بعد جري طويلٍ مرهق، هوى جون على الأرض متثاقلاً، جسده منهكٌ ونفسه يكاد ينقطع.
اقتربت منه ليندا وهمست له بصوتٍ مشفق: جون، هل أنت بخير؟
من بعيد، كان البرت يراقبهم، تردد لوهلة قبل أن يتخذ خطوته، وتقدم نحوهم ببطء.
البرت: ماذا جرى له؟
أجابته ليندا: لا يبدو بخير. سأرافقه إلى منزله.
وافق البرت قائلاً: حسنًا لكن بعد ذلك، أود منك أن تزوريني؛ لدي أفكارٌ أريد أن أناقشها معك
وبعد أن ودّعها، رمق جون بنظرةٍ أخيرة قبل أن يبتعد في صمت، ليتركهما وحدهما
و كان جون متعجباً من سرعة البرت و يقول في نفسه "كيف لم يتعب و قد ركض كل هذه المسافة"
قالت ليندا: هل يمكنك النهوض، جون؟
أجابها بتنهيدةٍ ثقيلة: "لا، أحتاجكِ ساعديني أشعر بأنني سأغيب عن الوعي.
مدت له يدها، على الرغم من شعورها انه يبالغ، ساعدته على الوقوف، واتكأ عليها، وخطيا معًا نحو منزله
فيما هما يسيران، قطع جون الصمت فجأةً، وقال: هو هوفي تلك اللحظة، كانت ميا قد وصلت إلى مختبر ويليام، تحمل بين ذراعيها طفلةً صغيرة لا تتجاوز العامين، كانت ببراءةٍ تلعب بدمية صغيرة.
قالت ميا مخاطبة ويليام، الذي كان واقفاً خلف طاولةٍ عليها أدوات الكيميائية: حاولت أن أقنع رجلاً كبيراً ومريضاً بالحضور، ليعالج عندك، لكنه رفض بإصرار، ولم أتمكن سوى من إحضار هذه الطفلة
ابتسم ويليام وقال: لا بأس، ستبقى الصغيرة معي لبعض الوقت. فقط آمل ألا تصل إلينا الشرطة، فأنا في غنى عن مواجهة غير محسوبة الآن.وبعد أن أعادت ليندا جون إلى منزله، توجهت إلى منزل البرت، الذي رحب بها
قال البرت بصوتٍ خفيض حادّ: ادخلي بسرعة، لدي خطة لقتل ويليام!
تراجعت خطوات ليندا، وقد ارتسمت على ملامحها علامات الدهشة، ثم تمتمت: حقا ؟ هل أنت جاد؟
جلسا في غرفة البرت، واستنشق عميقاً، كمن يحاول السيطرة على انفعالاته، قبل أن يبدأ حديثه الذي حمل ثقل السنين.
قال البرت: أفكر في صنع سلاحٍ، مستوحى من فكرة الترياق، سلاحٌ بإمكانه مواجهته
ردت ليندا وقد تملكتها الحيرة: سلاح مستوحى من الترياق؟ ماذا تعني بذلك؟ وضح أكثر
أجابها البرت بصوتٍ مفعم بالعزيمة: أعني سلاحاً خارقاً، ربما يعمل او يزداد قوة على خوف الناس، شيئاً غير اعتيادي
تساءلت ليندا: كيف سنصنع شيئًا كهذا؟
أجابها: لا أعلم بعد، لكن لدي ابن عمتي بيتر، يدرس الهندسة الطبية الحيوية، و هو ذكي جدا ذكاؤه قد يكون المفتاح لكل هذا.
تساءلت ليندا: ما هو هذا التخصص؟ لم أسمع به من قبل.
ابتسم البرت ابتسامةً باهتة وقال: حتى أنا لا أفقه كل تفاصيله، لكنه قد يمتلك الجواب الذي نحتاجه.
ليندا: "لكن، كيف سنقنع بيتر بهذا؟ إنه من الصعب أن يصدقنا
هز البرت كتفيه قائلاً: لننتظر حتى يعود، ثم نعرض عليه الأمر.
شعرت ليندا بشيءٍ من القلق، وقالت متسائلة: ماذا لو علم ويليام بما نخطط له؟ عندما قال "لمن يريد مواجهته ان يأتي اليه" في التلفاز شعرت وكأن حديثه كان لناالبرت: حتى أنا راودني نفس الشعور، لكنني لست متأكدًا تمامًا.
وبعد برهةٍ من الصمت، قاطع أفكارهما طرقٌ على الباب، فركض البرت ليفتحه قبل أن تسبقه عمته.
ضحكت العمة قائلة: "يبدو أنك متحمس لرؤية بيتر اليوم
أجابها البرت بابتسامة متلهفة: أجل، أريد أن أستشيره بشأن أمرٍ مهم.
فتح الباب، ووقف بيتر عند المدخل، حقيبته على كتفه، نظراته باهتة.
قال بيتر بنبرةٍ باردة: ما الأمر، البرت؟
رد البرت، مشيراً إلى الغرفة: تعال إلى غرفتي، ليندا وأنا نحتاج إلى التحدث معك
أجاب بيتر بجمود: "ليس الآن، لست في مزاجٍ مناسب انا متعب
لكن البرت لم يتراجع، أمسك بذراعه وجذبه إلى الداخل بإصرار، (الوان الوان الوان)
بينما قال بيتر بدهشة : يا إلهي انت قوي جداوما إن أغلق الباب، حتى جلس بيتر على كرسيه، والبرت بدأ يحكي حكايته
قال البرت بصوتٍ مثقلٍ بالألم: هناك رجل يدعى ويليام، و عالمٌ مهووس على ما يبدو، هذا الرجل هو من قتل عائلتي وحرمني من ذراعي
صمت للحظة كأنما يستجمع بقايا روحه، ثم واصل حديثه: "كنت في التاسعة من عمري، في ليلةٌ ثلجية باردة. دخل ويليام منزلنا، عذب أمي وأبيي و قتلهم أمام عيني، ثم قطع ذراعي، وأجبرني على شرب ترياقٍ غريبٍ قال انه قد صنعه منذ ايام قليلة . قال لي إنه ترياق يعيد الاطراف لكنه غير متأكد ان كان سينجح لأنه صنعه منذ فترة قصيرة اخبرني ان نجح الترياق ستعود كلتا ذراعي، لكن حين مضت عشرين دقيقة على ما اتذكر ولم يحدث شيء، أغمي عليّ من الألم والبرد. وعندما استيقظت، كان قد رحل، لا أعلم إن كان قد تركني معتقداً أنني ميتٌ، أم تعمد إبقائي في هذا البؤس. حينها شعرت بقوة غريبة في داخلي و كل ما يشعر شخص حولي بخوف كنت اشعر بشيء غريب مرت الأيام، واكتشفت أن هناك قوةً غريبة في داخلي، قوة لتجميد الأشياء وتحويلها إلى جليد. لكنني كنت خائف من اخبار الآخرينحدق بيتر فيه وقال بشيءٍ من السخرية: هل تحاول تضليل عقلي بهذه الخرافات؟
ابتسم البرت ببرود، ثم أمسك بيده الاصطناعية الحائط، ليتحول في لحظةٍ إلى كتلٍ من الجليد.
ثم يعود الى طبيعته
نظرت ليندا إلى بيتر وقالت: إنه لا يكذب. لقد شهدت كل هذا بأم عيني.
تمتم بيتر بعد لحظة من الصمت: توقفوا عن تضييع وقتي إنها مجرد خدعة، لا يمكنني تصديق هذا.
همس البرت بنبرةٍ حزينةٍ يائسة: صدقني، بيتر، لقد أمضيت سنوات في جمع معلومات عن ويليام لأقتله و لأنتقم لأمي و ابي و اعيد ذراعييتبع
أنت تقرأ
العالم ويليام و خوف الناس
Kinh dị18+ ويليام، عالمٌ مجنون تملكه الهوس بالإختلاف والقوة، فانغمس في البحث والتجارب دون هوادة. خلال سعيه الدؤوب، ابتكر عن طريق الخطأ ترياقًا يمنح من يشربه قوة خارقة للطبيعة فقرر استغلاله لتحقيق رغباته وأطماعه بلا تردد.