في قرية صغيرة نائية، تعيش أسرة غارقة في الفقر والمعاناة. الزوجان، "جوزيف" و"كارولين"
لم يعرفا السعادة منذ أن جمعهما القدر. كانا يتخبطان في زواجٍ مملوء بالمرارة والكراهية، حيث فقد كل منهما شعور المسؤولية تجاه أطفالهما الثلاثة: صوفي، مايا، وأرثر.جوزيف كان رجلاً كسولاً، عمل في مهن عديدة لكنه دائماً ما يفشل فيها بسبب إهماله وتكاسله المستمر، مما جعله يُطرد مراراً وتكراراً. أما كارولين، فقد كانت تغلي من الغضب تجاه زوجها، تراه سبب شقائها. لأنه يطرد من كل عمل يحصل عليه
كانت أجواء المنزل مليئة بالصراخ والشجار، وكان جوزيف لا يتورع عن استخدام العنف، حيث كان يضرب أطفاله عندما يشعر بالتوتر أو الضغط. الأسرة كانت تعيش في فقر مدقع، وأحيانًا يمرون بأيام لا يجدون فيها سوى الخبز اليابس والماء للطعام. حتى ملابسهم كانت بالية، وكانت أحذية الأطفال ممزقة وهم يذهبون إلى المدرسةفي أحد الصباحات، استيقظ الجميع على صرخات الام كارولين المدوية وبكائها. كانت قد اكتشفت أنها حامل مرة أخرى. بحسرة قالت: "لا أريد طفلاً رابعًا، لقد تعبت من تربية الأطفال. نحن بالكاد نملك ما يكفي لنأكل، والآن طفل جديد؟
بدافع اليأس، حاولت كارولين بكل الطرق أن تتخلص من الجنين. لجأت إلى شرب الكحول بكثرة، والتدخين، وكل عادة سيئة قد تؤذي الجنين، وكان زوجها يشجعها على ذلك بلا اكتراث. لم يكن للأطفال الثلاثة الحق في اعطاء اي رأي في هذا، وكانوا يراقبون بصمت. مرت الأشهر دون نجاح في التخلص من الجنين، ووصلت كارولين إلى شهرها السابع دون أن تفقد الطفل تركها زوجها جوزيف ورحل بعيدًا ليعيش حياته، تاركًا إياها وحدها لتعتني بالأطفال
بعد شهرين عندما وُلدت الطفلة، كانت ضعيفة ومريضة، مما دفع كارولين إلى حافة الجنون. شعرت بالحقد تجاهها فور رؤيتها، وكأنها عدوة وُلدت لتدمير حياتها. أسمتها "ميا" بلا اهتمام أو عاطفة لأن هذا كان أول اسم خطر على بالها
بعد فترة، أخبر الطبيب الام كارولين أن الطفلة لن تعيش طويلاً، قد تموت خلال عام. شعرت كارولين بسعادة عند سماع هذا، ولكن تلك السعادة لم تدم؛ فالطفلة لم تمتكرهت كارولين ميا بشدة، وأهملتها تماماً. لم تطعمها أو تعتني بها، وكانت تترك هذا العبء على صوفي، الاخت الكبرى التي كانت الوحيدة التي تتعاطف معها. أما مايا وأرثر، فقد قلدا أمهما في كرههما لميا
كبرت ميا في ظروف سيئة. لم تتمكن من اللعب أو الركض مثل الأطفال الآخرين بسبب مرضها وكانت محبوسة في المنزل دائما، لا ترى الشمس ولا تتلقى الغذاء المناسب، مما زاد من تدهور صحتها. كارولين كانت تضرب ميا باستمرار وتلومها على كل مصائب حياتها، وتردد دائماً: لقد خسرت زوجي بسببكِ. أنتِ عبء على حياتي
مع مرور السنوات، اشتدت مأساة ميا. عندما بلغت الحادية عشرة من عمرها، كانت حالتها الصحية متدهورة جداً.
في ذلك الوقت، كانت صوفي قد بلغت الرابعة والعشرين وتزوجت، تاركة المنزل. ودعت صوفي أختها ميا بالدموع، شاعرةً بأنها تتركها لمصير قاتم.بعد رحيل صوفي، كانت الام وحدها مضطرة للاعتناء بميا. في احد الأيام في منتصف الليل، استيقظت كارولين على صوت سعال ميا المرتفع. بملء الغضب صرخت كارولين: "لقد نفد صبري! لقد دمرتِ حياتي. تركني زوجي بسببكِ، والآن أضطر للعمل وحدي! كل هذا بسببكِ! ثم اندفعت إلى ميا و صارت تضربها بعنف، حتى نزف أنفها وغطت الكدمات جسدها
في لحظة جنون، أمسكت كارولين سكينًا وكانت على وشك قتل ابنتها. لكن فجأة، انفجر رأس الام وسقطت السكين من يدها، وامتلأت الغرفة بالدماء.
وسط هذا المشهد المروع و وسط صدمة ميا من المنظر، ظهر رجل غامض طويل القامة، أبيض البشرة، بشعر بني طويل، وقال بهدوء: "مرحبًا، اسمي ويليام. كنت أراقب هذا المنزل منذ فترة و ارى انكِ تعانين
يمكنني أن أنقذكِ من هذا الجحيم، أن أشفيكِ، وأعطيكِ حياة جديدة. لكن بالمقابل، عليك أن تمنحيني ولاءك وتساعديني فيما أطلبه منكميا، رغم خوفها وترددها، ردت: لا أعلم إن كان هذا ممكنًا، لكن إذا كان بإمكاني الركض واللعب خارجًا، وأن لا يضربني أحد بعد الآن، فأنا موافقة و ان لم يكن فأريد البقاء هنا
سأل ويليام: هذا موجود لدي، لكن هل ستكونين وفية لي؟ هل ستفعلين ما أطلبه؟ هل هذا وعد؟
قالت ميا: وعد
أعطاها ويليام ترياقًا للعلاج شربته ميا، وشُفيت على الفور من مرضها ومن آثار ضرب أمها. لأول مرة في حياتها، شعرت بالقوة، وبدأت تقفز وتركض بسعادة غامرة. و بفرح، قالت: أعدك أنني سأرد لك الجميل يومًا ما و لن أخيب ضنك بي___نعود الى الحاضر... ___
ألبرت اندفع بكل قوته، محاولاً الهرب بأسرع ما يستطيع. كان يشعر بأنفاسه تتسارع وعضلاته تحترق، لكنه لم يتوقف، مدفوعًا برغبة يائسة للنجاة
ميا كانت تركض خلف ألبرت، الذي يحمل صديقته على كتفه، وقلبها يخفق بقوة. الخوف من الفشل كان يلتهمها، ويدها ترتجف. كانت تفكر بذعر: "ماذا لو لم أستطع؟
يجب أن أمسك بهما... عليّ الوفاء بوعدي. علي لن أكون مفيدة
مهما كان الثمن
علي رد ذلك الجميليتبع...
![](https://img.wattpad.com/cover/377105374-288-k568538.jpg)
أنت تقرأ
العالم ويليام و خوف الناس
Horror18+ ويليام، عالمٌ مجنون تملكه الهوس بالإختلاف والقوة، فانغمس في البحث والتجارب دون هوادة. خلال سعيه الدؤوب، ابتكر عن طريق الخطأ ترياقًا يمنح من يشربه قوة خارقة للطبيعة فقرر استغلاله لتحقيق رغباته وأطماعه بلا تردد.