تعرفت على فتى يكبرني بعامين، كان يدعى "كون" أو "العينة التجريبية 21" لذلك كان جميع البالغين ينادونه "توينتي وان" لكني كنت اناديه "كون"، هكذا كنا نحن الاطفال تجاه بعضنا البعض، ندحض تلك الأرقام جانبا و ننادي بعضنا بأسماءنا التي اعطتنا اياها امهاتنا.
اخبرني كون بالعديد من الاشياء، اخبرني بأن كل عام يحضرون خمس اطفال من ابناء العاملات و يكونون عينات تجريبية، اخبرني بأن رقمي يحدد رقمي في ترتيب احضار الاطفال، اي اني الطفلة الخامسة و الثلاثون التي احضرت، و أني أصغر طفلة من بين الخمس اطفال الذين هم في عمري ، و أنه الأكبر بين الخمس اطفال الذين احضروا في عام ولادته.
كان كون يحكي لي عن كل جديد تعلمه، فصرنا نقضي أوقات بقائنا خارج غرفنا معا، حدثني عن حقنة صار يتلقاها هذا العام، اخبرني بأنه يكرهها، بل انها اكثر شيء يكرهه بين كل الاشياء التي يمر بها يوميا و التي تتمثل في الأقراص و السوائل و الفحص على السرير المليئ بالأجهزة.
مرت الأيام و توطدت علاقتي به لكن ما ان صار عمري عشر سنوات حتى تم اضافة دواء جديد لسلسلة الأدوية: انها الحقنة.
كانت الحقنة كابوسي فهي الأكثر ألما، عندما يتم حقني أشعر و كأن شيئا حارقا يجري في عروقي و سرعان ما أشعر بضغط كبير فأصير اضرب الارض برجلي و اصيح كالمجنونة.
لكن رغم ذلك، لم يرأف الأطباء باحوالنا بل انهم قد كانوا يحقنونا الحقنة يوميا، رويت لمعلمي قصة الحقنة، قبض يديه و بدا كأنه غاضب لكنه ابتسم بعدها و قال:" لا تقلقي، ستتخلصين من هذا عما قريب"
يومها غادر معلمي أبكر من المعتاد و لم يدرسني الكثير، و لكني لاحظت من الغد التعب باد على وجهه كما لاحظت أن رقبته مصابة، بدأ و كأن ذاك الطوق قد صعقه كثيرا البارحة، سألته عما حدث لكنه لم يجب، و في كل مرة أسئله لم يكن يجيب.
لاحظت من الغد نفس الشيء، بدا متعبا أكثر، و لذلك لم استطع تجاهل الأمر و سألته :" معلمي، اخبرني ما بك؟"
ابتسم و ربت على رأسي و قال:" انا بخي.."
قبل ان يكمل كلامه صرخت في وجهه:" لست كذلك! انت تخفي شيئا عني! ان الفضول يتملكني بشكل كبير! اريد ان اعرف! ان هذه المصحة بالتأكيد تخفي سرا غامضا و انت كذلك! اعتقد ان هذه المصحة تقوم بأعمال شريرة ، بل اني متيقنة فهذا واضح! سوف اكتشف السر الذي تخفيه و .."
قبل ان اكمل كلامي صعقني ذلك القرط فسقطت و قد شلت حركتي، كانت الصعقة مؤلمة أكثر من المعتاد، عرفت حينها اني لا امتلك حقا في التعبير عن مشاعري و رغباتي كما اريد، ادركت بأني منذ اللحظة التي ولدت فيها قد فقدت حريتي...
امسكني معلمي عندما صعقتُ و ضغط على زر الطوارئ فدخل الأطباء و حملوني إلى غرفة العلاج و نمت هناك.
رأيت احلاما غريبة، بدت لي كأنها رؤيا، و لكن الغرابة في حلمي لم تكن طبيعية لأني رأيت جثمان معلمي مقتولا أمامي!
أنت تقرأ
وراء ذكرياتي
Acakاردت تأليف هذه القصة لانها هبت فجأة كوحي ارجو ان تنال اعجابكم تتحدث القصة عن فتاة ذات شعر بني و عينان زرقاوان غامقتان وهي فتاة فاقدة للذاكرة ، تنتقل هي و عائلتها إلى مدينة جديدة و بانتقالها إلى تلك المدينة ،فانها انتقلت إلى مدرسة جديدة ، يتم التنمر...
