الفصل العاشر

11 2 0
                                    

في تاريخ 2/1/2003
في ليل يوم مثلج كانت ميا تقف كظل غامض في زقاق مظلم كاحل، تتربص بالفريسة. أمامها كان رجل غريب، ملامحه قاسية وأصابعه متشابكة بقوة. كانت أيدي ميا تميلان لسرقة المال منه. لكنه وبقوة دفعها بعيدًا. و صرخ في وجهها
تراجعت ميا قليلاً، لكنها لم تستسلم. نفثت غازًا سامًا باتجاهه، وبدأت اللحظات تتباطأ بينما كان الرجل سيستنشق السم القاتل.

وفي اللحظة التي بدت فيها النهاية محتومة، ظهرت ليندا فجأة، كالسيف المضيء وسط الظلام، بروح مفعمة بالحزم. وقفت دون تردد لتحمي الرجل من مصير مشؤوم. في الوقت ذاته، قبض ألبرت، بقبضة فولاذية، على ميا، ممسكًا إياها بقوة لا تقهر.

صرخت ميا بنبرة مهددة : "ابتعد عني، أيها الأحمق، سأقتلك!" لكن في تلك اللحظة، تعرفت على ملامح ألبرت، إنه ذلك الصبي الذي هاجمها من قبل. توقفت فجأة، عينياها تركزان على ذراعه الحديدية. تمتمت لنفسها بذهول: "ذراع صناعية...؟ ذراعاه مبتورتان...

رفعت بصرها نحوه مجددًا وهمست: "نم"
شعرت ميا بأن قبضته اللتي تمسك بها تراخت قليلاً، لكن ألبرت لم ينهار. صدمها فشله في الاستجابة لتلك القوة التي كانت تعتقد أنها لا تقهر... لم تتمكن قوتها من تنويم البرت ركلته ميا بعنف ونهضت.
لماذا لا تنام؟! هل فقدت قوتي؟ ما الذي يحدث؟ قالت هذا و هي مشوشة

وفي الوقت ذاته، أمرت ليندا الرجل بالهرب، فاختفى من المشهد دون أن يلقي نظرة خلفه، مدفوعًا برعب غريب.

استدار ألبرت نحو ميا، كانت عيناه تموجان بالغضب المكبوت، قال بصوت بارد: "أنتِ قاتلة ولصة لئيمة، لكنني لن أقتلك قبل أن تخبريني أين هو ويليام

ردّت ميا بتحدٍ : ابتعد عني! لا أعلم أين هو، ولن تستطيع قتلي حتى في أحلامك.

كانت ليندا تقف على مقربة و قالت بصوت مرتفع : أتسخرين منا؟ إذا كنتِ لا تعرفينه، فمن أين جاءت هذه القوة التي تملكينها؟ لقد نفثتِ غازًا سامًا وأشعر أن طاقة هائلة تنبعث منكِ

نظرت ميا إليهما بانزعاج : ماذا تريدان من ويليام؟
رد الاثنان في لحظة واحدة، كأنهما يعكسان قدراً مشتركاً: نريد قتله
ضحكت ميا بمرارة، وسخرت منهما: هل تعتقدان حقًا أنكما تستطيعان قتله؟ إنه أقوى مما تتخيلان
ودون سابق إنذار، وجهت ميانظرها الحاد نحو ليندا و أشرات اليها و همست ببرود: نامي
وفي لحظة، سقطت ليندا على الأرض، غارقة في نوم عميق.

حاولت ميا استخدام كل ما لديها من قوة ضد ألبرت. جمعت كل طاقتها وهمست بصوت عميق: نم
لكنها فشلت ألبرت لم يكن كالبقية؛ كان مختلفًا تمامًا. لم يكن يتأثر بقوتها كما اعتادت. أدركت أنه ليس أمامها سوى قتله

هجمت ميا بسرعة، كانت تتحرك كالعاصفة، تتنفس سمومها القاتلة في كل خطوة. لكن ألبرت لم يكن سهلًا، فقد كانت لديه القدرة على تجميد الهواء حوله، وقطع الأكسجين عن خصومه للحظات وجيزة، وهذا ما فعله ضد ميا.
سألته ميا بدهشة : من أين لك هذه القوة؟!
أجابها و هو يضرخ : من ويليام

كانت ميا على وشك توجيه لكمة قوية له، لكن ألبرت جمد يديها. فشعرت بالاختناق والانزعاج ولكن بعد لحظات قليلة تمكنت من كسر التجميد وهاجمته بقوة. تبادلا الضربات في معركة شرسة لا هوادة فيها، وفي النهاية، تمكنت ميا من الفوز. ألبرت أصيب بجروح كثيرة، لكنه لم يسقط تمامًا. كانت النهاية غير واضحة، ولكن الشيء المؤكد هو أن معركتهما لم تنته بعد.

حاولت ميا جرّ ليندا وألبرت معها نحو ويليام، مصممة على تنفيذ خطتها بأي ثمن. لكنها لم تكن تتوقع ما سيحدث. حمل ألبرت ليندا فوق كتفيه واندفع هاربًا عبر الأزقة المظلمة.

بينما كانت ميا تلاحقهما بشراسة، عيناها تقدحان غضبًا. كان الأفق ملبدًا بالغيوم، لكن في قلب ميا كانت العاصفة أشد؛ لا مجال للتراجع، ولا وقت للتردد

العالم ويليام و خوف الناسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن