الفصل الخمسون

5 1 18
                                    

أنا أوليفر، سينجو اوليفر، مجرد رجل عادي أحب الطبخ فانخذه مهنة و افتتح مطعما، تزوج امرأة احبها و قررا تكوين عائلة معا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..

توفيت زوجتي لما كان ابننا في عمر صغيرة، و هكذا قررت الحفاظ على ما تركته لي: ذاك الطفل الصغير، انفقت المال عليه حتى صرت انفق الكثير على دراسته اذ سجلته في مدرسة خاصة من ارقى المدارس، و ذلك كي يحظى بتعليم ممتاز، و رغم نقص المال فقد استمريت بالعمل بجد..

و ذات يوم تلقيت رسالة، دعوة للعمل في العاصمة، و براتب مرتفع، و هكذا، قررت ترك ابني لوحده و سافرت للعاصمة، و صرت أعمل هنا حتى ترقيت، و بفضل ترقيتي تم تعييني كمعلمك يا صغيرتي~

ابتسم اوليفر فابتسمت كيارا بدورها و أومأت قائلة:" أنا كيارا، عمري 6 سنوات و أنا هي العينة التجريبية 35 لكني اتمنى ان تناديني كيارا بدل "ثيرتي فايف"

ربت أوليفر على رأسها قائلا:" سأفعل، آنسة كيارا"

Pov كيارا:

طوال مدة عام كامل استمريت بالتواجد في غرفة بحجم صغير، اشرب يوميا اقراصا بشكل منتظم و مستمر، و يأتي معلمي لتعليمي مختلف الأشياء، كانت الحياة مملة فالممرضون مزعجون و الأقراص غير لذيذة، لكن وجود معلمي عوضني عن الحرمان الأبوي الذي حظيت به، و بفضله تعلمت الكثير...

لما بلغت من العمر 7 سنوات بات بإمكاني مقابلة أطفال بمثل عمري أو أكبر، و اكتشفت بأن جميعهم مثلي: احتجزوا في غرفة صغيرة لمدة ست سنوات الى ان بلغوا السابعة من العمر، و جميعهم قد حظوا بمعلم علمهم مختلف الأشياء و العلوم...

أثار انتباهي اختلاف وحيد فمعلمي كان مختلفا، لقد كان ودودا على خلاف البقية إذ ان اصدقائي حكوا لي بأن معلميهم كانوا باردين ينادونهم بأرقامهم و حسب و يكتفون بتعليمهم الآداب و العلوم دون تودد أو تقرب، و كل هذا وجدته مخالفا لما هو عليه معلمي، لكني لم أهتم في البداية.

مع بلوغي سن السابعة و بداية خروجي من الغرفة صارت أنواع اخرى من الأدوية تقدم لي فلم اعد اتناول الأقراص التي اعتدتها و حسب، و انما اقراصا اخرى معها و دواء يشرب كالماء، كانوا يشتركون جميعا في صفة واحدة: المرارة و لذاعة الطعم ، لكني كنت اتقبلهم كرها

صرت كذلك اخضع لفحص يومي على سرير مليئ بالأجهزة، و اكتشفت أن كل الأطفال مثلي، فظننت اننا أطفال ولدنا بعيوب صحية جعلتنا نخضع للعلاج بهذه الطريقة فأبديت امتناني للمصحة بسبب تفكيري ذاك.

مع بلوغي سن التاسعة توضحت لي المفاهيم و اكتشفت أني مجرد عينة تجريبية في أيدي الأشرار الذين تظاهروا أنهم اطبائي،على أني سابقا كنت اعتقد أن مصطلح "العينة التجريبية" يعني الأطفال الذين ولدوا بعيوب صحية.

رغم كرهي لما يفعلونه بي فإني لم اكن أملك حرية الرأي و التعبير، بل لم اكن أملك حرية التفكير، فالأقراط التي ارتديها تصيبني بصعقات في كل مرة أفكر بهذا الأمر.

و عندما اكتشف معلمي ذلك لاقيت منه ما لم أتوقع، لقد ابتسم و ربت على رأسي و تمتم :" أنا مثلك"

لحظة قوله لذلك تلقى صعقة طفيفة فابتسم مجددا و غير الموضوع حالا..

يومها بدأت شكوكي حول ذلك المعلم الغريب تظهر، أهو عدو أم حليف؟

وراء ذكرياتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن