31

4 2 1
                                    

في تلك الليالي التي أعقبت الاحتفالات، بدأ سامي يشعر بشيء عميق وجاد تجاه أمل. لقد كانت دائمًا مصدرًا للفرح والدعم بالنسبة له، وكان لديه شعور قوي بأنها الشخص المناسب ليشاركه حياته.

قرر سامي أنه حان الوقت ليخطو تلك الخطوة المهمة، وتقديم عرض زواجه لأمل. جلس مع حنا وليلى في أحد الأيام في مقهى صغير، يتناولون القهوة ويتحدثون عن مشاريعهم المستقبلية. بينما كانا يتبادلان الضحكات، شعر سامي بقلقٍ يسيطر عليه، مما جعله يلتفت إلى حنا، الذي كان ينظر إليه بفهم.

"أتعلم، أحيانًا أعتقد أن الحياة لا تتوقف عند مغامراتنا. هناك أمور أكبر يجب أن نفكر فيها." قال سامي بصوت منخفض، كأنه يحاول أن يجد الشجاعة لبدء الحديث.

"مثل ماذا؟" سأل حنا، وقد استشعر أن هناك شيئًا ما يدور في ذهن صديقه.

"مثل... الزواج." رد سامي، ونظراته تتجه نحو ليلى التي كانت تستمع بفضول.

“أنت تتحدث عن أمل، أليس كذلك؟” سألته ليلى بلطف.

أومأ سامي برأسه بتأكيد، وهو يشعر بمزيج من القلق والحماس. "نعم، أريد أن أتقدم لطلب يدها. أشعر أنها هي من أحتاجها في حياتي."

"هذا رائع! عليك أن تفعل ذلك، سامي. ولكن كيف تخطط لذلك؟" سأله حنا بحماسة.

"أفكر في إعداد شيء خاص، ربما عشاء رومانسي أو رحلة إلى مكان يعني لها الكثير." رد سامي، وعيناه تتلألأان بأفكار جميلة.

بعد تلك المحادثة، بدأ سامي بالتخطيط لتلك اللحظة الخاصة. اختار ليلةً هادئة بعد أسبوع، حيث يمكنه أن يدعو أمل إلى عشاء رومانسي في مطعم جميل تطل شرفته على منظر البحر. كان لديه فكرة مميزة، أراد أن يقدم لها خاتم الزواج في تلك الأجواء الحالمة.

في الليلة المحددة، كان سامي متوترًا ولكنه متحمس. ارتدى بدلة جديدة، وقام بتحضير كل التفاصيل بعناية. بعد أن وصل إلى المطعم، حجز طاولة مميزة وأعد الزهور والشموع لتكون الأجواء مثالية.

عندما وصلت أمل، كانت ترتدي فستانًا أنيقًا، مما جعل قلب سامي ينبض بسرعة. رحب بها بابتسامة عريضة، ورحبت به بنظرة مفعمة بالسعادة. "المكان يبدو رائعًا، سامي!"

"أردت أن يكون هذا العشاء مميزًا، لأنك مميزة بالنسبة لي." قالها سامي، وهو يضع يده على الطاولة، محاولًا إخفاء توتره.

خلال العشاء، تبادلا الأحاديث الضاحكة والقصص الجميلة عن مغامراتهما مع الفريق. تحدثا عن قضاياهم، وعما يعنيه أن يكونا جزءًا من هذا الفريق. كان الحديث مليئًا بالعواطف والمشاعر الصادقة، وشعرت أمل بالحب والاهتمام الذي يحمله سامي لها.

بعد انتهاء العشاء، أخذها سامي في جولة قصيرة على الكورنيش، حيث كانت الأضواء تتلألأ في السماء وكأنها نجوم. توقفا عند نقطة تطل على البحر، حيث كانت الأمواج تتلاطم على الصخور.

ترنيمة لهيبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن