part 22

732 58 15
                                    

هلوز نجماتي


تعليقاتكم تحفززني اكتب

استمتعو🪭


___________________


في صباح مشرق بعد يوم ممطر، كانت شمس الصباح تضيء بخيوطها الذهبية عبر نافذة شقة جونغكوك. رائحة الأرض المبللة والمطر المتبخر تملأ الجو، تحمل معها هدوءًا منعشًا يعانق المدينة. كانت أوراق الأشجار تتلألأ بالقطرات اللامعة، والشوارع تبدو كأنها مغسولة بالنقاء.

لكن داخل الشقة، كانت الأجواء مختلفة تمامًا. أصوات البنات تتعالى بصخب وحيوية، وهن يركضن من غرفة إلى أخرى استعدادًا للخروج إلى المدرسة. يونا تبحث عن شريط شعرها في كل زاوية وهي تصرخ: "أين شريطي!؟". في الوقت نفسه، مينجي تفتش بين الكتب عن أحد دفاترها التي نسيتها. وصوفي تقف أمام المرآة، تحمل مشطًا وتطلب بصوت عالٍ: "أبا، سرح لي شعري!".

الفوضى المعتادة تملأ المكان، لكن الملفت أنهن جميعهن لا ينادينه "جونغكوك" أو "العم كوكي" كما كان من قبل. لقد تحول اللقب وأصبح "أبا". كل واحدة منهن تطلب مساعدته كأنه أب حقيقي لهن، وهو يرد عليهن بلطف، يحاول تلبية طلباتهن المتعددة بابتسامة دافئة، رغم الفوضى.

بين صخب الاستعدادات والضحكات والمشاحنات الصغيرة، كان جونغكوك يستشعر دفء العائلة من حوله، حتى وإن كان المكان يعج بالحركة، كانت هناك سكينة وراحة في هذا الصخب المحبب.

بعد أن ودّع جونغكوك الفتيات وهنّ يتجهن نحو المدرسة، أغلق الباب خلفهنّ ببطء وعاد إلى الأريكة في غرفة الجلوس. جلس بهدوء، واضعًا رأسه على مسند الأريكة، وسرحت عيناه نحو النافذة حيث تسللت أشعة الشمس الدافئة. تلك اللحظات الهادئة كانت تفسح المجال لعقله ليستدعي ذكريات بينه وبين تايهيونغ، ذكريات ملأت قلبه بالحزن والحنين.

تذكر لحظة بعينها، كانت تلك الليلة عندما كانا يجلسان معًا في المنزل، مجرد حديث هادئ بينهما. كان الجو باردًا في الخارج، والرياح تداعب النوافذ بلطف. تايهيونغ كان جالسًا بجانبه، يلف بطانية حولهما، ويمسك فنجانًا من الشاي بيديه. كان هناك دفء خاص في تلك اللحظة، ليس فقط بسبب البطانية أو الشاي الساخن، بل بسبب وجودهما معًا.

تذكر جونغكوك كيف بدأ تايهيونغ، بابتسامته الناعمة، يتحدث عن أحلامه وأمانيه للمستقبل. تحدث تايهيونغ بحماس عن رغبته في زيارة الأماكن التي طالما حلم بها، وعن حبه البسيط للحياة اليومية، من رعاية الزهور في متجره إلى قضاء الوقت مع البنات.

ابتسم جونغكوك للحظة وهو يستذكر تلك الليلة، لكنه سرعان ما شعر بوخز الحزن عندما تذكر أن تايهيونغ الآن في غيبوبة، بعيدًا عنه بشكل لا يستطيع الوصول إليه.

ورداتـــــي ||TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن