الفصل الثامن

20 2 2
                                    

شعر أدولف في حيرة بالغة، عيناه تتسعان بدهشة وكأن الأحداث تجري أمامه بسرعة لا يستطيع مواكبتها: ماذا يحدث؟
كانت نبرته مليئة بالشك والتساؤل، كأنما قد جُرَّ إلى عالم لا يعرف حدوده.

قالت ميا : وهي تجري بكل قوتها، وجهها مشدود بملامح التوتر العميق، أجابت بسرعة دون أن تلتفت: كل شيء على ما يرام
كانت كلماتها تبدو كاذبة، مغلفة بالذعر الذي ينهش قلبها. سرعتها كانت كسراب يخترق الواقع، تفوق الخيال البشري، تاركة خلفها أثراً من الدهشة الممزوجة بالذهول بين الناس. تسللت إلى أحد الأزقة بمرونة فائقة، لكن حين وصلت، وجدته طريقة مغلقًا، وصدى الخوف بدأ يتردد في أعماقها. "ماذا أفعل الآن؟" كانت هذه الأفكار تطرق عقلها بلا رحمة هل أستسلم؟ لا مفر. ان عدت الى منزلي او منزل ويليام ستعرف الشرطة مكاني، هذا سيء... سيء للغاية

وفجأة، كما لو خرج من ظلال الليل ذاته، ظهر ويليام أمامها من العدم
حضوره مفاجئ، كاسح، وعيونه تحمل هدوءاً مخيفاً.
أدولف، وقد اجتاحه الذهول مرة أخرى: من هذا؟ و من أين ظهر ؟

قال ويليام لميا، بابتسامة باردة: طفل واحد؟ لا بأس، لا مشكلة. مد يده نحو ميا، وكأن الزمن قد توقف للحظات. لم تدرك ميا كيف، ولكن يدها امتدت نحوه دون وعي، وكأنها تُساق إلى مصير لا مهرب منه. وفي لحظة خاطفة، وجدت نفسها معه في منزله، وكأن العالم قد طوى مسافاته في غمضة عين.

جلست ميا وقد غرق وجهها في حزن غامض، كأنها تحمل ثقل الأوجاع على كاهلها، وهمست: آسفة... كنت عالة، وجلبت لك المزيد من المتاعب.

لكن ويليام، بابتسامة وادعة، قال: "لا بأس، المهم أنكِ حرصتِ على إخفاء وجهك." ثم تغيَّرت نبرته فجأة، نظر إليها بحدة أشبه بشفرة تخترق السكون، واقترب هامساً في اذنها: "اسمعي سأخرج الآن. لكن عند منتصف الليل، أريد قتل هذا الطفل. أبقيه هنا... لا تسمحي له بالخروج. أعتمد عليك

ردت ميا : سأحاول...

تركها ويليام وغادر المكان، متوجهاً إلى المطعم الذي تعمل فيه إيمي. عندما وصل، استقبلته عند الباب بابتسامة، لكن وجهها احمر فجأة، بسبب ذكريات الليلة الماضية خفياً. هربت إلى المطبخ بخجل، تاركة إياه وحده، يتأمل تصرفاتها العجيبة دون أن يُظهر أي انزعاج، وجلس بهدوء ينتظر.

سألت كلارا، زميلة إيمي مستفسرة: ما الأمر؟ لماذا هربتِ هكذا؟
إيمي، بصوت متردد: "لا... لا شيء
كلارا، بتحدٍّ، وهي تقرأ في عينيها شيئاً أكثر من كلماتها: "هل أنتِ متأكدة؟

أومأت إيمي برأسها، محاولة إخفاء الحقيقة التي تعتمل في صدرها. من بعيد، كانت تراقب ويليام، غير قادرة على الاقتراب، وكأن شيئاً ما يمنعها، حاجز غير مرئي من الخجل. وأخيراً، جمعت شجاعتها وتقدمت نحوه، بصوت مرتعش قالت: ما... ما هو طلبك اليوم؟
تجنبت النظر في عينيه عند قولها لهذا

العالم ويليام و خوف الناسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن