❤️الفصل التاسع و العشرون❤️

201 8 2
                                    

لم يستطع الحراس اللحاق بتلك السيارة السوداء التي كان يتواجد بها اولائك المُلثمون بينما صرخ ادم برُعب بأسم صديقة وهو يركض بأتجاهه بعدم تصديق وقد تسابقت دموعه في النزول
هبط في مستواه وهو يقول ببكاء :
سليم فوق يا صاحبي ماتغمضش عنيك خليك مفتح ارجوووك
حاول ان يحمله بمساعدة احد افراد الحراسة وهو يقول بصراخ وصوت باكي :
سليم سليم رد عليا بالله عليك سلييم ماتغمضش عينك خليك صاحي .....حد يسوق العربية بسرعة يا بهااايم
************
كان كل هذا تحت انصات ريم الذاهله وهي تحاول انكار ما وصل لأُذنيها حياتها وروحها سليم خاصتها هي ابيها وعُمرها هل يمزحون!....حركت رأسها بعدم تصديق وقد وقع الهاتف من يدها وتيبس جسدها بالكامل وقعت تستند برُكبتيها علي ارض الغُرفة قبل ان تصرخ بهيستيريا وهي تضرب الأرض بيديها بعُنف بينما تسابقت دموعها الساخنة بالنزول تحرق وجنتيها :
سللييييم لا لا ....سليييم سليييم حبيبي سليييييم
لا مستحيل انتوا بتقولوا ايييبه سلييبم
اجتمع من بالقصر علي صوت صُراخها المُرعب وهم ينظرون لحالتها المُخيفة تلك بهلع
نظرت كوثر لها برُعب وهي تستمع لمُنادتها علي سليم بهذه الطريقة نزلت لمستواها وهي تُمسك كتفيها وتهزهم بغير صبر وقد تحولت نبرتها للصراخ :
ريم ريييم بصيلي سلييم ماله انطقي سليييم فيه اييه اتكلمي ياريم
رفعت ريم رأسها اخيرا وهي تنظر لها بتيه وتقول بضياع:
سليم ...سليم سليم يا ماما عايزة سليم اااه هاتولي سليم
قالت اسمه بلوعة وقلب مُنفطر وقد ارتمت في احضان كوثر وانخرطت في بُكاء مرير وعقلها غير مُتقبل لتلك الفكرة التي ستودي بقلبها
شخصت عيني كوثر من ردة فعل ريم وهي تقول بهلع علي فلذة كبدها :
ريم قوليلي سليم في ايه حرام عليكي ابنيي ابني جرالهه ايه يا حبببيبيي جرالك ايه يا قلب امك
اقتربت ثرية من كوثر التي تبكي بأنهيار وتُنادي بأسم ابنها وهي تحتضن رأس ريم :
يا كوثر اهدي احنا منعرفش ايه اللي حصل وايه وصل ريم للحالة دي اكيد سليم ماجرلوش حاجة مستحيل يجراله حاجة
كوثر ببكاء :
ايه اللي وصل ريم للحالة دي يا ثرية غير ان سليم جرالة حاجة انا قلبي من الصبح بيوجعني هاتولي ابني يا ابني يا حبيبي
-طب نرن علي ادم ونطمن ولا ا..
-ماما
قطعت ثرية كلماتها عندما استمعت لصوت نورا الباكي الأتي من خلفهم
التفتوا جميعا لحالتها وقد ازداد قلقهم
قالت نورا بعد بُرهه بصوت باكي :
ماما دُرية زميلتي اللي شغالة في شركة سليم اتصلت بيا وقالت ان سليم اتضرب بالنار ونقلوه المستشفي
صرخت كوثر بهلع علي ولدها بينما قالت ثرية بدموع :
مستشفي ايه يا نوراا انطقي
-قالتلي ان ادم اللي وداه وهما مايعرفوش حاجة
اخرجت ثرية هاتفها تبحث عن رقم ادم بأيدي مُرتجفة وهمت بالأتصال به
بكت ريم بصوت يفطر القلوب لقد كان لديها امل ان تكون قد فهمت خطأٍ والأن تأكدت بسبب حديث نورا تشعر بالموت بل الموت اهون من ان يُصيب سليم مكروة
**********
تحرك ادم بغير هوادة وهو ينظر برُعب ودموع لغرفة العمليات التي دخلها صديقة من فترة قصيرة
مازال لا يُصدق ان سليم بالداخل مُصاب يصارع الموت قلبه يؤلمه بشدة علي فكرة فقدانه، لا يا الله اتوسل اليك لن يتحمل سيموت لا محالة سليم ليس صديقة انه قطعة من روحة اخية وعائلته وكل ما يملكه في هذا العالم لا يحب احد بمقداره، ان حدث له شيء سيتحطم لا محالة
جلس بثقل وكأنه يحمل هم الدنيا علي عاتقه
صدع صوت رنين هاتفه فأبعده من افكارة السلبية
اخرج هاتفه من جيب بنطالة بغية قفلة ولكنه وجد عمة سليم من تطلبه زفر انفاسه بألم قبل ان يُجيب بصوت اجش :
الو
اتاه صوت ثُرية القلق :
ادم سليم فين جراله ايه
-حضرتك عرفتي ازاي
-مش وقته يا ابني احنا هنتجنن طمنا عليه هو في مستشفي ايه
اجابها بصوت خافت:
لسه داخل العمليات من شويه يا طنط ادعيله
ثرية ببكاء:
مستشفي ايه يا ادم رد عليا

- مستشفي ال***** اتمني حضرتك ماتقوليش لريم ولا لطنط كوثر لحد مانطمن
-البيت كله عرف يا ادم خلاص
اغمض عينيه بقلة حيلة وهو يغلق الهاتف ويوجه انظارة لغرفة سليم بحزن
****
بعد فترة من جلوسة سمع صوت بكاء اتي من اخر الرواق فتنهد بحزن فهو لا يتحمل ضغط علي اعصابة اكثر من ذلك
وقف مواجهتهم حالما وصلوا اليه وهو يقول بتوتر :
يا جماعة الوضع مش مستحمل والله الدكتور لسه ماطلعش اهدوا
بكت كوثر وهي تجلس بقهر علي ولدها وسندها في الحياة
نظرت ريم لغرفة العمليات وهي في حالة ذهول وقهر سليم حبيبها في الداخل يُصارع الموت وحده هل سيموت ويتركها؟... ولكن هل يوجد حياة بدونه من الأساس !
انخلع قلبها من فكرة الموت وقد داهم عقلها الدوار ولكنها حاولت تمالك نفسها بقوة تريد رؤيته ستموت ان لم تفعل عضت شفتيها بعنف تريد ان تتماسك ولكن الدوار قد زاد وقد زاغت عينيها واصبح كل شيء ضبابي امامها لم يستجب جسدها لفكرة الصمود وقد اصبح ثقيلا سُرعان ما تهاوي ووقعت ترتطم بأرضية المشفي بعُنف
انتفضوا جميعا مُلتفين حولها
تلفقتها كوثر في حضنها بجزع وبكاء :
يا ريم حرام عليكي مش انتي وهو في يوم واحد حرام عليكوا فوقي يا حبيبتي
لم تستمع اليهم وقد غرقت في تلك الدوامة السودا وتم نقلها لأحد غرف المشفي تحت بكاء كوثر علي اولادها
***********
مرت ساعات واخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات فهرع الجميع اليه
ادم بقلق :
سليم عامل ايه يا دكتور العملية اتأخرت كده ليه
قال الطبيب بعملية ونبرة مُتعبة:
الحمد لله المريض اتكتبله عمر جديد
تنهد ادم براحة
بينما بكت كوثر بفرحة :
طب هو احنا نقدر نشوفه يا دكتور
-لا مش دلوقتي خالص هو هيتنقل لأوضة العناية لمدة ٢٤ ساعة لحد ماحالته تستقر الأول
-مش حضرتك قولت انه كويس يا دكتور
- قولت ان العملية عدت علي خير ونجحت بس هو خارج من عملية صعبة الطلقه كانت قريبة جدا من انها تصيب القلب لولا ستر ربنا
جلسوا بحزن لم يمروا بهذا الموقف قبلا لقد كان سندهم جميعا الحائط الصلب الذي لا يميل
ان يروه في هذة الحالة لهو اشد الأمور حزنا علي قلوبهم جميعا
*************
مرت اربعة وعشرون ساعة علي الجميع بصعوبة شديدة مرت بقلق وبكاء وحزن ،اصرت كوثر علي ثرية ونورا لييذهبوا للقصر لكي لا يبقي عدد كبير في المشفي
بينما افاقت ريم من اغمائها وظلت تبكي بقهر علي حبيبها خاصة عندما لم يسمحوا لها بزيارته ظلت تنتظر بقلب مُنكسر وقد اصابها الهوان وبهتت ملامحها في تلك الساعات ، جلست مُنفصله عنهم جميعا فقد تنتظر بقلب مُضطرب ان يسمح لها الطبيب بزيارته ،فقط من عدة سعات بدونه زبلت بهذة الطريقة واصبحت بلا روح انها لا تستطيع الحياة بدونه حتما الحياة بدون سليم كابوس سيء ولا تتمني ابدا ان تحياه
خرج الطبيب بعد فترة من غرفة سليم
فنظر الجميع اليه بقلق
ادم بتعب:
ها يا دكتور حالته عامله ايه دلوقتي
-الحمد لله الحالة استقرت وباين ماشاء الله سليم بيه جسمة قوي وصحته كويسة

تنهد ادم وكوثر براحة بينما قالت ريم بدموع:
طب ينفع اشوفه لو سمحت
نظر لها الطبيب سُرعان ما ابتسم عندم رأها فرغم بكائها الا ان مظهرها ذكرة بأبنته الصغيرة بريئة ولطيفة بشدة تكلم بحنو :
حاضر تقدري تدخليه دلوقتي حالته استقرت جزئيا بس مافقش ان شاء الله هايفوق في اي وقت
ابتسمت ريم بدموع وكاد قلبها ان يخرج من مكانه من اللهفة والشوق :
الحمد لله يارب الحمد لله
رحل الطبيب بينما دخل ثلاثتهم غرفة سليم
اتجه كوثر وادم اليه بينما تمتمت كوثر بدموع وهي تقبل جبينه بحب:
الحمد لله يارب الحمد لله
ابتسم ادم لها :
ماتقلقيش يا طنط هيبقي كويس ماتخفيش
-يارب يابني يارب
بينما ريم اول ما وقعت عيناها علي جزعه العلوي المُغطي بتلك الأشياء الطبيه بكت بصمت لم تراه قبل هكذا ان مظهره مؤلم لقلبها مؤلم بشده توجهت نحوه بخطوات بطيئة، وقفت علي الجانب الأخر من السرير تُمسك بكف يده لتشعر بوجوده حولها ظلت تقبل باطن يده وجبينه بحب وهي تقول ببكاء:
حبيبي ارجوك اصحي انا اسفة اني زعلتك ارجوك اصحي ومش هزعلك تاني ياروحي كلنا مانسواش حاجة من غيرك يا عمري كله ارجوك ماتسبنيش يا سليم ارجوك
كوثر بحزن :
اهدي ياريم يا حبيبتي بلاش نتعبه
-مش قادرة يا ماما مش متعودة اشوفه كده انا بموت حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة اتخيل اني كان ممكن اخسرة
نظر لها ادم وهو يتذكر حديث صديقه معه قبل الحادث عن حزنه من عدم مُسامحتها له فلو يعلم الأن كم هي مُنهارة وكادت تموت من اجله .
مرت عدت ساعات وقد اتي نادر بعدما علم بأصابة سليم اما ادم قد خرج ليأتي لهم بالطعام بينما جلست ريم وهي مازالت تتمسك بكف يدة وكأنها تُطمئن حالها بوجودة
حاول نادر التخفيف عنها فقال بمرح :
يابنتي انتي مش الدكتور قالك انه كويس ولا انتي مصرة تفضلي عيوطة طول عمرك
نظرت له ريم بحنق رغم دموعها وهمت بالرد عليه الا انها سمعت ذلك الصوت المُتعب الذي اخترق قلبها :
ماتقولش علي مراتي عيوطة يلا
توسعت عينيها سُرعان مالتفتت له ولم تمهله الفرصة وهي تمسك به تحتضنه وتقبل كامل وجهه ودموعها تهبط بغزارة :
ياروح قلبي انت بجد صحيت انت بتتكلم بجد انت فوقت ماتعملش فيا كده تاني يا سليم ربنا يخليك ليا ربنا مايحرمنيش منك ابدا
انكمش ملامحه بألم :
ااه يا مجنونة حاسبي
سحبت يدها سريعا من علي جانبة المُصاب واقتربت بوجهها تقبل عينيه ووجهه بأعتزار ودموع :
اسفه ياروح قلبي ماخدتش بالي والله
تحدث نادر بمرح وسعادة لسلامة سليم :
ماتحترمي وجودي شوية يا بت ده انتي عيارك فلت
خرجت كوثر من ذهولها وهي تتقدم منه ببكاء :
يا حيبي يابني كنت هموت عليك ربنا يخليك لينا
تحدث سليم بصوت مجهد:
طب بتعيطوا ليه دلوقتي
امسكت ريم كف يده تقبله:
انت ماكنتش عارف ايه اللي حاصلنا احنا كنا بنموت عليك مش عايزنا نعيط كمان
نظر لها بعشق وهو يجزب يدها له ويقبلها هو :
ماتقلقيش يا روحي والله انا كويس
قال نادر بحب :
حمد الله عالسلامة يا بطل
ضحك سليم عليه بتعب:
بطل ايه هو انا خارج من حرب الاستنزاف
نظرت ريم لنادر بحنق :
خالو ماتضحكهوش لو سمحت عشان شكله تعبان

رفع نادر حاجبية بذهول:
اه يا مجرمة
رمقته بجانب عينيها بأمتعاض وهي تتجاهل كلامه
و تلتفت لسليم بلهفة :
حبيبي انت مرتاح اعدلك المخدة
حرك رأسه وهو مازال يتأمل ملامحها بهيام:
لا يا روحي كده تمام ماتقلقيش
حدق بهم نادر بغيظ :
تصدقوا ان انا راجل مهزق ان انا جيت اساسا
نظرت له ريم بسُخرية
:نينينينيني
ضحك سليم بقوة علي تعبيراتها الطفولية
في نفس الوقت الذي دخل به ادم فاستمع صوت ضحكاته المُتعبه
نظر له بسعادة يقترب منه وهو يحاول أحتضانه :
سليم انت كويس يا صاحبي حرام عليك يخي كنت هتموتني
صرخت ريم بوجهه وهي تتمسك بسليم بقوة :
انت هتحضن مين انت مش شايفه تعبان
حول ادم انظارة لها وهو يقول بحنق طفولي وكأنها ستسرق منه قطعة حلوي:
ده صاحبي
ردت عليه بصوت عالي :
وجوزي
قال ادم بصوت حانق :
شايف يا سليم
ضحك بخفه وهو ينظر لريم :
اه شايف مالكش دعوة بمراتي يلا
ابتسمت ريم وهي تنظر لأدم بأنتصار
بينما تقدم نادر من ادم يجزبه من يده :
تعالي اركن جمب اخوك احنا مالناش مكان هنا
لم تعرهم ريم اهتمام وهي تمسد علي خصلات سليم :
خالو ممكن تنادي علي الدكتور وتقوله ان سليم فاق
اشار لها بيده وهو يهم بالخروج من الغرفة لينادي للطبيب:
ايوه ماهو نادر ده الخدام اللي سي سليم شراه لحضرتك
عقدت ريم حاجبيها وهي تنظر لسليم بتعجب:
هو زعل ليه
ابتسم لها بحب :
عشان قموصة ياروحي
ثم وضع يده علي وجهها يمررها علي ملامحها بحنو :
حبيبتي ممكن تطلعي برا ثواني انتي وماما عايز ادم في كلمتين
قبلت كوثر جبينه :
حاضر يا حبيبي انا قدام الأوضة
بينما شهقت ريم بأعتراض :
ومش معنا ادم بقي
ابتسم بعشق علي تصرفاتها الطفولية :
معلش يا ريمة ممكن بس خمس دقايق عايزة في حاجة مهمة
اومأت له بغيظ وهي تخرج بخطوات مُتزمرة تحت ضحكات كوثر
وجه انظارة لأدم وقد تحولت تعبيرات وجهه تماما عن المرح:
معرفتوش مين اللي عمل كده ؟
-ماتقلقش يا سليم اللي عمل كده هانجيله وهايدفع التمن غالي ..
يتبع ♥️

وليدة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن