30

4 2 1
                                    




ومع ذلك، كانت هناك قضايا أكثر أهمية تنتظرهم، وكان يجب عليهم جميعًا التركيز على عملهم قبل التفكير في الأمور الشخصية. لكن مع ذلك، كانت النيران قد بدأت بالاشتعال، وكان الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تنفجر الأمور.

مع مرور الأيام، بدأت غيرة ليلى تكبر ككرة ثلجية تتدحرج على منحدر، حيث كانت نانسي تواصل محاولاتها لإعادة إحياء علاقتها بحنا. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالمشاعر؛ بل كان يضغط عليها بشكل كبير، حيث شعرت أن وجود نانسي يهدد كل ما بنيته مع حنا.

في إحدى الليالي، اجتمع الفريق في المكتب لمناقشة قضية جديدة. كانت الأجواء مشحونة، حيث كانت ليلى تسترق النظر إلى حنا وهو يتحدث مع نانسي. كانت تضحك على نكاته، وتقترب منه بشكل يوحي بأنها تحاول استعادة العلاقة القديمة. بينما كان حنا يبدو مستمتعًا بالمحادثة، كانت ليلى تشعر بأن قلبها يتمزق.

عندما انتهت الاجتماعات، شعرت ليلى بالحاجة إلى الحديث مع حنا. "هل تعتقد أن نانسي تفكر في شيء أكثر من مجرد صداقة؟" سألته، ووجهها متجهم.

حنا نظر إليها، وقد أدرك أن هناك شيئًا غير مريح في نبرة صوتها. "لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة، ليلى. هي مجرد زميلة قديمة، ونحن هنا للتركيز على العمل."

"لكنها تتصرف كأنها تريدك، وكأنها تحاول جذب انتباهك." أضافت ليلى، عيناها مليئتان بالقلق.

"ليلى، أنت تعرفني. لا أريد أي شيء من الماضي. أنتِ هنا، ونحن نعمل معًا. لا شيء يمكن أن يغير ذلك." حاول حنا طمأنتها، لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن وجود نانسي قد يشكل خطرًا على العلاقة التي بدأوا في بنائها.

"أنت لا تفهم، أليس كذلك؟" قالت ليلى بتوتر، "أشعر أن كل شيء يتغير، وأخشى أن تفقدني."

أمسك حنا بيدها بلطف. "لن يحدث شيء، أعدك. أنا هنا من أجلك. دعينا نركز على المهمة القادمة."

لكن ليلى لم تكن مقتنعة. في اليوم التالي، وبعد أن شعرت بالإحباط، قررت أن تواجه نانسي مباشرة. في استراحة الغداء، ذهبت إلى المطبخ حيث كانت نانسي تحضر لنفسها قهوة. "هل يمكنني التحدث معك؟" سألت، وصوتها يختلط بين التوتر والثقة.

"بالطبع، ليلى. ما الأمر؟" ردت نانسي بابتسامة عريضة، متجاهلة التوتر في الجو.

"أنا أعرف أنك هنا لأسباب أكثر من مجرد العمل. لماذا تحاولين استعادة حنا؟" سألت ليلى بحزم، وهي تحاول أن تبقي صوتها ثابتًا.

فاجأت نانسي بجرأتها. "أليس من الواضح؟ حنا شخص رائع، وأنا أعرف أننا كنا شيئًا خاصًا في الماضي. أنا هنا الآن، وكنت أعتقد أن بإمكاني إحياء تلك اللحظات."

"لكن حنا ليس معك. هو هنا ليعمل، وليس ليعود إلى الماضي." أكدت ليلى، مشاعر الغضب تتصاعد بداخلها.

ترنيمة لهيبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن