بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الفصل_الرابع_عشر.
تعافي_النفوس_الجزء_الاول.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لا النفس تدري ما تكنه لها غيرها ماذا يكون ؛ فالنفوس خلاف وخباياها لم تُدركها العيون .♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
مرت الساعات بعد كل هذه الأحداث حتى عقبتها الليالي التي مرت على الجميع بأحوالٍ مختلفة ، ليالي قضاها البعض مسروراً ببدايةٍ معسولةٍ شعورها خاصة بعد أن جملتها كلمات خربشت على جدران قلبها فطغى وسار نحو هواه ولا يدري ماذا سبيله سيكون منتهاه ، وغاص العقل فى رسم أحلامه الوردية عن تلك العلاقة ولكن هل للأيام أن تعطها كل ما بخيالها رُسم ؟أم أن للقدر رأي آخر ؟ وعلى النقيض الأخر كان هناك من ساد الحزن لياليه بعد خسرانه نجمة كانت لقلبه السكن الذى بات يحلم به حتى تطبَّع ذلك الحزن على قلبه واعتاده رغم رضاه بقدرٍ لا يعلم ما الحكمة منه ، وهناك من هو فى أشد حالاته وقد أظلمت تلك الغيمة السوداء حياته وظل غريقا لمخاوفه مما ستقبل عليه هذه الفترة حتى أنها قضت تلك الفترة السابقة فى حزن شديد أدى فى النهاية لسوء صحتها تلك الفتاة المغلوبة على أمرها لا تعرف أين المفر من أفكارٍ هى سجن بالنسبة لها ولا تعلم كيف النجاة من آلالام ستُنهك روحها ، وكلما اقترب موعدٌ هى تخشاه زادت آلامها وخاصة صباح ذلك اليوم الذى يفصلها عن حدث كبير وجديد بحياتها لأول مرة تُقبل عليه وهو خوضها فى رحلة فُرضت عليها وصارت تخشى رفضها فصمتت حتى ظنوها قد وافقت ، حدث كلما تذكرته زادت آلام بطنها بشدة وسرعة دقاتها أيضا ؛ فأن تُقبل على مواجهة رحلة جديدة فى حياتها هذا أكبر مخاوفها وكذلك التقرب من شخص لا تثق به وتخشى رفضه فهذا كله مؤلم بالنسبة لها وصعب عليها مواجهته وهى الضعيفة المستسلمة لافكارٍ تملكتها حتى ظنت أنها حقيقة ، بقيت بغرفتها هذا الصباح بعد أن استيقظت وأدت صلاتها وقد فاتتها صلاة الفجر عنوة عنها فكانت فى أشد حالاتها المرضية خاصة فى تلك الفترة بعد أن أهملت غذائها وضَعفت صحتها ومرضت وكان الجميع قد أهتم بها وقد علموا إهمالها فى حق نفسها وغذائها والذى عادة ما تتذكر أنها تتناوله بانتظام ، وكان《 وسام 》 قد قلق على حالتها ولسان حاله يقول يائساً لأجلها ألا يكفي أنها حزينة تصارع مرض نفسها والآن أقبلت على مصارعة ضعف حالة جسدها ، كانت تجلس على أريكة غرفتها تسند بظهرها للخلف وهى ضامة ركبتيها إلى صدرها تحاوطهما بكلا ذراعيها وهى شاردة بهدوء فى ذلك الصباح الذى بدأت شمسه بالتخلل إلى غرفتها وبدأت معه ذقذقة هؤلاء العصافير كعادة كل يوم بجوار نافذتها التي تقربها شجرة سكنت بأعشاشها تلك العصافير ، وكانت قد تشتت أفكارها التي راودتها منذ الصباح وظلت تتنفس فى هدوء حتى قطعه صوت طرقات باب الغرفة لتأذن هى له بالدلوف ما إن خرجت من شرودها ليدلف هو بوجهه الذى رُسم عليه بسمته الحانيه ما إن رآها وشعر بتحسن حالها وهدوء ملامحها فيبدو أنها هذا الصباح لم يذرها قلقها المعتاد ، وما إن اقترب وجلس بجوارها بعد أن تحركت هى فى وضع جلستها إلا وتفوه يتسائل بهدوء يطمئن عليها بعد أن ألقى تحية الصباح عليها وأجابته:
_ (اى أخبارك يا "حياة" النهاردة ، أحسن شويه ؟)
أنت تقرأ
تعافي النفوس
Roman d'amourنفوسهم متعبه ، تتوق الي السلام والطمأنينة بعد أن باتت لأوجاع الزمن أسيرة. ظلت في ظلامها بعد أن هدأت عواصف آلامها ؛ حتي مُدت لهم يد السعادة لتربت علي أكتافهم بعد أيام الشقاء ، وتسير بهم في دروب الحب نحو العافيه والهناء .