الجزء الثامن و الأربعون: وقت الإعتراف

297 15 14
                                    

- إذا كان الناس يفضّلون في بعض الأوقات تذكّر الأيّام الجميلة من الماضي، فإن الأيّام القاسيّة يصبح لها جمالٌ من نوع خاصّ، حتى الصّعوبات والمعاناة التي عاشوها تتحوّل في الذاكرة إلى بطولة غامضة وممتعة، فهم لا يصدقون أنهم احتملوا كلّ ذلك العذاب واستمرّوا بالحياة.

- عبد الرحمن منيف 📚.

روايه : ١١:١١ ( حبيب عمري )

بقلم : چيهان بهاء الدين

                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      فارس عزيز الشيمي ظابط في المخابرات المصرية

نظرت له بأعين جاحظة و اقتربت منه و قالت :

_ اللي نهي قالته ده صح يا فارس ؟ انطق صح

فرت منه الكلمات مجدداً و حرك رأسه عدة مرات و كادت أن ترحل حتي اعترض طريقها و قال :

= بالله عليكي ممكن تهدي وانا هفهمك و اشرحلك كل حاجة والله هو ده اللي كنت هقولهولك قبل ما يجو

قالت بنبرة اقرب الصراخ و هي تدفعه بعيداً عنها :

_ ابعد عني مدام كلامها صح  انا مش عاوزه اسمع منك حاجه تاني و بعد أذنك تطلقني بدل ما اخلعك يا حضرة الظابط

تركتهم و ركضت إلي غرفتها و أحكمت غلقها و الاخر سحب زوجته و اتجه بها إلي الخارج ، كانو في طريقهم إلي المنزل بالسيارة و لم يتحدث معها كريم حتي قالت هي :

_ في ايه يا كريم ؟!

= مفيش حاجة يا نهي هيكون في ايه يعني

_ قولي لو كنت مكاني هتعمل ايه ؟!

= الفرق بيني و بينك انك مُتسرعه لكن انا لو مكانك كنت اتعاملت بهدوء شوية و قعدت مع فارس نوصل لحل نعرفها بيه مش نصدمها كدة و هي لسه خارجه من صدمة كبيرة حرام عليكي

قالت من وسط بكائها :

_ مكنتش هقدر اسكت والله ماريا دي اختي و قاهرني اللي حصلها يمكن اتسرعت اه بس غصب عني والله ماحسنتش التصرف

= خلاص أهدي فارس عاقل و هيحل الموضوع


         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انزوت هي في غرفتها تضم رُكبتيها الي صدرها و تبكي كالاطفال لم تعطي نفسها الفرصة كي تفهم و لكن نار قلبها المشتعلة علي فَقدها لجنينها لازالت تَنهش فيها فا كان كل ما يدور في ذهنها هو أنه من المفترض فرض الحماية الكاملة عليهم نتيجة لمنصبه ، آتي إليها أيضا تَسرُعها في اتخاذ هذا الفعل دون حتي أخباره مما عَرقل حمايته لها ، تضاربت الأفكار في رأسها  و شعرت بالدوار يداهمها فا استسلمت لسلطان النَوم ، بعد قليل شعرت بجسده يحاوطها و أنفاسه كانت تلامس رقبتها  فا هبت بفزع من نومتها و هي تصرخ وتركض في الغرفة و قام هو بتشغيل الأضواء و ركض إليها و قال :

11:11 (حبيب عمري )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن