الفصل الثالث عشر◇◇أشجان القلب◇◇

14 1 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفصل_الثالث_عشر
تعافى_النفوس_الجزء_الأول
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أهٍ على قلب خاب ظنه بعد أملٍ وأضحى بالألم يعتصر ؛ فالقلوب إذا تعلقت تألمت إن فارقها متعلقيها تاركين الأثر .

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

صفعة ألم جديده تلقتها بعد أن كانت قد هدأت منذ قليل ، وها قد عادت للغرق فى دوامة قلقها من جديد وظلت آلامها تتزايد خوفاً مما ستُقبل عليه فى الأيام المُقبلة ، مرت لحظات وهي صامته لم تجيبه وقد شعرت بثقل على صدرها وكأنها تختنق من ذلك الحديث الصادم بالنسبة لها والذى أيضا خشيت حدوثه وهو موافقة الأخر وذلك ما جعل الألآم تتزايد أكثر فوالدها فقط ينتظر ذلك ليفرض رأيه عليها ، أخترق صوته ذلك الصمت السائد وهو يعيد سؤاله عليها بجمود مما جعلها تفزع من نبرته الجامده معها دائما وتتحرك تمسك بذراع شقيقها وكأنه منبع أمانها فى تلك اللحظه وفى كثيرٍ من لحظاتِ حياتها السابقة أيضاً ثم تفوهت بكلمات متقطعه إثر نبرتها المرتعشه :
_ ( م..م..مش عارفه.)

حسننا إن كان غضبه بداخله منذ قليل فبعد تلك الكلمات أعلن عن نفسه منفجراً حين صاح بانفعالٍ يعاتبها وهى الخائفه دوماً ولا تعرف حتى أتخاذ قرار :
_ (مش عارفه !.. لي ؟  وأنتِ طول الوقت ده مش عارفه تفكري وتاخدي قرار ، هتفضلي كده دايما لحد امتى خايفه من كل حاجه ؟)

يالته كان يعلم ما أصارعه كل يومٍ بسبب خوفي هذا ، يا ليته يعلم كيف فتك ذلك الخوف بنفسى فتكاً حتى تدمرت وماعادت تتحمل ، قطرة دمع هبطت من بين جفونها مُحدثه أثرها على بيجامتها وقد كانت منكسة رأسها تُخفى كل ذلك عن أعينه التى ثُبتت عليها فى تلك اللحظه وهى تنطق غضب ، وفى تلك اللحظه تفوه《وسام》 الذى شعر برجفتها بين يديه  مهدئا الأمور بعد تنهيدة عميقه :
_ (أكيد هى لسه بتفكر يا بابا وده قرار مرتبط بحياتها يعنى طبيعى تاخد وقت فيه .)

التفت له الأخر بعد أن كان مثبتا بصره عليها وقال فى جمود يائساً بعد أن هدأت موجة غضبه قليلا :
_ (الكلام ده لو هى بتفكر يا "وسام" وقدرت تاخد قرار  ، لكن هى دايماً خايفه حتى تتكلم هى مش صغيره على السلوكيات دي .)

لم يستطع الأخر إجابته فصمت حتى لا تزداد الأمور حِدةٌ ويلقي بحديثه السلبي عليها وهى الآن فى حالة لا تُعصى عليها وهو الذى شعر بها ، بينما 《أمجد》 زفر بقوه وقال فى جمود منهياً الأمر بإصرارٍ فى حديثه :
_( عموما أنا كنت عارف من البداية خوفك مش هيخليكى تاخدى قرار ، لذلك أنا إلى هقرر وقريب العريس جاي مع أهله وهنتفق على كل حاجه .)

قال حديثه الحاد ورمقهم بنظرة خاطفه قبل أن يخرج تاركاً خلفه جُسةٌ نهشها الخوف كنهشِ الذئابِ لفريستها ، فقد كانت الأخرى قد أطلقت العنان لدموعها التى تسيل على وجنتيها دون أن تحدث هى أي صوت فقط البكاء فى صمت وكأنها أضحت جسدٌ فقط بلا روح بعد حديثه الحاد معها منذ قليل ، بينما الأخر ظل ينظر إليها بشفقه وما بيده شىء يفعله سوى احتضانها كعادته يخفف عنها بعض الألم ويبثها شىء من الدفء والحنان الذى حُرمتْ منه طوال حياتها ، وظلت بين أحضانه وهو يمسد على رأسها التى استقرت على كتفه وهى تنظر بعينيها الناعستين أمامها شارده بتيهٍ لا تعلم ماذا تفعل فى حياتها المدمره هذه حياتها التى ما ملأتها سوى ظُلمة الألآم والخوف وقسوة من حولها  ، شعر هو بسكونها للحظات وسرى القلق فى قلبه فحركها لتصبح أمامه ويتسنى للنظر إليها ليجدها شارده لم تنتبه حتى له فتنهد بعمقٍ وقد علم سبب حالتها تلك المصدومه والمجروحه من ما حدث منذ قليل ثم تفوه يطمئن عليها بقوله متسائلاً بغلبٍ :
_ ("حياة" أنتِ بخير ؟ سمعاني طيب ؟)

تعافي النفوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن