمل كده
شعر سليم لأول مرة بالرعب فماذا فعل هو غير موافقته علي الزواج من غيرها ، اخفي توتره وهو يقول بهدوء مفتعل:
في ايه ؟!
-حضرتك لسه مرهق وتعبان ايه اللي يوديك الشركة
تنهد سليم براحة :
ماتقلقيش يا حبيبتي انا كويس والله

-يعني ماتعرفش تاخد اجازة يوم واحد يعني ولا لازم تتعب نفسك
سليم وهو يتجه لها ليحتضنها :
ياروحي كل حاجة تمام انا مش تعبان والله
ريم وهي تبتعد عنه بخجل :
بردوا ترتاح يوم ولا حاجة
سليم بتعجب :
انتي بعدتي عن حضني ليه ؟!
-احم سليم انا موافقة علي كتب الكتاب
سليم بعدم استيعاب :
ايه؟؟!!
-موافقة علي كتب الكتاب
شعر سليم بسعادة لا توصف وقد نسي كل ما كان يفكر به مُنذ دقائق وهو يحملها ويدور بها في الغرفة
:مش مصدق بجد اخيرا يا عمري اخيرا
ريم وهي متخبطه بين شعور انها تريد ان تحتضنه وتشاركه سعادته وبين كلمات اميرة عن ان هذا لا يجوز :
سليم نزلني
-في ايه يا حبيبتي انتي مش عايزة تحضنيني ليه
-مش كده بس ..
-بس ايه ؟
ريم وهي تنظر لكل شيء ماعداه :
اميرة صاحبتي قالتلي ان ان كده حرام واني ماينفعش احضنك عشان انت لسه مش جوزي ،سليم بالله عليك ماتزعل
نظر لها بسعادة شديدة وفخر وهو يرفع وجهها في مواجهته :
عمري ماكون زعلان منك ابدا بالعكس اميرة معاها حق وعلي فكرة انا فرحان بانك مختارة صاحبة زيها متربية ومحترمة وبتنصحك كده
نظرت له بحب وهي تقول بمرح :
ربنا يديمك ليا يا سولي يا روحي انت
-لا بقولك ايه وحياة امك انتي تسكتي خالص بصوتك الناعم ده عشان انا هموت واخدك في حضني اساسا
-وحياة امي ؟!
تصدق بقيت بيئة اوي
رفع سليم حاجبية بزهول :
نعم ؟!
نظرت له بتوجس وهي تهم بالركض :
بهزر والله بهزر
ضحك سليم بقوة وهو يركض خلفها وقد نسي او تناسي كلام عبد الرحمن ..
***********
في المساء
كانت نورا جالسة في غرفتها تبتسم بحزن فقد اخبرهم سليم علي الغداء بموعد كتب كتابه هو وريم ،هي لم تحزن كثيرا فقط ايقنت الان ان سليم ليس لها ولن يحبها ولو قليلا شعرت بالغيرة الحارقة من ريم حينها ولكنها عندما فكرت بالأمر وجدت انها ليست مُزنبة المُزنب الوحيد هي والدتها التي لطالما اشعرتها ان سليم لها وحدها كانت كلما فقدت الأمل تُمنيها بأنه في اخر المطاف سيكون زوجها هي، لم تفكر بسليم ابدا كرجل ثري بل فكرت به كسليم فقط لم تعجب به لامواله عكس ماتتوقعه والدتها لقد احبت رجولته ان له جازبيه غريبة ليست موجودة بأحد غيرة ، لطالما احست انه سندها هي ووالدتها لم يجعلهم يحتاجون لشيء ولم يشعرهم يوما انهم ضيوف في منزله او انه يتفضل عليهم بأمواله، لم تري بنبله ورجولته احيانا تشعر انها تُحبه حب مختلف ليس كحب حبيب او زوج بل تحبه كأب حُرمت منه كسند وظهر ، لم تفكر يوما في ماهية مشاعرها كل ما كان يُهمها ان يكون سليم لها رجلها هي فقط ولا يهم المُسمي، تنهدت بحزن وقلة حيله وقد قررت ان تُغلق صفحته نهائيا من حياتها..
يتبع ❤

وليدة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن