❤️الفصل الثاني و الثلاثون ❤️

200 8 1
                                    

توقف السائق امام مبني الشركة الأم بينما نظرت هي الي المبني بتردُد تتذكر اخر مرة قد اتت بها الي هُنا وفي اليوم ذاته اعترف لها بالحُب للمرة الاولي، كم اشتاقت للحديث معه وكم سأمت من تجاهله ومُعاملته لها ببرود ووجوم حتي عندما حاولت اسفتزازه بمُخالفة اوامرة لم يُعلق وكأنها لم تعد تعنيه!!
تنهدت بحزن دفين وهي تتذكر اصرارة علي الخروج من المشفي بل ومزاولته للعمل بعد ايام بسيطة من خروجة رغم اعتراض الطبيب لذلك ولكن متي استمع سليم لكلام احد غير عقله
ترجلت من السيارة وهي تحاول تمالك حالها فقد قررت بعد اسبوعين كاملين من الجفاء والمعاملة القاسية من طرفه ان تُبادر هي بالصُلح، كيف لهُ ان يملُك قلباٍ قاسياً بهذة الدرجة التي تخوله لتجاهلها كل هذة الايام وبالمُقابل هي لا تتحمل ان تبتعد عنه ولو ليومٍ واحد
لا يأتي الي البيت الا نادراً ويتجنب رؤيتها وكأنها اصبحت لا شيء بالنسبة له، كَم هو شعور سيء وقاسي ان يتجاهلك احبُ الناسِ لقلبك اصبح تذكُره يُثير داخلها حالة من الشجن والألم
**************
توقفت امام مكتبه وهمت بالدخول عندما اوقفها صوت مُساعدته :
ريم هانم انا اسفة لحضرتك سليم بيه عنده اجتماع مع الأنسة دانا وقالي مادخلوش حد
جحظت عيني ريم قبل ان تتوحش نظراتتها وهي تُفكر انه يجلس مع تلك الشمطاء بمُفردهما فأندفعت لغرفة مكتبه تفتح بابها بقوة غير ابهه بمُنادات نهي عليها
حال دخولها التفت لها اربعة رأوس من بينهما سليم الذي نظر لها بذهول وتلك الشمطاء دانا ورجلين اخرين
قضمت شفتيها بخجل وهي تتجنب النظر لهم قائلا بصوت مُنخفض:
اسفة
بينما وقف احد الرجُلين يتطلع بها بأنبهار قائلاً بلُغة عربية ركيكة وهو ينحني نصف انحنائة:
ما هذا الجمال يا الاهي انني اُحيي الجمال العربي من خلالك جميلتي
توسع بؤبؤ عينيها من كلماته وبدون شعور حولت نظراتها لسليم فوجدته ينظر للرجل بوحشيه قبل ان يهب واقفاً وهو يهدر به بصوت شرس غير مُهذب بالمرة:
انت بتقول ايه يابن الكلب انت
تراجع الرجل خطوة للخلف بخوف وهو يقول بتلجلج:
سيد سليم انا فقط امدحُها
اقترب منه وهو يُمسكه من مُقدمة ملابسه ويقوم بهزه بعُنف:
روح امدح امك يا حيلتها
كاد الرجُل ان يختنق وهو يحاول ابعاده:
سيد سليم ارجول هذة ليست طريقة للحوار
زادت قبضت سليم شراسة قبل ان يهبط عليه بضربة رأس جعلت الرجل يصرخ الماً
بينما نظرت له دانا بصدمة وهي فاغرة الفاة فمن المُستحيل ان يكون هذا هو ذاك الرجل الوقور الراقي الذي كان يتناقش معهم في العمل مُنذ قليل حاولت الخروج من صدمتها وهي تقترب منه بحذر قائلة بصوت خائف:
سليم لو سمحت سيبه ماينفعش كده
التفت لها سليم يرمقها بنظرة قاتله قبل ان يُفلت الرجل من يده بعُنف:
قولي لضيوفك ان الصفقة اتلغت ومفيش زفت وياريت تطلعيهم قبل ما افقد اعصابي
قال له الرجُل الأخر بذهول :
ألم تفقدها بعد يا رجُل!!
نظرت دانا لريم بأتهام وبغض وهي تقول لسليم بتروي:
سليم الصفقة دي مُهمة وكبيرة وهنستفاد منها لو سم..
هدر بها بشراسة:
دانا خدي ضيوفك واطلعي برا مش عايز اسمع كلمة زيادة
توقفت دانا عن الكلام وهي تومئ بالموفقة:
تمام يا سليم
تحركت بغيظ وهي مازالت ترمُق ريم بكرة وامتعاض بينما تجنب الرجلين النظر لها خوفا من ذلك الهمجي
اما ريم فتجاهلتهُم وهي تنظر بطرف عينيها لسليم تحاول الخروج بهدوء من الغرفة ظناً انهُ لن يُلاحظها لترتعد اوصالها وهي تشعُر بيده تقبُض علي عنُقها وتسحبها ويده الاخري يُغلق بها باب مكتبه بعُنف
التفتت له وهي تنظر له برُعب
اجفل لثوانِ عندما التقطت عيناه نظرة التوسل في عينيها وبدأ بالتنفس بوتيرة سريعة وقلبه يخفُق بطريقة غير مُنتظمة بالمرة وقد تشنج كامل جسدة لمرأها، لمذا تتحكم به عينيها هكذا حتي انها من مُجرد نظرة اصابته بالضياع وكأنه هائم في بحر غُربتهم لما تمتلك ذلك القدر من البراءة والجمال لما عليها ان تكون بتلك النعومة والرقة المُفرطة اه منكِ حبيبتي ستتسببين بجنوني يوماً، ارتسمت ابتسامة خافتة علي جانب شفتيه وهو يتخيل ذلك اللقب "مجنون ريم" فأن كان الجنون هو حُبها فقد وصل للمرحلة الأخيرة منه
بينما تحولت نظراتها من الرُعب عندما لاحظت نظراته لها بتلك الطريقة
تأملت عينيه بتيه وقد فقدت الشعور بكُل ما يُحيط بها فقط تري دفئ عيناه وان حاول التظاهر بالبرود فأن سليم رجُلها الحنون يُحارب ذلك البارد ليظهر ظلت تُحدق بهما للحظات وهي تتسأل بداخِلها ككُل مرة تلتقي عيناها بعيناه..
ما لونهما اهما غاباتِ زيتون مُحاتطان بالعسل او ربما قذديٍر من العسل مُختلط ببعض النباتات الخضراء، لا لا هذا ولا ذاك انهُما يحملان ذلك اللون الكهرماني النادر، اختلفت الألوان والسحر واحد
همست بصوت ناعم تائه:
سليم
اخرجه مُناداتها بأسمه من حالته تلك فنفض رأسه بخفه محاولاً الهروب من سحر عينيها وقد نجح في استعاد جزء من سيطرته وهو يقول بصوت اجش صارم:
انتِ ايه اللي جابك هنا
رمقته بصدمة بسبب نبرته الجافة تلك فكيف يحادثها هكذا بينما عينيها دافئة ومُحبه
تكلم بعد لحظات عندما جاوبه صمتها:
ايه هستني كتير ولا ماسمعتيش انا قولت ايه
اخفضت عينيها ارضاً وهي تقول بخفوت:
انا عايزة اتكلم معاك
اولاها ظهره وهو يغمض عينيه بقوة بسبب صوتها الناعم ذاك
ولكنه حين تكلم قال بصرامة:
مش فاضيلك ده مكان شغل مش مكان للعب العيال

وليدة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن