الفصل العشرين

0 0 0
                                    

فتحت ميا عينيها لتجد نفسها مقيدة وملقاة على الأرض أمام باب في غرفة مظلمة. رفعت بصرها فرأت شخصًا يجلس على كرسي قبالتها، مرتديًا نظارتها. احتاجت لحظات لتستوعب ما يحدث قبل أن تقول "من أنت؟"

كان ذلك بيتر لكنه لم يخبرها بأسمعه و قال : يمكنك مناداتي بـ'الساعة'. ومن تكونين أنتِ؟

ردّت ميا : دعني أرحل، أيها الغريب. لا شأن لك بي أو بإسمي! وماذا تريد مني أيها المنحرف؟!

شعر بيتر بالانزعاج و اجاب : لقد أسأتِ الفهم، أنا فقط أريدك أن تخبريني، ما هي مكونات الترياق؟ أعني الترياق الذي يمنح القوة الخارقة.

حاولت ميا بكل قواها فك قيودها، ونجحت. نهضت لتهاجم بيتر، لكن فجأة فتح الباب خلفها بعنف، وظهر ألبرت الذي سدد ضربة قوية إلى ظهرها، فسقطت أرضًا مجددًا، وأمسك بها بشدة.
انحنى بيتر نحوها وقال: أخبريني بطريقة صنع الترياق

قالت ميا بصوت متألم: لا أعلم! اتركوني وشأني!

حاولت دفع ألبرت وضربته على بطنه، ثم حاولت نفخ الغاز السام عليه، لكن شعرت فجأة وكأن الزمن قد تجمد. وقبل أن تدرك ما يحدث، وجدت ليندا أمامها، توجه لكمة إلى وجهها.

صرخت ميا وردت اللكمة، ثم شعرت مجددًا بأن الزمن قد تجمد، وفجأة وجدت نفسها في مكان مختلف - كانت في غرفة نوم بسيطة، بجدران بيضاء تعج بالكتب والرسومات.

حدقت حولها بدهشة وقالت: "إنها غرفتي! هل كان كل هذا حلمًا؟" لكنها لاحظت أن هناك شخصًا يبكي أمامها، لتفاجأ برؤية نفسها أمامها

ظهر بيتر بجانبها وقال: إنها أنتِ، لكن من الماضي القريب. انظري خلفكِ.

التفتت ميا لترى أن الغرفة المظلمة متصلة بغرفتها. شعرت بارتباك شديد، وأدركت أنها في ورطة.

"ماذا يحدث هنا؟" سألت بتوتر

رد بيتر ببرود: أخبريني كيف يصنع الترياق، وإلا سأقتلكِ.

تمالكت ميا نفسها وقالت: لا أعلم!

وحين حاولت الهجوم على بيتر مجددًا، وجدت نفسها عائدة مقيدة في الغرفة المظلمة، وبيتر جالس قبالتها، بينما وقف ألبرت وليندا خلفها.

أخذت تفكر في نفسها: لا بد أن هناك طريقة للتغلب عليهم. ذلك الساعة.. يبدو أن الفتاة والصبي يحمونه، مما يعني أنه ضعيف أو لا يستطيع القتال... ربما هو من يتحكم بالوقت. لو تمكنت من افقاده لوعية أو قتله سأتمكن من هزيمتهم جميعاً
بصعوبة، حررت نفسها مجددًا واندفعت نحو بيتر و أشارت عليه و قالت ن-
لكن ألبرت أمسك بيدها قبل أن تتحرك.

حاولت ميا المقاومة، ووجهت لكمة إلى أنف ألبرت حتى نزف، ثم توجهت نحو بيتر محاوِلةً تسميمه، إلا أن ليندا دفعتها بقوة لتتعثر وتسقط أرضًا.

صرخ ألبرت بغضب: اسمعي! إن لم تعطينا وصفة الترياق، فسنقتلكِ.

قالت ميا بحدة: إن كنت تتحكم بالزمن، فلماذا لا تعود إلى الماضي وتكتشف بنفسك كيف صنع ويليام الترياق؟"

فكر بيتر في نفسه: لا أريدها أن تعرف أنني لا أستطيع العودة إلا إلى الماضي القريب، قبل أسبوع فقط، أو الانتقال إلى المستقبل لبضع ساعات. لقد اكتسبت قواي حديثًا ولم أتمكن من التحكم بفترات زمنية بعيدة بعد." ثم قرر العودة عشر دقائق إلى الوراء ليمنعها من طرح السؤال.

توقف الزمن فجأة وعادوا عشر دقائق إلى الوراء، حيث كانت ميا قد تمكنت من فك قيودها، وهاجمت بيتر، إلا أن ألبرت أمسك بيدها مجددًا قبل أن تتحرك.

قال بيتر بنبرة آمرة: ألبرت، لا تقل شيئًا. التزم الصمت.

رد ألبرت متذمرًا: ماذا تقصد؟ لن أنطق بأي كلام أحمق!

في تلك اللحظة، وجهت ميا لكمة إلى أنف ألبرت مرة أخرى حتى نزف
"علي منعه من التحدث" همس بيتر لنفسه
  وجدت ميا نفسها فجأة في منزلها، جالسة في حمام مليء بالجثث والدماء. كانت تبكي بحرقة لكن دموعها كانت من ندم تجرح وجهها

قالت ميا بذهول: ما هذا؟ لا أذكر أنني فعلت شيئًا كهذا. هذه ليست إلا ذكرى مزيفة!

ظهر بيتر بجانبها وقال: لا، هذا ليس الماضي، بل يحدث داخل ضميركِ.

تأملت ميا وجوه الجثث، وهمست بصوت خافت: هؤلاء... هل ماتوا بسببي؟" بدأت دموع الندم تتساقط من عينيها و تحدث جروح في وجهها.

قال بيتر بنبرة باردة: عليكِ أن تشكريني، أنتِ ثاني إنسان يرى شكل الندم بفضلي

اشتعل الغضب في قلب ميا والندم يتساقط من عينيها: توقف عن العبث معي!
ثم اندفعت نحوه بأقصى سرعتها، موجهةً صرخة: "نم!" سقط بيتر على الأرض مغشيًا عليه، وعادت ميا إلى الغرفة المظلمة، حيث كان كل شيء قد عاد إلى طبيعته.

لكنها لم تلبث أن لاحظت ليندا تقف أمامها، وكانت على وشك مهاجمتها، إلا أن قدمي ميا قُطِعَتا فجأة، فسقطت على الأرض وهي تنزف بشدة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 12, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

العالم ويليام و خوف الناسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن